الأسلوب والفكرة يؤمّنان للكتاب قراءة متكررة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أسلوب الكاتب وموضوع الكتاب وطريقة طرحه هي من الأمور التي تشد القارئ إلى القراءة وتساهم بالتالي في شهرة المؤلف عالمياً، حيث تكون الترجمة نتيجة طبيعية للتعريف بتجربته، ورغم ذلك التفاوت في سوية الكتب فإن ميول القراء تجعلهم يحرصون على إعادة قراءة الكتب أكثر من مرة، ولكن هذا يتحقق بشروط معينة كشف عنها عدد من المبدعين في حديثهم لـ «البيان» حيث أكدوا أن فكرة الكتاب وأسلوب المؤلف يلعبان دوراً رئيساً في ذلك.

قراءة وتلخيص

وأشار الأديب والمفكر علي أبو الريش إلى أنه يقرأ معظم كتبه أكثر من مرة. وأوضح: «لا أكتفي بقراءة بعض الكتب أكثر من مرة بل أقوم بوضع تلخيص لها، وآخر كتاب قمت بتلخيصه هو كتاب «سر الأسرار» لـ«أوشو»، وهو جميل جداً كون المؤلف يكتب خارج النص، بعيداً عن فكرة الأنا، وقد قرأته 3 مرات، ويقع الكتاب بـ 400 صفحة إلا أني قمت بتلخيصه في حدود 20 صفحة». وأضاف: «في تلخيص هذا الكتاب وغيره يمكن لي العودة السريعة له في أي وقت، وأعتقد أن الإنسان المشتغل في مجال الكتابة والتأليف بحاجة إلى تكريس وعيه في مجال الكتب المهمة، فهذه الكتب عند تلخيصها تكون مرجعاً له ولمن هم بعده، كونها تحتوي على زبدة ما في مثل هذه الكتب التي تزيد من الوعي».

بدورها، ذكرت أسماء صديق المطوع مؤسسة ورئيسة صالون الملتقى الأدبي: «إن الكتب التي قرأتها لأكثر من مرتين كثيرة، كونها كتب استطاعت أن توجد صلة سحرية بين القارئ والكاتب، من بينها رواية «مائة عام من العزلة» للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز التي قراءتها أكثر من مرة، فماركيز الذي علمني على التفاصيل، يظهر في روايته هذه عبقرية نادرة، في كيفية قدرته على ربط الأشخاص والإمساك بخيوطهم وتحريكهم كما يحركون لعبة العرائس». وتابعت المطوع: «هناك روايات أخرى قرأتها مرات عدة مثل «ثلاثية غرناطة» للكاتبة المصرية الراحلة رضوى عاشور، ورواية الكاتبة الإماراتية وداد خليفة «زمن السيداف»».

من جهتها، كشفت الكاتبة ندى جابر عن قراءتها لرواية «شغف» للكاتبة المصرية رشا عدلي 3 مرات. وبينت: «وصلت الرواية للقائمة الطويلة في الجائزة العالمية للرواية العربية، لدورة عام 2018، وقد أعجبت بالرواية التي ترجمت إلى اللغة الإنجليزية، كونها مبنية على قصة حقيقية، فالروايات التاريخية تحيلنا إلى روح الحدث، وهذه الرواية تتحدث عن شخصية حقيقية وهي «زينب البكري» التي عشقها نابليون خلال فترة احتلاله لمصر، وشجعها والدها الذي كان من أعيان البلاد على العلاقة معه». وتابعت: «بعد أن خرج نابليون من مصر قاضاها الشعب وسلمها أبوها لهم، وهكذا ظلمها مرتين، ومن هذا المنطلق تساهم الكاتبة بإنصاف حالة تاريخية من الظلم».

«بصمة قلم»

أشار وليد المرزوقي الكاتب والإعلامي في قناة سما دبي إلى أن كتاب «أنا» للراحل عباس محمود العقاد، من الكتب التي قرأها أكثر من مرة، وتابع: ووصلت درجة تأثري بالكاتب أن خصصت أول حلقة من برنامجي «بصمة قلم» لهذا الكتاب». وأضاف: «من بين الكتب أيضاً مذكرات خلف الحبتور، لأني شعرت أن الكتاب لا يتحدث عن الحبتور فقط بل يتحدث عن تاريخ دولة الإمارات، وأجد أن قراءة كتاب ما لأكثر من مرة يأتي من قوة تجربة الكاتب أو من قوة وعمق أسلوبه».

Email