مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة تضيء التحولات المعرفية بالمنطقة في «أبوظبي الدولي للكتاب»

ت + ت - الحجم الطبيعي

نظمت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، خلال مشاركتها في الدورة الـ 31 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب عدداً من الفعاليات المعرفية المتنوعة يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، سلطت خلالها الضوء على معززات التقدم البشري والتحولات المعرفية بمنطقة الخليج، والبصمة اللافتة للغة العربية في الازدهار والتنمية، وسط إقبال من زوار المعرض على الحضور والمساهمة في الجلسات والندوات النقاشية.

وزار وفد من وزارة التربية والتعليم جناح المؤسسة، للاطلاع على آخر مستجدات مركز المعرفة الرقمي، حيث قدم فريق العمل شرحاً مفصلاً حول المركز الذي يعد منصة عربية مفتوحة تشمل 1.7 مليون مادة رقمية، وتتيح حلولاً لبناء المكتبات الرقمية، ومشاركة المحتوى للجامعات والمدارس والمؤسسات الحكومية، من خلال إنشاء منصتها الخاصة، بما يوفر لها إتاحة المحتوى دون الحاجة إلى تحمل تكاليف بناء منصة مستقلة.

حوارات المعرفة

وعقدت المؤسسة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عدة جلسات نقاشية ضمن سلسلة «حوارات المعرفة»، حيث ناقشت الجلسة الأولى «التنمر الإلكتروني» وكيف يمكن الوقاية منه، بمشاركة الدكتورة حصة الكعبي، رئيسة وحدة حماية الطفل- مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي- وأدارت الجلسة خديجة الشريف، مستشار حماية الطفل والصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي في مؤسسة «ChildFun».

وقدمت الكعبي في بداية الجلسة نظرة عامة حول مفهوم التنمر، الذي يتمثل في تكرار الاعتداء اللفظي والجسدي أو بأي صورة أخرى، مشيرة إلى أن التنمر يوجد بشكل أساسي في المدارس وبأشكال مختلفة، كما أن التنمر الإلكتروني تنامى كثيراً بفعل الاتجاه نحو الدراسة عن بعد، لنجد أنه يتخذ العديد من الصور التي هي أكثر حدة في التأثيرات السلبية في الأطفال. 

وأكدت الكعبي أن تزايد التنمر الإلكتروني يرجع إلى قلة الوعي لدى الطلاب بشأن الخصوصية، ومشاركة الملفات أو المعلومات الخاصة بحساباتهم مع أقرانهم، حيث يتسبب ذلك في تحول التنمر إلى تهديد وابتزاز، مستعرضة بعض تجارب التنمر التي تعرض لها الطلاب خلال فترة التعليم عن بعد، ودور وحدة حماية الطفل في وزارة التربية والتعليم نحو التعامل مع ذلك، عبر إعداد برامج توعوية وتأهيلية وعلاجية للطلاب، الذين تعرضوا إلى التنمر. 

دور مهم

وأوضحت الكعبي أن للأسرة دوراً مهماً جداً في مكافحة التنمر الإلكتروني، وحماية الأطفال من الممارسات الإلكترونية التي تنتهك الخصوصية، والتي تتزايد عبر وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية، خاصة أن الأسرة مطالبة بالمتابعة الحثيثة لأنشطة الأطفال عبر هذه المنصات من خلال البرامج التقنية للرقابة والتحكم في استخداماتهم، مشددة على أن الطفل بعمر أقل من 18 عاماً سواء أكان متنمراً أو متنمراً عليه، فهو ضحية، ويجب بحث حالته من كافة الجوانب. وتضطلع الأسرة بدور أساسي في هذا الأمر من خلال تقوية شخصية الأطفال وبناء علاقة متينة معهم، تشجعهم على الإفصاح عن ممارسات التنمر أو الاستغلال والابتزاز الإلكتروني. 

في حين ناقشت الجلسة الثانية بعنوان «البيانات الجيومكانية: توسيع نطاق التقدم البشري» حلول استخدام البيانات الجغرافية المكانية، عبر العديد من الصناعات والقطاعات، وتأثيرها في صنع السياسات، وذلك بمشاركة علي السامرائي، خبير التكامل الحضري، وأدارت الجلسة منى الشلقامي، أستاذ مساعد، كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية.

عرض شامل

وقدم السامرائي عرضاً شاملاً حول البيانات الجيومكانية، وأمثلة مختلفة حول استخداماتها، مشيراً إلى أنها بيانات يتم جمعها من مكان محدد أو حول عرق معين، وتتضمن عدداً من المتغيرات من بينها الوقت والجغرافية، حيث يمكن الاستعانة بها للتحليل والتنبؤ من أجل اتخاذ القرارات في العديد من المجالات.

وأكد السامرائي أن مخرجات البيانات الجيومكانية تكون جيدة ومفيدة في حال كانت المدخلات تتمتع بدقة عالية، إذ يجب أن يكون هناك كم كاف من البيانات الدقيقة والواضحة، التي من يمكن الاستفادة منها في السياسات العامة.

مشيراً إلى أن البيانات الجيومكانية لها تأثيرات هائلة في جميع مناحي الحياة، حيث يمكن من خلالها مثلاً تقليص معدلات الجرائم، وذلك من خلال مساعدة الدول على كشف المناطق ذات المعدلات الأعلى في نسب الجرائم، ومن ثم التوصل إلى استراتيجية وقائية للمستقبل.

وأوضح السامرائي أن البيانات الجيومكانية يمكن الاستعانة بها في أي مدينة حول العالم، بهدف رفع جودة الخدمات المقدمة للسكان، وذلك من خلال تحديد مستوى الخدمات المتاحة، والاستفادة منها في اتخاذ القرارات ووضع الخطط المستقبلية لتحقيق الأهداف، مستعرضاً في ذات الإطار بعض نماذج الولايات المتحدة الأمريكية، وبعض الدول في استخدام البيانات الجيومكانية، والاستعانة بها في وضع السياسات والاستراتيجيات المستقبلية.

داعم أساسي

وأكد السامرائي أن البيانات الجيومكانية بمثابة داعم أساسي لأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030، نظراً لقدرتها على المساعدة في تسريع تحقيق هذه الأهداف ومواجهة التحديات من الوصول إلى المياه النظيفة، وتخفيض الانبعاثات الكربونية وتحسين جودة الهواء، فضلاً عن الاستجابة السريعة واتخاذ خطوات استباقية للتحديات الآنية.

موضحاً ضرورة العمل على اتجاهين نحو إتاحة هذه البيانات بشكل واسع مع المجتمع المدني وإشراكه في اتخاذ القرارات، وأيضاً تحديث البيانات بشكل مستمر لتعزيز الثقة بها.

وأشار السامرائي إلى أن وصول القطاع الخاص للبيانات الجيومكانية تسمح له بالتخطيط بشكل أفضل، حيث إن البيانات الجيومكانية لمنطقة معينة تساعد المستثمرين على فهم المنطقة ومتطلباتها خلال عشر سنوات مقبلة. وبناء على ذلك يتم وضع الخطط والاستراتيجيات، التي تعتمد على الاحتياجات المستقبلية، إلا أنه شدد على أهمية وجود ضوابط وحوكمة في إتاحة هذه البيانات لمنع استغلالها بشكل خاطئ.

وذلك في ظل الجهود الحثيثة للشركات في الحصول على أكبر كم من البيانات باعتبارها أصولاً يمكن الاستفادة منها.

فيما أقيمت الجلسة الثالثة بمشاركة الدكتور هاني تركي، رئيس المستشارين التقنيين ومدير مشروع المعرفة لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، حيث تناول أهم المفاهيم المعرفية، من خلال إيضاح الفرق بين البيانات والمعلومات المعرفية، واقتصاد المعرفة ومجتمع المعرفة، مع تسليط الضوء على تحديات المعرفة، ودور صناع القرار والشباب والمجتمع.

حلقة نقاشية

إلى جانب ذلك، نظمت المؤسسة ضمن «برنامج دبي الدولي للكتاب» حلقة نقاشية حول المجموعة القصصية المصورة «عجين الحنين» الصادرة عن شركة قنديل للنشر والتوزيع، أحد المشاريع الاستثمارية لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة. 

وفي إطار مبادرة «استراحة معرفة» الهادفة إلى ترسيخ ثقافة القراءة ودمجها في الحياة اليومية، عقدت المؤسسة جلستين نقاشيتين؛ الأولى بعنوان «ماهية القراءة المعرفية ومكتسبات القارئ»، بمشاركة الأستاذ تركي الزعابي، وأدارت الجلسة سارة العبسي، بينما أقيمت الجلسة الثانية بعنوان «التحولات المعرفية في الخليج العربي»، بمشاركة الدكتور حسن مدن، وأدارت الجلسة رولا البنا.

وشهد جناح المؤسسة تنظيم عدد من الجلسة الحوارية حول صناعة النشر ومناقشة أحدث التوجهات.

حيث عقدت الجلسة الأولى بعنوان «الناشر المؤلف.. تجربة مستقلة»، بمشاركة الكاتب فهد الفلاسي، والكاتب أمير البقالي، والكاتب خليفة الريسي، وأدار الجلسة الكاتب الصحفي والشاعر حسين درويش، فيما أقيمت الجلسة الحوارية الثانية بعنوان «من القرية إلى العالم.. سفر الكلمة»، بمشاركة الكاتب محمد النعاس، الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية 2022، والكاتبة والروائية إيمان حميدان، وأدارت الجلسة رولا البنا.

Email