خلال معرض أبوظبي الدولي للكتاب

«مركز أبوظبي للغة العربية» يُصدر «نور على نور» لفؤاد هوندا

ت + ت - الحجم الطبيعي

 ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2022، أصدر مركز أبوظبي للغة العربية في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، وبالاشتراك مع متحف الآثار الإسلامية في ماليزيا، كتاب «نور على نور»، للخطاط الياباني فؤاد كويتشي هوندا، أحد أشهر فناني الخط العربي في العالم. ويأتي هذا الكتاب الثنائي اللغة (إنجليزي – عربي) تكريماً لأعمال هوندا الفنية.

ويعتمد هوندا في تنسيق أعماله الفنية على آيات مختارة من القرآن الكريم، وتكشف لنا أعمال الفنان الياباني عن بُعد جديد لروحه وإيمانه العميق.

مفاهيم وقيم 

وحول هذا الموضوع قال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، في حفل إطلاق الكتاب ضمن المعرض: «تجتمع الثقافتان، العربية واليابانية، حول العديد من المفاهيم والقيم والجماليات والممارسات الفنية التي لطالما شكّلت جسر تواصل حضاري بينهما.

ويأتي فن الخط في طليعة تلك الممارسات الجمالية، إذ تحتوي اللغة اليابانية، شأنها شأن العربية، على تلك الأبعاد التي تجعل من الخط نفسه أداة بارزة للتعبير الفني الذي يتيح للخطاط التجديد والابتكار والإبداع، وإضفاء الطابع الشخصي على إنتاجه الفني، انطلاقاً من أسس راسخة تأسست تقاليدها وتطوّرت على مرّ العصور والأجيال».

مجموعة فريدة

وأكد بن تميم أن تجربة الفنان الياباني فؤاد هوندا هي خير مثال على تلك القيم والجماليات المشتركة بين الثقافتين. فقد عشق هوندا باكراً اللغة العربية والثقافة الإسلامية ودرسها وتعمّق فيها.

وتمكّن من وضع بصمته الخاصة على هذا الفن، انطلاقاً من شغف لا حدود له بالخط العربي، وهو ما يتجلّى بأبهى صوره في المجموعة الفريدة من الأعمال الفنية العربية والإسلامية في متحف الآثار الإسلامية ماليزيا في كوالالمبور، الحاضنة الرئيسة لأعمال الفنان الكبير هوندا، إلى جانب آلاف التحف الفنية والمخطوطات الأثرية التي تجسد رؤية متكاملة لتطور الفنون الإسلامية، وبخاصة فن الخط العربي وزخرفة المصاحف والمخطوطات. 

قيمة

وتابع بن تميم: «نُعرب في مركز أبوظبي للغة العربية عن فخرنا بهذا الكتاب الذي نطلقه بالشراكة مع متحف الآثار الإسلامية في ماليزيا، وتتجسد فيه تجربة هوندا وعوالمه الروحية والفكرية والفلسفية، فإننا على ثقة بأن هذه الشراكة ستكون انطلاقة للمزيد من الأعمال المشتركة والتجارب الثرية التي تُسهم في حضور اللغة العربية على الساحة الدولية.

فلطالما ازدهرت اللغة العربية ونمت وتطورت بالتفاعل مع مختلف الثقافات واللغات والحضارات، لتثبت دوماً أنها تختزن جميع عناصر التعدد والتنوع والمرونة، لتكون لغة للأدب والإبداع والعلوم والفلسفة والفن والجمال، وحاضنة لمختلف التجارب الفنية والإنسانية، مثل تجربة هوندا التي يُحتفى بها هذا الكتاب القيّم».

رسالة 

وقال سيد محمد البخاري، مدير متحف الآثار الإسلامية في ماليزيا: «يفتخر متحف الآثار الإسلامية بتقديم هذه المطبوعة الثنائية اللغة تكريماً لأعمال الخطاط الياباني فؤاد هوندا الفنية».

مضيفاً: «يسعدنا تقديم هذه المطبوعة بالتعاون مع مركز أبوظبي للغة العربية. ونأمل أن نسهم معاً في تعزيز رؤية فنون اللغة العربية والخط الإسلامي على المستوى الدولي. فنحن نؤمن بسمو رسالة الخط العربي، ويتجلّى هذا المفهوم في كتابنا هذا من خلال الأعمال الفنية لهوندا».

مكانة فريدة 

وأشاد سيد البخاري بفريق متحف الآثار الإسلامية في ماليزيا ومركز أبوظبي للغة العربية على جهودهم في جمع وإعداد مادة الكتاب وإصدارها بالتزامن مع معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2022، وهو حدث مهم له مكانة فريدة بين معارض الكتب الدولية، معرباً عن أمله في أن يلبي هذا الكتاب توقعات الجمهور ويسهم في نشر جمال رسالة الأعمال الفنية الخطية لفؤاد هوندا وإيصالها لشريحة واسعة من القراء ومتذوقي الفن. 

وأضاف: «نشكر أيضاً مؤسسة البخاري لدعمها الدؤوب لمساعي متحف الفن الإسلامي في ماليزيا، وتأييدها لهذا التعاون البالغ الأهمية مع مركز أبوظبي للغة العربية بهدف الارتقاء بالخط العربي.

كما نتوجه بالشكر للسيد هوندا. إن تشجيع المنشورات الثنائية اللغة الصادرة بالعربية والإنجليزية أمر مهم جدًا لإتاحة الفرصة لقطاع أوسع من الجمهور للاستمتاع باللغة والتعلم، وهو أيضًا بالغ الأهمية لأن للغة العربية في ماليزيا لها حيثية كبيرة ومنزلة عظيمة. وإنه ليسعدنا أن نسهل تعلمها وانتشارها».

تجربة استثنائية

 وقالت د. هبة بركات، مؤلفة ومترجمة الكتاب: «كان تحليل الأعمال الفنية والتعمق فيها تجربة استثنائية. وخلال هذه العملية، يكتسب المرء معرفة بجانب جديد من جوانب شخصية السيد هوندا وقدراته العظيمة. ويحتفي متحف الفن الإسلامي في ماليزيا بالخط العربي الإسلامي كل بضع سنوات بمعرض كبير لأبرز الخطاطين الدوليين في هذا المجال. ولا شك أن السيد هوندا واحد من أكثر الخطاطين إلهامًا لي على المستوى الشخصي».

Email