يشرّع أبواب العالمية أمام فرقة «سيما»

نبض اقتصاد دبي الإبداعي

ت + ت - الحجم الطبيعي

من قلب دبي تتجدد حكاية فرقة «سيما» للرقص الاستعراضي، التي اختار أعضاؤها الرقص درباً للتعبير عن أنفسهم، وجدوا في «دانة الدنيا» موطناً للسلام والإبداع، فما كان منهم إلا أن أطلقوا العنان لأنفسهم، ليحلقوا في فضاء المدينة التي احتضنتهم وفتحت قلبها لهم ولإبداعاتهم، فباتوا رواداً للرقص المعاصر، وعروضه المختلفة التي يقدمونها على خشبات مسارح دبي على اختلافها..إذ تشرع دبي بنبض اقتصادها الإبداعي آفاق وأبواب العالمية أمام الفرقة.

عروض فرقة سيما للرقص الاستعراضي، التي تتخذ من السركال أفنيو مقراً لها، استطاعت أن تجذب عيون الجميع، حتى باتت عروضهم التي عادة ترفع شعار «كامل العدد»، تحمل بين ثناياها رسائل تعبيرية وتوعية، نابعة من أصول الثقافة، وهو ما ساعدهم في تحويل الرقص من مجرد حركات للترفيه إلى عمل فني ثقافي، قادر على التعبير عن قضايا المجتمعات ومتطلباته المختلفة، وهو ما ساعد الفرقة التي تتكون من 40 راقصاً محترفاً من تعميق صلتها مع المجتمع، إيماناً منهم بأن الرقص كما الموسيقى يمثل لغة عالمية، وهو ما أكده علاء كريميد، مؤسس فرقة سيما للرقص الاستعراضي ومديرها الفني لـ «البيان»، مبيناً أن دبي هي بلد الخير وأنها ماضية في طريقها لتصبح عاصمة ثقافية، مستشهداً باهتمامها الكبير بالاقتصاد الإبداعي وتطوير مناطق إبداعية متكاملة مثل «القوز الإبداعية».


«أجنحة السلام»

بـ «أجنحة السلام» أطلت أخيراً فرقة سيما للرقص الاستعراضي على الملأ، لتناصر من خلاله الأهداف العالمية للتنمية المستدامة التي أطلقتها الأمم المتحدة، وأقامت لها أسبوعاً كاملاً في أحضان معرض إكسبو 2020 دبي، حيث تعد هذه هي المرة الأولى التي يقام فيها أسبوع الأهداف العالمية خارج حدود نيويورك، وقد توسدت الفرقة في عرضها تعبير «كلما اتسعت الرؤية قلت العبارات»، والذي جسدته حركات تعبيرية راقصة على الخشبة. وفي السياق، يقول علاء كريميد: «بالنسبة لي أشعر أن الرقص هو أهم لغة عالمية بعد الموسيقى، وذلك لما يمتلكه من قدرة عالية على إيصال الفكرة والرسالة إلى القلوب، وذلك لأن لغة الجسد وحركاته يفهمها الجميع من دون استثناء، وهي تشبه الإيقاع الموسيقي تماماً، ولذلك أرى أن الرقص يفوق في قدراته حدود الدراما واللغات».

أجندة مزدحمة

أجندة فرقة سيما تبدو مزدحمة بالفعاليات، فما كادت تنتهي من عرض «أجنحة السلام» حتى شكلت العمود الفقري لعرض «لماذا؟» المسرحي الذي ابتكره المخرج الهندي شاكار كابور بالتعاون مع الموسيقار الهندي آيه آر رحمان. ازدحام أجندة الفرقة، بدا دلالة على مدى التحول الذي شهده الرقص الاستعراضي، وفي ذلك يقول علاء: «شهد فن الرقص في دبي تطوراً لافتاً، وأصبح هناك معرفة كبيرة في هذا القطاع، ووعي أعلى حيال أهمية ما نقدمه من عروض راقصة، ولدينا حالياً في السركال أفنيو مسرح كامل، ومعظم عروضنا تباع بالكامل، رغم أن بعضها يستمر لمدة شهرين وأكثر، ولذلك أعتقد أننا خلال الفترة الماضية استطعنا أن نتجاوز الكثير من التحديات، وبات الرقص يحمل رسالة ثقافية مختلفة، والناس بدأت تقدر ذلك كثيراً». وأضاف: «فعلياً معظم عروضنا الراقصة تصنف على إنها رقصات تجريبية، فنحن نستقي لوحاتنا من أفكار ومواقف معينة وأحياناً من الكتب، كما في العرض الأخير الذي قدمناه في جامعة نيويورك أبوظبي، والذي استند إلى كتاب «ميديوغريسي» للكاتب الكندي جان دينو، ويسلط الضوء على ما أحدثته وسائل التواصل الاجتماعي من ثورة في حياتنا، لدرجة أنه لم يعد هناك قيمة للأشياء».

تسهيلات

في دبي اتسعت الآفاق أمام الفرقة التي استفادت كثيراً من التسهيلات التي قدمتها هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة)، وفي ذلك قال علاء: «دبي بلد خير، وقد ساعدتنا «دبي للثقافة» كثيراً، ومعظم راقصينا حصلوا على التأشيرة الذهبية، وأشعر أن هناك المزيد من التسهيلات مقبلة في الطريق، في ظل وجود منطقة القوز الإبداعية، التي تقدم أيضاً مجموعة كبيرة من التسهيلات المتعلقة بالحصول على الترخيص والإعفاء من الضرائب وغيرها»، وتابع: «بتقديري أن هناك دفعة قوية للفنون والثقافة في دبي، وذلك بسبب وجود توجه لأن تكون عاصمة ثقافية وليس اقتصادية فقط».

 

Email