استطلاع « البيان »: الرواية الإماراتية والقضايا العصرية.. دور فاعل وآفاق ثرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهدت مسيرة الرواية الإماراتية تطوراً ملحوظاً على الأصعدة كافة، وأصبحت أكثر انفتاحاً على العالم، وارتباطاً بالمجتمع وتعمقاً بقضاياه، ورصدت التغيرات المتسارعة والمشكلات التي يواجهها إنسان اليوم، سواء من الناحية الاجتماعية أو الثقافية أو الاقتصادية، وتصدت لقضايا عصرية في غاية الأهمية، وفقاً لما يراه بعض المختصين في هذا اللون الأدبي، مشيرين إلى أنها أسهمت كذلك في علاج قضايا ومشكلات عصرية مهمة، وموضحين أن الكتّاب يحملون على عاتقهم مسؤولية ورسائل كبيرة من شأنها أن تسهم في رسم غد مشرق للبشرية.

«البيان» حاولت أن تستكشف هذه المسألة من خلال الاستطلاع الأسبوعي، لتتبين مدى نجاح الرواية الإماراتية في عكس واقع التطور المجتمعي وتصديها لقضايانا العصرية، حيث طرحت سؤالاً على متابعيها، عبر منصاتها في فضاءات مواقع التواصل، مفاده: «هل تعكس الرواية الإماراتية واقع التطور المجتمعي وتتصدى لقضايانا العصرية؟».

وقد أظهرت نتائج الاستطلاع، أن الرواية الإماراتية، نجحت إلى حد ما في عكس واقع التطور المجتمعي والتصدي لقضايانا العصرية، إذ أكد ذلك 75 % من المشاركين بالاستطلاع على موقع «البيان الإلكتروني»، بينما رأى 25 % غير ذلك. في حين كانت نتائج التصويت على منصة الـ«البيان» على «تويتر» مختلفة، حيث لم تتفق نسبة 54 % مع أن الرواية الإماراتية تعكس واقع التطور المجتمعي وتتصدى لقضايانا العصرية، بينما رأى 46 % عكس ذلك تماماً.

فن قديم

وتعليقاً على هذه النتائج، قالت الأديبة شيخة مبارك سيف الناخي لـ«البيان»: «إن الرواية فن قديم قدم التاريخ، وكتابة الرواية المبدعة لا يجيدها كل كاتب، فهي تجمع بين الخيال والواقع. وظهرت الرواية في عالمنا العربي وفي الآونة الأخيرة، وازدهرت كتابة الرواية في دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل ملحوظ».

وأكدت أن كتابة الرواية يتطلب نفساً طويلاً ومن الطبيعي أن يعكس كاتبها أحداث عصره، وما يسود مجتمعه من قضايا أو حراك علمي وثقافي وأدبي، ومن حركة عمرانية واقتصادية.

تجارب

وأضافت الناخي: «إن الكاتب المبدع ذو عدسة لاقطة ومشاعر شديدة الحساسية يتأثر بمحيطه ويمتزج بأحداثه، ويتشرب أفكاره وقضاياه، فإذا كتب نجد أنه أشار إلى ذلك التأثر، وإلى ما يدور حوله من تطورات وتغيرات وتجارب، ونراه دارساً متعمقاً في قضايا مجتمعه مساهماً مساهمة فعالة في علاج هذه القضايا، من خلال قلمه المبدع وعينه الراصدة».

وحسب رأي الناخي فلطالما تركت الروايات من خلال معانيها الساحرة أثار لقضايا عصرها، ولطالما عززت طموحاتنا وشحذت هممنا بطريقة غير مباشرة.

رسالة إنسانية

من جهته، قال الكاتب هزاع أبو الريش: «إن جميع الأجناس الأدبية ومن ضمنها الرواية جاءت كرسالة إنسانية وفكرية وإبداعية تنقل الواقع الإنساني إلى واقع مشرق مليء بالآمال والتطلعات».

وبرأي أبو الريش فلا بد أن تعالج الرواية أو القصة قضايا الإنسان فالحياة والأفكار والروايات السردية تتطور ولكل عصر رواية وقصة ولكل عصر أفكار إبداعية تسهم في تطور البشرية.

رسائل

وتابع أبو الريش: «إن الكتّاب يحملون على عاتقهم مسؤولية ورسائل كبيرة للبشرية والمبدع الحقيقي هو من يحمل في مكنون عمله الأدبي الرسائل الإنسانية وينقل الإنسان نحو مستقبل زاخر».وأشار أبو الريش إلى أن الحضور الإماراتي في السرد الروائي بالغ الأهمية وذو قيمة كبرى، وطرح قضايا مهمة تلامس المشكلات التي تواكب الإنسانية.

مثال

وضرب مثالاً بجائحة «كورونا»، وأشار إلى وجود العديد من الكتابات القصصية والروائية، التي نقلت هذه القضية إلى سرد إبداعي ينقل القارئ إلى حيثيات ملهمة تسهم في إمكانية علاجها وكبح جماحها. وأضاف أبو الريش: «إن معارض الكتاب التي تقام في الإمارات تحتوي كتباً وروايات تسهم في صقل فكر الإنسانية وتحتوي في مضمونها على قضايا مهمة وملهمة للمجتمع».

Email