معهد الشارقة للتراث يفتتح أسبوع التراث السوري في «البيت الغربي»

انطلقت أول من أمس، فعاليات وبرامج أسبوع التراث السوري، ضمن برنامج أسابيع التراث العالمي، تحت شعار «تراث العالم في الشارقة»، التي ينظمها معهد الشارقة للتراث، في مركز فعاليات التراث الثقافي «البيت الغربي» في قلب الشارقة.

حيث نقل الجمهور الغفير إلى ربوع سوريا الحضارة والتاريخ والتراث، الذي يختصر ويختزل كل تراث العرب والعالم، بحضورالدكتور عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، و كنان زهر الدين القنصل العام للجمهورية العربية السورية في إمارة دبي والمناطق الشمالية، ومختلف ممثلي وسائل الإعلام وعشاق التراث والباحثين والمختصين.

دور أساسي

قال الدكتور عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث: «ها هي سوريا قلب العروبة النابض، حاضرة في قلب الشارقة، سوريا الحضارة والتاريخ، مهد الحضارات، هي كما قيل عنها، بوابة التاريخ وعمود السماء في الأرض، ولقد لعبت دوراً أساسياً في التاريخ، وتطور الحضارة الإنسانية، فكانت معبراً عظيماً للتجارة بين البحر الأبيض المتوسط والشرق، وصدرت الأبجدية إلى العالم.

حيث قدمت مملكة أوغاريت، الأبجدية الأولى للعالم كله، وعلى الأرض السورية، توالت الحضارات والابتكارات».

وتابع الدكتور المسلم: «لا غرابة في أن يعتبر المؤرخون والباحثون والمختصون، سوريا، مركزاً للعديد من أقدم الحضارات، وموطن الحضارة والأبجدية، فقد شهدت الأرض السورية وجود حضارات عدة، منذ آلاف السنوات، فأهلاً بسوريا الشقيقة في قلب الشارقة، الشارقة التي تفتح أبوابها للجميع.

حيث الشارقة، عنوان المشروع الثقافي والتراثي المستدام، الذي يشتغل عليه صاحب السمو الشيخ الدكتور سُلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، منذ عقود، وحقق نجاحات لافتة، ليس على المستوى المحلي فحسب، بل على المستويين العربي والعالمي، بما يليق بالشارقة والثقافة والتراث».

مهد الحضارات

من جانبه، قال كنان زهر الدين: «لكل إنسان متحضر في هذا العالم وطنان، وطنه الأم وسوريا، وسوريا هي مهد الحضارات التي ازدهرت في الزمن الغابر، وهناك شواهد على ما تركه الأقدمون من بصمات، وآثارها تروي حكايات الأوليين وغابر أمجادهم، وما تركوه من رقي وارتقاء، سوريا هي التاريخ الذي يصبح حاضراً مع كل خطوة على أرضها، وكأن التاريخ يعود ينبض بالحياة من جديد».

وأضاف: «من يقوم برحلة عبر سوريا، فكأنه قام باكتشاف الفن والتاريخ والثقافة والعلاقات الإنسانية، ومن يسافر عبر سوريا، ينتابه شعور بوجوده في عالم ساحر، له خصوصياته وجمالياته. سوريا قادرة على أن تفعل من الغرباء أصدقاء، سوريا أسطورة، وجمالها يفوق الوصف، هي جسر بين الشرق والغرب، حيث التنوع المدهش للحضارات والتاريخ، فعلى الأرض السورية، ولدت أروع الحضارات، وتفاعلت أعظم المدنيات، وأبدع الإنسان المنجزات التي لا تزال ترفل البشرية في نعمائها حتى اليوم».

وختم بتوجيه كل الشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، كما أعرب عن شكره لمعهد الشارقة للتراث، ودوره وجهوده في حفظ التراث وصونه وحمايته.

فنون شعبية لافتة

ولفتت عائشة غابش مدير إدارة الفعاليات والأنشطة بالمعهد، المنسق العام لأسابيع التراث العالمي، إلى أنه مع أسبوع التراث السوري في قلب الشارقة، نغوص في أعماق التاريخ، ونكتشف الحضارات، وننهل من كنوز العلم والمعرفة والحضارة والثقافة، ما يشكل زاداً لنا جميعاً، ونعيش أجواء من الفرح والبهجة مع الأشقاء السوريين، على مدار خمسة أيام، مع لوحات فنية طربية وتراثية عديدة، مع العراضة الشامية، والفرقة المولوية، والقدود الحلبية، التي تم إدراجها على لائحة اليونيسكو للتراث الإنساني العالمي، والعزف على العود والقانون.

أنشطة وفعاليات متنوعة

وكان برنامج الفعاليات، بدأ مع عرض فني من إحدى الفرق المشاركة، ومن ثم جال الحضور في معرض تراث سوريا، الذي يشتمل على الأزياء التقليدية، الحرف التقليدية، مثل المنتجات الزجاجية، الشرقيات، كالصدف اليدوي والموزاييك، العطارة السورية، المنسوجات اليدوية، بالإضافة إلى معرض صور عن معالم سوريا. وحضر المطبخ السوري بأطباقه المتنوعة ومأكولاته الشامية، والحلوى الشامية، ومختلف المنتجات الغذائية، في ظل إقبال كبير من الحضور، الذي أعرب عن إعجابه بالمعرض.

وتشكل الفعاليات التي تستمر على مدار خمسة أيام، حتى 26 ديسمبر الجاري، من 5:00 حتى 10:00 مساءً، فرصة يتعرف خلالها الجمهور وعشاق التراث، إلى مختلف مكونات وعناصر التراث السوري، من خلال تشكيلة غنية ومميزة من الفعاليات والأنشطة والبرامج، التي تعكس تنوع وعراقة وغنى التراث السوري.

الأكثر مشاركة