أحمد بن علي الكندي شريد في لغته بأناقة المعنى

ت + ت - الحجم الطبيعي

أثرى الشاعر علي بن أحمد الكندي الساحة الأدبية والثقافية في دولة الإمارات من خلال قصائده التي ما زالت تُردد على ألسنة الناس حتى يومنا هذا، وعلى الرغم من رحيله الباكر، وهو في الخامسة والأربعين من عمره (1940 ـ 1985)، لكنه خلد من خلال تعدد مواهبه، من شعر وعزف وصوت شجي، حيث كان عازفاً ماهراً على آلة الربابة، ومنشداً بصوته الشجي شعره الموسيقي.

كتب الكندي شعراً موسيقياً، الأكثر تأثيراً على النفوس، فكانت قصائده من أكثر القصائد نجاحاً في الغناء، بسبب الجرس الموسيقي في شعره، وبراعته في أوزان الشعر واختياره القوافي المناسبة.

فكان اللقاء بين النص والموسيقى من خلاله، والنتيجة تعاوناً بينه وبين نفسه، مختصراً الدورين بوصفه عازفاً موسيقياً بارعاً على آلة الربابة البدوية وغناءه أبياته، وإنشاء النص وفقاً لضبط اللحن من أجله، حتى ولدت قصائده لتُغنى أو ولدت مغناة.

كان المثال الأشهر في قصيدة:

سيدي يا سيد ساداتي

سيد الخود المزاييني

راعني وارفق بحالاتي

دامني في حبك ارهيني

حلقت هذه القصيدة وبقيت محلقة، منذ غناها ولحنها الفنان الإماراتي جابر جاسم، وكذلك المطربة عزيزة جلال، في سبعينيات القرن الفائت، وبقيت تُردد حتى يومنا هذا، لما فيها من شجن وعمق حيّ، وأصبح نطقها جزءاً من المتعة، ولحنها مثبتاً في قنوات التلفزة عقوداً. قصيدة أدركتها النفوس، لتفوز وتصبح فاتحة لشهية الأغاني اللاحقة.

قصائد موسيقية

كثيرة هي القصائد الجزلة في قوتها ومعانيها، لكنها بلا موسيقى شعرية، ومع ذلك تلحن وتمنح تضخيماً موسيقياً حتى تصبح مثل الجوهرة التي تشع في الضوء لكي تُغنى، إلا أن القصائد الموسيقية للشاعر أحمد بن علي الكندي تَغنى بها الناس قبل تلحينها، لأنها ممتلئة بالجرس، بوصفه عازفاً ومنفتحاً على الشعر بإلهام موسيقي، وكأنه يزداد انفعالاً أثناء كتابة الشعر، لنلاحظ أن الجرس في مجمل قصائده.

ولد الشاعر في ليوا المنطقة الغربية في أبوظبي، وعلاقته بالإبداع تجاوزت الإشارات المكررة في ثقافة تلك الرمال البيضاء بعبقها الصافي، إلى فن الشدو المشتغل على البعد الصوتي في فضاء ليوا والإمكانيات الموسيقية للغةٍ متميزةٍ في الغزل، كل ذلك عَكَسَ وجوده في شعر الأغنية حتى بعد رحيله.

Email