رواية من زمن «كورونا» ترصد التأثير النفسي للجائحة

قد تكون رواية غاري شتنغارت الأخيرة، «أور كونتري فرندز»، من الروايات الأدبية الأولى التي تنقل التأثير النفسي والاجتماعي والثقافي لجائحة كورونا.

وعلى مدى صفحاتها التي تزيد على 336، سيشهد القارئ إعادة تخيل حالة عدم اليقين التي طبعت الأيام المبكرة لتلك الأزمة الصحية، ومحاولات الروائي إضافة محتوى ووضوح لما جرى عن طريق استحضار المشاعر المضطربة لشخصيات روايته.

هذه رواية شتنغارت الخامسة، ويعتقد النقاد أنها قد تكون الأفضل والأكثر طموحاً بين أعماله، وقد وصفتها صحيفة نيويورك تايمز بـ «الرواية المثالية لهذه الأوقات وجميع الأوقات».

تبدأ الأحداث مع تفشي الوباء في مارس 2020، وتدور حول ثمانية أصدقاء لجأوا إلى منزل ريفي تعود ملكيته لصديقهم الروائي ساشا سندروفكسي بانتظار جلاء الجائحة. وعلى مدى أشهر ستة، يلتقون خلال الأمسيات على شرفة كبيرة، حيث تترسخ صداقات وعلاقات حب جديدة بينهم، ويعالجون ضغائن قديمة ويفشلون في منع الفيروس من التسلل إلى فقاعتهم برغم محاولاتهم وأملهم في التغلب عليه.

انعدام الأمان

وفي سياق ذلك، نتعرف على صاحب الملكية الروائي الروسي المولد ساشا سندروفسكي الذي يشعر بالخوف على حياته المهنية، كما على زوجته الطبيبة النفسية الروسية المولد، وابنتهما المهووسة بفرق البوب الكورية.

كما نتعرف على ضيوفه، وهما صديقاه من المدرسة الثانوية، المخترعة كارين تشو وفينود مهتا الذي يعاني من المرض، وهناك بين الشخصيات مطور تطبيقات كوري أمريكي ناجح، وكاتبة ناجحة، وأخيراً ممثل مشهور سوف يطيح وصوله بينهم بتوازن المجموعة.

وفي غضون ذلك، يسلط الكاتب الضوء على أحاسيس عدم الأمان التي تنتاب الشخصيات، وصولاً إلى اتخاذها مواقف مضحكة، مظهراً كيف أنهم على الرغم من العزلة كانت تربط الأصدقاء مشاعر من الارتياب والارتباك. فالجميع كان مهووساً بما يعرض على «نتفليكس»، وينظر بارتياب إلى ما يعتبره الآخرون تصرفاً آمناً.

ويصف الكاتب بدقة المكان الذي تحيط به المراعي، ويكشف عن الأحداث المأساوية التي تحدث جنوباً، حيث يكتب: «أدرك فينود وجود سلسلة من الشاحنات المبردة متوقفة خلف مستشفى محلي في كوينز، تجمع جثث الموتى بالرافعات الشوكية».

الرواية كتاب رثائي مليء بالمواقف المضحكة، ويعرف عن الروائي استحضاره لرؤى ساخرة عن العالم في رواياته، كما في «قصة حب حقيقية حزينة للغاية»، الكوميديا السوداء التي تدور أحداثها في أمريكا في المستقبل، والتي حققت الرواية الأكثر مبيعاً في الولايات المتحدة.