الفن التشكيلي وقضايا الواقع.. ارتباط تترجمه أساليب المبدعين

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يُصنف الفن التشكيلي بين أرقى وأهم صنوف الإبداع، كونه مرآة تعكس واقع المجتمع، وترصد قضاياه، حيث يجمع ما تنبض به تفاصيل وقصص الواقع من خلال إبداعات متنوعة، تصور مضامين موضوع ما، جمالي أو إشكالي، أو تحكي عن قضية محددة، لتدلل على قيمتها الفنية أو على جوانبها المحتاجة إلى العلاج. ولكن يبدو أن هذا المساق الإبداعي، أصبح يغرد في بعض الأحيان، أو غالبيتها، كما يقول البعض، خارج سرب هذا التوجّه، مركزاً على قضايا ورمزيات غامضة لا ترتبط بحكايات ومعايشات الناس على أرض الواقع أو لا تعنى بصقل الذائقة الجمالية لهم، أصلاً. «البيان» حاولت أن تتبين حقيقة وواقع هذه المسألة، من خلال استطلاعها الأسبوعي، حيث طرحت سؤالاً على متابعيها عبر منصاتها في فضاءات مواقع التواصل مفاده: هل يعكس الفن التشكيلي قضايا الواقع ويواكب احتياجاتنا ويجسّد قصصنا؟

وقد كشفت نتائج الاستطلاع، عن تباين في الآراء بالصدد، إذ أوضح 59% من المشاركين بالاستطلاع على موقع «البيان» الإلكتروني، أن الفن التشكيلي لا يزال يعكس قضايا الواقع ويواكب الاحتياجات ويجسد القصص، بينما رأى 41% غير ذلك، في حين كانت نتائج التصويت على منصة الـ«البيان» على «تويتر» مختلفة، حيث لم تتفق نسبة 52.4% مع أن الفن التشكيلي يعكس القضايا أو يواكب الاحتياجات أو يجسد القصص، بينما رأى 47.6% عكس ذلك تماماً.

مجالات

وتعليقاً على هذه النتائج، قالت الفنانة التشكيلية الإماراتية فاطمة الحمادي لـ«البيان»: «للفن التشكيلي مجالات متعددة، وطبيعة بعض هذه المجالات تجعل الفنان يتطرق للقصص الواقعية لأن أسلوبه يكون عبارة عن تجسيد وترجمة لقصة معينة يستلهمها الفنان من البيئة التي يعيش فيها. كما أن أسلوب الفنان يكون مبرمجاً على ترجمة القضايا المجتمعية وتحويلها إلى ألوان وخطوط في لوحته، لتصل لعين المشاهد بمجرد الرؤية البصرية دون استخدام الحروف والكلمات. وهناك أنواع أخرى هي عبارة عن تعبير عن حالات نفسية للفنان، وهي مساحات لونية مبهمة ومجردة من المعاني تعتبر نوعاً من التنفيس عن جانب من الأحداث التي مر بها الفنان في حياته، وهذا النوع يصعب فهمه.

وشددت الحمادي على ضرورة أن يكون المشاهد للوحات ملماً بالمجالات الفنية كي يقرأ ما ترمز إليه اللوحات بشكل صحيح.

وحسب رأيها فإن أغلب الفنانين تطرقوا لقضايا المجتمع تطرقاً تجريدياً مبهماً والقليل منهم عكس تلك القضايا بشكل جلي ومفهوم. هذا يعتمد على مستوى قوة أسلوب وفكر وثقافة الفنان في التعبير.

دور محوري

بدوره، أكد الفنان التشكيلي الإماراتي أحمد خليفة الفلاسي، أن الفن التشكيلي، كغيره من الفنون من شعر وغناء وسوى ذلك، أفضل أداة لعكس قضايا المجتمع ومواكبة احتياجاته.

وأضاف الفلاسي: إن الفن التشكيلي يعكس قضايا المجتمع إذا كان الفنان مهتماً وشغوفاً بهذه القضايا، ومن الضرورة أن يمتلك الفنان إحساساً مرهفاً بقضايا مجتمعه.

وأشار الفلاسي إلى أن الفن التشكيلي يجسد جزءاً من التاريخ، فمن خلال متابعتي للتاريخ والأفلام الوثائقية فإنه لعب دوراً محورياً في تغيير المجتمعات بشكل جذري. وتعرفنا من خلال لوحات لفنانين تشكيليين عن واقع معاش في العصور الوسطى.

Email