مسجد محمد قرقاش .. أنماط مثلثة للعمارة الإسلامية الحديثة

ضمن روائع العمارة الهندسية بمدينة دبي، برز مؤخراً مسجد المرحوم محمد عبدالخالق قرقاش الواقع بمنطقة القوز، قلب دبي الصناعي، ليتبدى كونه صرحاً هندسياً بديعاً مخصصاً للعبادة، ويتيح لزواره الانتقال بسلاسة من العالم الخارجي المزدحم، وخوض تجربة روحانية داخلية هادئة للصلاة في مكان عبادة بطابع معاصر.

المسجد مكسو بأنماط مثلثة في ترجمة وإشارة لأنماط الهندسة الإسلامية التقليدية، ولكن مع إعادة تفسيرها بلغة حديثة، وهو من إبداع شركة الدباغ المعمارية، وتكمن الجمالية البصرية عند النظرة الأولى للمسجد في النمط المثلث، الذي يثقب ويتسلل في هياكل كل شيء تقريباً، لتكون سلسلة الفتحات المكررة مصدراً طبيعياً للضوء الذي ينسل للداخل، وقد تم تنظيمه بشكل ذكي وموجه هندسياً، بما يوفر إحساساً بالهدوء والاتصال الروحي في الوقت ذاته.

الأنماط والأشكال المختزلة هندسياً تتجنب التصنيف الإسلامي التقليدي، في سرد مصمم لنقل المصلى من العالم الخارجي اليومي، لتقديم تجربة روحية داخلية، وهو ما تعكسه الصور الملتقطة للصرح، والتي قدمتها شركة الدباغ للهندسة المعمارية، نقلاً عن موقع «ديزاين بوم» المتخصص في العمارة والتصميم.

يعد «مسجد المرحوم محمد عبد الخالق قرقاش» من أوائل المساجد في الإمارات، التي أبدعتها سيدة ومصممة معمارية، وهي سيمة الدباغ، علماً بأن المهندسين في المشروع عمدوا لاستثمار الضوء الطبيعي أداة لتعزيز التجربة الروحانية.

أما بالنسبة للمواد التي استخدمت في تشييد المسجد، فقد تم استخدام أحجار من سلطنة عمان، أما الخرسانة والألمنيوم والنجارة والسيراميك فهي من دولة الإمارات.

تقول مؤسسة شركة الدباغ للمعماريين، سمية الدباغ: «لقد شكّل إيجاد فضاء ومساحة للعبادة تحدياً خاصاً في عملية التصميم، فالصلاة عبادة، ويتطلب أن يكون المصلى حاضراً في حياتنا الحديثة المزدحمة، إذ قد يصعب علينا تهدئة أذهاننا، والعثور على هدوء داخلي يتيح لنا الانغماس بشكل كامل في الصلاة»، وبما أن الصلاة تكون بمواعيد على مدار اليوم، فإنها تخلق انضباطاً بشرياً مع إيقاع الليل والنهار الطبيعي، لتوضح الدباغ أن التجربة التي تم إنشاؤها، من خلال تصميم المسجد تسعى لتعزيز هذا الاتصال من خلال إدخال محكم للإضاءة الطبيعية.

الأكثر مشاركة