"نجد" يعيد حياة الفهد الى السينما بعد نصف قرن من مغادرتها

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يزال عشاق السينما يذكرون جيداً مشاهد فيلم "بس يا بحر" للمخرج خالد الصديق الذي رأى النور في 1972، انذاك جمع فيه الفنان سعد الفرج، وحياة الفهد ومحمد المنصور، حيث ابدعوا جميعاً في حمل هذا الفيلم الذي شكل القاعدة التي انطلقت منها السينما الخليجية، فبات هذا الفيلم مع مرور الزمن بمثابة ايقونة سينمائية فريدة. 

وبعد نحو نصف قرن من اطلالة حياة الفهد في "بس يا بحر"، حيث قدمت فيه اسوة بزملائها حكايات البحر وصائدي اللؤلؤ، عادت مجدداً إلى حضن السينما عبر فيلم "نجد" الذي يتأرجح فيه مخرجه السعودي سمير عارف، بين زمنين، جامعاً في مشاهده بين الماضي والحاضر، ليقدم من خلال مشاهد الفيلم توليفة جميلة، تحملت حياة الفهد بطولتها بكل اقتدار. 

عودة حياة الفهد التي قدمت في رمضان الماضي مسلسل "مارغريت" إلى السينما، بدت خطوة لافتة، استقبلها عشاق السينما بحفاوة، مع بدء عروض الفيلم على منصة "شاهد"، الأمر الذي ساهم في رفع اسم الفيلم عالياً، حاجزاً له مكاناً في قائمة الأكثر مشاهدة على المنصة الرقمية. الفيلم الذي أنتجه وألف نصه السعودي خالد الراجح بدا حاملاً لحكاية جميلة، مكنته من الحصول على جائزة أفضل فيلم في مسابقة الصقر الخليجي الطويل في مهرجان العين السينمائي 2020. 

حكاية "نجد" تحيلنا إلى خمسينيات القرن الماضي، وتتناول الحياة الاجتماعية والظروف المعيشية التي سادت في منطقة نجد خلال تلك الفترة، ويقدمها لنا صناع الفيلم عبر توليفة متكاملة من الحكايات التي ترصد وتوثق لتاريخ المملكة العربية السعودية، حيث البداية تكون عبر خيوط  قصة الحب التي تنشأ بين الشخصية الرئيسة في العمل "نجد" التي تلعب دورها حياة الفهد، و"خالد" الذي يقوم بدوره الفنان ماجد مطرب فواز، وتربط قصة الفيلم، ما بين الماضي والحاضر، حيث هربت "نجد" من ذكريات الماضي المؤلمة في الرياض، التي لم يكتب لقصة حبها الوحيدة أن تنتهي بالزواج، بسبب ظروف والدها المادية، وفقدت فيها أيضا حبيبها وزوجها، لتعيش في الكويت أعواما طويلة، قبل أن يدفعها التغيير الذي تعيشه المملكة أخيرا إلى العودة من جديد إلى الرياض

امتاز الفيلم بالتزامه بالتكنيك السينمائي من حيث السرد والإخراج والصورة البصرية، مظهراً في الوقت ذاته طبيعة الحياة الاجتماعية والاقتصادية التي سادت في منطقة الرياض القديمة، ويقدمها لنا بأسلوب درامي شيق، كاشفاً عن ملامح الحياة الاجتماعية قبل أكثر من 60 عاماً، وهو ما مكن المخرج سمير عارف من تقديم حكاية متدرجة في خطها الدرامي التصاعدي، متوسداً تسلسلاً منطقياً للأحداث، غير غافل الطفرة النفطية التي شهدتها السعودية والخليج عموماً في فترة السبعينيات، وما رافق ذلك من تطور في مراحل التعليم، الذي انعكس على تكوين المجتمع "النجدي" المترابط بتفاصيل حياته البسيطة. 

وبالاضافة إلى الفنانة حياة الفهد، يضم الفيلم يضم في قائمته عدداً من نجوم الخليج، وعلى رأسهم ابراهيم الحربي، وزهرة الخرجي، وميساء مغربي، ومريم الغامدي، وأميرة محمد، والمصري مصطفى هريدي، وغيرهم. 

 

Email