تشكيلات نزار بدر الفنية.. أحجار تروي قصص معاناة السوريين

من حجارة جبل صافون (عرش الإله بعل) في الحضارات القديمة، يشكل الفنان السوري نزار علي بدر لوحاته، التي بلغت 30 ألف لوحة، يجسد فيها معاناة السوريين وفرحهم، مشيراً إلى أن فن التشكيل بالحجر هو فن سوري، وأنه رائد هذا الفن.

يقول بدر لـ«البيان»: «أنا رائد فن حجارة صافون بالعالم وبكل فخر هو فن سوري»، مضيفاً: إنني «أعطي الحجر من إحساسي ويعطيني من روحه».

لوحات نزار علي بدر، التي يصورها ويحتفظ بها تحمل دائماً توقيع جبل صافون، حيث يقول: «إن جبل صافون هو الجبل الأقرع، الذي يبعد نحو 60 كم عن اللاذقية ومحتل من قبل الأتراك، ولا بد أن يكون جبلاً سورياً، فهو عرش الإله بعل في الديانات القديمة». وأضاف: إن «حجارة صافون هي الحجارة المنتشرة تحت أقدام هذا الجبل، غسلت دهوراً، وأخذت أجمل التشكيلات والألوان»، ومن أهم وظائف الإله بعل، بحسب الأساطير الأوغارتية، الدفاع عن البشر والآلهة، فهو في الملحمة الموسومة باسمه، بطل الآلهة وقاتل التنين (يم) وهو الرزاق واهب المطر وصوته الرعد، وهو المخلص.

الأبجدية الثانية

بعد قداسة جبل صافون في الديانات القديمة يقول الفنان نزار علي بدر، نسبت أعمالي لأوغاريت وقلت هي الأبجدية الثانية لها، لافتاً إلى أنه في أوغاريت اكتشفت الرقميات المسمارية والأحرف. وأبجدية أوغاريت هي أكمل أبجديات العالم القديم وأغناها وأكثرها شمولاً تحتوي على 30 حرفاً استعملت في نحو 1500 ق.م في تدوين اللغة الأوغاريتية، والأوغاريتية لغة سامية شمالية غربية اكتشفت في أوغاريت، سوريا، عام 1928.

يقول علي بدر: إن أعمالي بالتشكيل لامست ضمير كل إنسان عشق وأحب سوريا، ببداية الحرب لم أقف متفرجا وبإمكاناتي المتواضعة شكلت بالحجارة الألم والهجرة والقتل والتهميش الأم والفقراء والشهداء والفرح والزهور لم أترك شيئاً خطر ببالي إلا وشكلته. وأضاف علي بدر: «شكلت ما يتجاوز الثلاثين ألف تشكيل خلال سنوات الحرب في وطني»، وتابع: إن «تشكيلاتي هي رسائل إنسانية من الداخل السوري للعالم، لا أحب الكتابة أو الكلام عني وعن فني بل أعمالي، وتشكيلاتي تثبت ذلك».