جلسة حوارية على هامش معرض أبوظبي الدولي للكتاب

الرفاعي وغباش يستعرضان الأدب في ظل الجائحة

ت + ت - الحجم الطبيعي

ناقشت الجلسة الحوارية «حالة الأدب أثناء الجائحة»، تأثيرات الجائحة على تجربة الروائي الكويتي طالب الرفاعي، والروائية الإماراتية صالحة غباش، اللذين أكدا أن «كورونا» منعطف في التاريخ الإنساني وما بعدها ليس كما قبلها.

وذلك خلال جلسة حوارية أقيمت، ظهر أمس، حيث أقيمت الجلسة بشكل هجين، جمع ما بين الحضور الافتراضي للرفاعي، الذي انضم لحضور غباش في القاعة 9 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي يختتم فعالياته يوم غد السبت. 

وقال طالب الرفاعي: إن البشرية تمر بمنعطفات تجعل ما قبل الجائحة شيئاً، وبعدها شيئاً آخر، مثل الحرب العالمية. وأوضح: «كورونا» استطاعت بشكل عجيب أن تؤدي لتوقف المسلك البشري، حتى الحروب العالمية لم تستطع فعل ذلك، فالخليج العربي لم يتأثر بالحرب العالمية كما في أوروبا، لكن الآن توقفت البشرية في العالم كله، وأضاف: بسبب التقدم العالمي والإنترنت ووسائل الإعلام استطاعت البشرية أن تحد من الخسائر. 

عالم مختلف

وقال الرفاعي: منذ التباشير الأولى للجائحة انهمكت بقراءة ومشاهدة كل ما يتعلق بهذا الوباء بشكل يومي، وكتبت في عمود ينشر لي في صحيفة كويتية: إن البشر مقبلون على عالم مختلف.

وأضاف: لكوني كاتباً أوجد سؤالي المستمر مع أصدقائي كيف حالهم في زمن «كورونا»، بأن أكتب كتاباً يتكلم عن كيفية تفكير المثقف العربي في «كورونا» وما خلفته «كوورنا»، وذكر: تواصلت مع 100 من كتاب وناشرين ومثقفين من أنحاء العالم العربي، ومن الـ 100 تجاوب معي 88، لأن البعض لم يكن يعرف إن كان سيبقى أو سيموت.

وأوضح: سألتهم السؤال المحوري للكتاب: كيف ترى العالم بعد سنة من منظور السيادة العالمية ووضع الاقتصاد وحال الإنسان، شكل الثقافة والإبداع، حال العالم العربي، الوضع الصحي، الطبيعة والبيئة وأخيراً هي سيكون الغد مختلفاً أم لا، أجمع الكل على أن الغد سيكون مختلفاً.

وأضاف: قسمت الدراسة المشاركين إلى 3 فئات، المتفائلون عددهم 19 شخصاً، وكان هناك بين التفاؤل والتشاؤم وهم شكلوا النسبة الأكبر 45 شخصاً، والمتشائمون وعددهم 24 شخصاً، وتابع: هذه الفئات نظرت إلى الثقافة العربية بعد «كورونا»، وتيقنوا أنها ستعود أفضل مما كانت. 

برمجة جديدة 

ومن جهتها قالت صالحة غباش: لن تعود الحياة كما كانت، وفي المرحلة الأخيرة نرى كيف تغيرت حياتنا، وكيف نعتاد بالحديث على الإنترنت بعد أن كنا نلتقي، وأوضحت: أول صدمة بالنسبة لي مرتبطة بالجائحة كانت فكرة البحر البعيد، في الشارقة ودبي البحر دائماً موجود أمامي، وبين منزلي والبحر ربع ساعة بالمركبة.

وأضافت: في يوم من تلك الأيام فكرت أني أريد أن أذهب إلى هذا البحر ولا أستطيع، وتابعت: هناك شيء ما في الخارج، تولد شعور أننا نواجه شيئاً لا نستطيع أن نراه، لا تستطيع أن نتأمله لكي ندرك ما نواجه، وأنا ابنة المدينة أقرأ وأكتب في كل ما هو «خارج»، كان عليّ أن أعيد برمجة نفسي أن كل شيء يحدث داخل الأسوار. 

وقالت غباش: كنا نرى في الفعاليات التقليدية التي تقام على الأرض كأن هناك استشعاراً بالمنافسة بين نمطين معينين، مثل أن الكتاب الإلكتروني أصبح مثل الورقي، وأضافت: أنا أريد أن أحصل على المعرفة، فهل يهم شكل اللقاء فالمسألة هي كيف مع تلك الفوضى الافتراضية نوعاً ما؟ قد نصل إلى تلك المعرفة التي نريدها فعلياً.

Email