تقاليد مجتمعية في العيد غيّبت ملامحها سطوة التغيرات العصرية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تشكل العادات في المجتمع الإماراتي القديم جزءاً من ذاكرة المكان، وتعد طقوس العيد إحداها، العيد الذي غابت ملامحه القديمة وتحولت إلى تقاليد أخرى تتماشى مع التغيرات العصرية، التي فرضت على الناس العيش في أبنية متباعدة بعد أن كانوا يعيشون في منازل قديمة في «فريج» ويعرفون بالتالي بعضهم البعض.

عن هذا قال الكاتب والمخرج المسرحي صالح كرامة العامري في حديثه لـ «البيان»: كان العيد في الأحياء الشعبية القديمة طقساً عائلياً واجتماعياً بامتياز، وكان يحمل لنا كصغار فرحة مختلفة عن بقية أيام السنة.

سينما العيد

أوضح صالح كرامة العامري: في فترة «كورنا» أصبح من الصعب أن يحتفظ الناس بما تبقى من عاداتهم بسبب التباعد الاجتماعي، حيث أصبح من الصعب القيام بالطقوس العائلية المعتادة. وبالعودة إلى الماضي قال العامري: كنا في فترة الأعياد نحمل محفظة بسيطة ونجمع فيها العيديات التي يقدمونها لنا.

وكانت أيضاً عيديات بسيطة. وأضاف: كان هناك أيضاً بعض الحدائق التي يذهب إليها الناس في فترة الأعياد. وتابع: الأمر اختلف عندما أصبحنا في فترة المراهقة، حيث كنا نذهب إلى العديد من دور السينما في أبوظبي مثل سينما «إلدورادو» والتي كانت في شارع إلكترا. وسينما الفردوس التي كانت في منطقة الميناء قبل فندق الشيراتون حالياً.

وذكر: كنا نشاهد الأفلام الهندية التي تعرضها هذه الدور، والجميل أنه في فترة الشتاء كان هناك السينمات المكشوفة. وقال: أذكر من تقاليد العيد حينها الذبائح التي كانت في أول أيام العيد، والاهتمام بوجود الحلوى، وكانت، وأعتقد بأنها ما زالت، الحلوى العمانية التي تعد أشهرها.

تقاليد متنوعة

الأرشيف الوطني الذي يهتم بتوثيق التاريخ الإماراتي الشفاهي لكبار السن والمعمرين، أجرى العديد من المقابلات مع الرواة الذين يحفظون في ذاكرتهم تاريخاً لم توثقه الكتب. والذين ذكروا العديد من التفاصيل حول العيد مثل اهتمام البيوت بوضع ضيافة العيد المؤلفة من الخبيص والبلاليط والثريد والعرسية، وفي البيوت المقتدرة يطبخ الأرز واللحم في العيد.

وكانت النساء تخيط لبناتها أثواب العيد، على ضوء الفانوس، وكانت النسوة «يتخضبن» بالحناء قبل حلول العيد، ويتحلين يوم العيد ويلبسن القلادة، والأساور.

ويلف الأطفال على البيوت لأجل أن يحصلوا على العيدية، ويؤكد عدد من الرواة على إقامة حفلات «العيالة» في فترة العيد في المربعة «وسط مدينة العين».

ولبهجة العيد في الإمارات قديماً مظاهر أخرى أيضاً كما يصف رواة آخرون، إذ كانت تقام سباقات الهجن، يحصل في نهاياتها الفائز على «وزار أو غترة» ويطلى الجمل الفائز بالزعفران ويجرى السباق عادة بعد صلاة العيد.

Email