دبي واحة الإبداع المسكون بقيم الخير

في البدء كان اسمها «الوصل»، ومع مرور الوقت قدر لدبي أن تكون «واصلة خير» على الخريطة الدولية، حيث نذرت «دانة الدنيا» نفسها لخدمة القضايا الإنسانية، عبر مبادرات تهدف لرسم الضحكة على وجة ملايين الأطفال حول العالم، وأخرى تعيد البصر إلى أولئك الذين فقدوه، أو يخشون ذلك، وثالثة تسكن بعطائها آلام الجوع الذي ينهش أمعاء الملايين حول العالم.

بين ثنايا دبي ينبت الخير، ويمتد شعاعه منها نحو العالم الذي طالما أبهرته، بمبادراتها وبوصلتها التي تقود مؤشراتها دائماً نحو الإنسانية، والتي لأجلها تعود دبي أن تستضيف المزادات العالمية التي تنظمها العديد من الوكالات العالمية المتخصصة، وإلى جانبها أيضاً المزادات الخيرية التي تقتح أبوابها أمام الأيادي البيضاء وعشاق الفنون والمقتنيات النادرة، للمساهمة في دعم الخير.

لم يكن المزاد الفني الخيري الخاص بحملة «100 مليون وجبة» الوحيد الذي شهدته دبي أخيراً وجمع 36.6 مليون درهم، فقد سبقه مزاد لوحة «رحلة الإنسانية» الذي جمع 227 مليون درهم، ومن قبله نظمت مزادات كثيرة، كان هدفها دعم القضايا الإنسانية، ومساعدة المحتاجين حول العالم، وها هي دبي تستعد لاستضافة مزاد «أنبل رقم» في العالم الذي سيقام مطلع الشهر المقبل، دعماً للخير ولحملة «100 مليون وجبة».

شغف وإنسانية

الكثير من جامعي المقتنيات الفنية، يفضلون حط رحالهم في أروقة المزادات الفنية الخيرية التي تعقد في دبي، حيث يضربون بذلك «عصفورين بحجر»، فمن جهة هم يشبعون شغفهم الفني، ومن جهة أخرى يساهمون بدعم القضايا الإنسانية، من بين هؤلاء رجل الأعمال فيكرام شوف، الذي اشترى لوحة فنية بريشة الرئيس الراحل نيلسون مانديلا، خلال مشاركته في المزاد الفني الخيري لحملة «100 مليون وجبة»، حيث قال لـ «البيان»: «عندما دعيت للمشاركة في المزاد الذي خصص لدعم مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الهادفة إلى إطعام الملايين من الناس، شعرت بمقدار الشرف الذي منحتني إياه مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، حيث مكنني ذلك من دعم الحملة وكذلك الحصول على قطعة فنية يتمناها معظم جامعي المقتنيات الفنية»، مشيراً إلى أن لوحة «طائر السنونو» قد لفتت نظره، كونها تحمل توقيع الرئيس الراحل نيلسون مانديلا.

وقال: «الكثير منا ينظر إلى مانديلا على أنه بطل، وأعتقد أنني محظوظ بأن حصلت على هذه القطعة لإضافتها إلى رصيدي من المقتنيات».

هذا المزاد لم يكن الأول الذي يشارك فيه فيكرام، فقد سبق له المشاركة في العديد منها، حيث يشير إلى أنه استطاع خلال السنوات الأخيرة تكوين مجموعة جيدة ومتنوعة من المقتنيات الفنية، من بينها لوحات لساشا جيفري وسلفادور دالي.

وقال: «بالنسبة للوحات ساشا جيفري حصلت عليها قبل سنوات خلال مشاركتي في مزاد خيري نظمته آنذاك غلوبال غيفت العالمية في دبي، وبالنسبة لي أرى في ساشا جيفري فناناً جميلاً محباً للخير، وأنا سعيد للغاية بالدعم الذي قدمته دبي له».

دعم

على الطريق ذاته سارت سيدة الأعمال سيما فيد، التي قادها شغفها بالفنون إلى المشاركة في المزادات الخيرية، حيث كانت قد حصلت أخيراً على لوحة سلفادور دالي التي تحمل عنوان «مادونا.. وجوه متعددة»، والتي بيعت خلال المزاد الفني الخيري الخاص بحملة «100 مليون وجبة» بمبلغ 110 آلاف دولار، حيث تقول: «أعشق سلفادور دالي، وأسعى جاهدة إلى اقتناء أعماله، ومن بينها لوحة «مادونا.. وجوه متعددة»، وأشعر أن القيمة المادية التي دفعتها لم تكن فقط للوحة وإنما لعمل الخير أيضاً، فأنا مستعدة لدعم أي مبادرة يطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لإدراكي بأنها دائماً تعود بالخير والسعادة على الناس».

سيما أشارت إلى أنها تعيش في دبي منذ عقود، ولذلك تعتبرها بمثابة بيتها الثاني. وقالت: «بتقديري أن مثل هذه المزادات تمكننا من اكتشاف طبيعة العلاقة بين الفن والأعمال الخيرية، حيث يمكن توظيف الأول لدعم الثاني».

الأكثر مشاركة