أمسية شعرية إنسانية في النادي الثقافي العربي

ت + ت - الحجم الطبيعي

نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة، أول من أمس «عن بُعد» أمسية شعرية «إنسانية» بعنوان «تلوينات وجدانية» جمعت الشاعرين عبد الفتاح صبري ومحمد بابا حامد في قراءة أدبية رائقة، أدارها الشاعر محمد إدريس.

قرأ عبد الفتاح صبري نصوصاً من كتابه الجديد «هذيان ربما أخير» الذي يواصل فيه نهجه الجديد في كتابة نصوص نثرية ذات نفس شاعري حزين يقف من خلالها على حافة حياته الماضية متأملاً ما كان فيها من خيبات وانكسارات مستشعراً طغيان الزمن الذي يحاصره بعنف، فلا يترك له خياراً لفعل أي شيء، لكن الشاعر يبادر بذلك الهذيان الأخير لكي يبوح بما في نفسه ويصرخ في وجه الزمن ولو لمرة أخيرة بأحاسيسه الصريحة وآماله المتدفقة، يحب ويعشق ويحزن ويخاف ويتمرد ويقوى ويضعف، إنه هنا، يعلن عن نفسه في وجه الزمن بتلك المشاعر المتقلبة، ليثبت إنسانيته وخلود مشاعره، ويثبت أنه مارس حياته بصدق ودون مواربة وهذا هو المهم.

يتكئ صبري في أسلوبه على لغة المشاعر الجياشة التي تتدفق بعذوبة، تغذيها مشاعر البوح بمكامن النفس، فتأخذ بالقارئ إلى دواخل الكاتب، وتؤازرها في صور شفافة ورمزية قريبة.

 

نصوص جديدة

 

أما محمد بابا حامد فقرأ قصائد عدة من ديوانه الجديد «صبوات في مقام شاشات الوجد» الذي يضم قصائد تلخص مساره الشعري بين القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة والنصوص النثرية، كما قرأ أيضا نصوصاً جديدة عدة، وهو شاعر يحتفي بالفرح، ويغني للقيم الإنسانية النبيلة، وفي لغته أصالة جلية، ويتكئ في أسلوبه على الرمزية.

ومن القصائد التي قرأها قصيدة «كوفيد لا تقطع عروة الحب» التي يلتقط فيها بذكاء شاعري جميل المشاكلة اللفظية بين اسم هذه الجائحة «كوفيد 19» وبين اسم «كيوبيد» الطفل الأسطوري الروماني الذي يلقم قوسه دائماً سهم الحب، الذي يصيب البشر فيحولهم إلى عشاق، أما كوفيد فسهامه تصيب الرئة فتتلفها وتحول البشر إلى موتى، لشتان ما بين السهمين، يحاور الشاعر «كوفيد» عبر هذه المفارقة، ليطلب منه أن لا يصيبه لأنه شاعر سليل «كيوبيد» الذي ينشر الحب، ويريد للإنسانية أن تعيش بسلام ومحبة.

Email