مهرجان الأغنية التونسية.. بحث عن بريق غائب

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بهدف المحافظة على الموروث الغنائي التونسي الأصيل، تم تأسيس مهرجان الأغنية التونسية سنة 1987 لتنظيم مسابقات تتشابك فيها الكلمات التونسية بالطبوع والألحان المحليّة، لتختار لجان التحكيم أفضلها لتتويجها ودعمها. أسهم هذا المهرجان في تسليط الضوء على مواهب مغمورة، أصبحت اليوم من كبار النجوم في تونس.

على سبيل الذكر لا الحصر، نذكر الفنانة التونسية سنية مبارك التي توّجت سنة 1987 بجائزة أفضل صوت ضمن مهرجان الأغنية التونسية لتشق طريقها بثبات في عالم الموسيقى ثم لتصبح أول امرأة تترأس مهرجان قرطاج الدولي العريق فوزيرة للثقافة سنة 2015.

بسبب الأوضاع الصحيّة التي تعيشها تونس، كان الحضور يقتصر على الفنّانين والموسيقيين والصحافيين. «البيان» حضرت حفل افتتاح هذه التظاهرة الفنية الغائبة منذ 12 عاماً والتقت عدداً من المغنين الحاضرين.

يُعتبر الفنان محمد الجبالي من أبناء مهرجان الأغنية التونسية، حيث توّج فيه أربع مرات بجائزة أفضل أغنية لتفتح له طريقاً معبّداً نحو دار الأوبرا المصرية، كما أن المدير الفني لمهرجان الأغنية التونسية في دورته الحالية الفنان شكري بوزيّان كان أحد الشبّان الطامحين للشهرة عندما شارك في مهرجان الأغنية وتوّج فيه مرتين اثنتين.

أمير الطرب العربي صابر الرباعي كان كذلك ممن اعتلوا مسرح هذا المهرجان الذي كان شاهداً على موهبته التي جعلته يحلّق عالياً في سماء الأغنية العربيّة.

الفنان صابر الرباعي، لبّى الدعوة دون أدنى تردد من أجل المساهمة في إحياء حفل الافتتاح، هكذا صرّح لنا المدير الفني شكري بوزيّان، أما صابر فقد أكّد رغبته في مساندة الجيل الشاب من المغنين التونسيين الراغبين في التعريف بأصواتهم، مشيراً إلى أن هذا المهرجان يذكّره بخوف ورهبة المسرح خصوصاً في البدايات.

لهذا اختار أمير الطرب العربي أن يؤثث مساحته بأغاني بداياته فأطرب السّامعين بـ«سلطان هواه» ثم بأغنية «صرخة» التي تذكر الجمهور بمرور صابر على مهرجان الأغنية التونسية وبفوزه بها بجائزة المايكروفون الذهبي في مهرجان الأغنية العربية سنة 1996.

لم يكتفِ صابر بأغنياته، فقد أعدّ، خصيصاً لمهرجان الأغنية «كوكتيل» يضمّ أشهر أغنيات الفنانة التونسيّة الراحلة «صليحة» واصفاً إياها بـ«سيّدة من سيدات الفن والطرب والغناء التونسي الأصيل».

ويعتبر هذا ثالث تكريم يقوم به صابر لفناني تونس القدامى، فقد سبق له أن أعدّ، خلال غنائه في مهرجان قرطاج الدولي، «كوكتيل» من أغاني مطرب الخضراء الفنان علي الرياحي ثم في مهرجان صفاقس الدولي، سجّل «كوكتيل» للفنان الهادي الجويني. هذه الكوكتيلات تحيي ذكرى فنانين تركوا بصمتهم في تاريخ الأغنية التونسية.

للتذكير، فمهرجان الأغنية توقّف منذ سنة 2008، ثم تمّ تعويضه بتظاهرة «أيام قرطاج الموسيقيّة» التي انفتحت على محيطها العربيّ ولم تعد تظاهرة خاصة بالموسيقى التونسية حصريّاً. الفنانة رحاب الصغيّر والتي كانت من أعضاء الهيئة المديرة لـ«أيام قرطاج الموسيقيّة»، اعترفت لـ«البيان» بأن الأغنية التونسية كانت مغيّبة خلال هذه التظاهرة معبّرة عن سعادتها بعودة مهرجان الأغنية.

سهرات

أربع سهرات متتالية، يحييها فنانو تونس، في مقدمتهم لطفي بوشناق ونور شيبة ونبيهة كراولي ويسرى المحنوش، كما يشارك فيها عدد من الشبان مثل «كافون» وفنان الراب «أرماستا». لا يزال وقت التقييم سابقاً لأوانه، لكن السؤال المطروح، هل سينجح مهرجان الأغنية التونسية، في حلّته الجديدة، في إعادة ألق وبريق الأغنية التونسية العريقة؟

 

Email