قراءات شعرية في بيت الشعر بالشارقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

نظم بيت الشعر في دائرة الثقافة في الشارقة، أمس، قراءات شعرية سودانية شارك فيها كل من الشاعر عمر أبو عرف، والشاعر مجتبى عبد الرحمن، بحضور عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة بالشارقة، وهارون عمر وزير الثقافة والإعلام السوداني الأسبق، والشاعر محمد البريكي مدير بيت الشعر بالشارقة، وعدد من محبي الشعر والثقافة في جو التزم بالإجراءات الاحترازية، وقدمها الإعلامي السوداني عبد اللطيف محجوب الذي أشاد بدور الشارقة في فتح مساحة يتنفس فيها الناس الشعر ويستنشقون هواءه في ظل الرعاية الكريمة التي يحظى بها الشعر من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.

افتتحت القراءات بقصيدة مهداة من الشاعر رعد أمان لبيت الشعر في الخرطوم ولصحيفة «الوجود المغاير» التي تصدر عن البيت ومنها:

اقبِسي النورَ من عيونِ البشائرْ

وانضَحي ليلَنا بعطرِ المشاعِرْ

وإذا نجمةُ الصباح تَجلَّت

فَسَليني عن (الوجودِ المغايرْ)

افتتحت القراءات الشاعر عمر مبارك أبو عرف الذي قرأ مجموعة من النصوص تعانق أجواء الشارقة وحضورها الشعري الذي يحتفي بماء القصيدة وعزف طيور الشعراء، وسبح أبو عرف بحروفه في «مرايا الروح» ولامس النخل بأغانيه وهو يجسد لوحة البشر الذين ينتمون للماء والنيل، ومنها:

دمي يفيضُ من السحناتِ مُبتهلاً

يا فكرةَ الطينِ إنَّا منكِ ننتسِبُ

نهران من حكمة التاريخِ عندهما

(إذ قال موسى).. وكان السرُّ يحتجبُ

ثارتْ مراياكِ (شاخيتي).. هنا انعكست

في صفحة الماءِ لما أطّتِ الكُتُبُ

ما زالَ خلف رمالِ السُمْرِ حَمحمةٌ

(غردونُ) يعرفها، إذ حُمّتِ اللَّجَبُ

وطاف بحروفه المدن بعد أن ذاب ضوء شعره في مرايا البوح، ليعكس صورة رائعة لسماوات التجلي، ليصل بها إلى «طيبة» وهو يبتهل بمديحه للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، وهو يقول:

بشرٌ كأن الماءَ منبعُ كفّهِ

وبه حنين الجذع قال وأخبرا

من قابِ قوسٍ كان أدنى إذ دنا

ويقينه في الله زادَ تجذّرا

ليعود مُخضرّاً بوعدِ حبيبه

بشفاعةٍ كُبرى وسعدٍ أكبرا

أما الشاعر الدكتور مجتبى عبد الرحمن فسافر فوق غيمة تجليه، ليعبر بها المسافات وهو يحيي أواصر الشعر التي تجدد أواصر الحياة والناس والتاريخ، وكأنه يمد سلّماً ينقل به سر الليل ومواجد الشاعر، ومن قصيدته «سلّم لسر الليل» قرأ:

في الموسمِ الماضي استعادَ مسافرٌ

حقبَ الوداع ولا طريقَ ليذرفه

واليومَ تنطبقُ الأحاجي عنوةً

في كفّتيه، وتعتريهِ الفلسفة

اليومَ كلُّ نهايةٍ يختارها

تختارُ موتاً ما لكي يتكلّفَه

جرح بعيدُ الغورِ كيف تركته

نزِقاً يناورُ في الأماني المجحفه

ثم واصل سفره مع الحروف وهو يحمل حقيبة شوقه وفوضى مواعيده وأسرار قلبه، وقرأ:

في المقعدِ الخلفيّ.. يبكي عاشقٌ

سلبت عيونُ الراحلينَ نحيبَهْ

والليلُ يا ليلى كما أعتادُه

حزني غريبٌ.. والبلادُ غريبَة

كفّانِ يمتدّانِ..هل عانقتني؟

غابَ المكانُ وهالَني تكذيبَهْ

ضمدتُ صبري وانتظرتُ بطاقتي

وطناً يعدُّ لراحلٍ تغريبه

في ختام القراءات الشعرية كرّم عبد الله العويس الشاعرين عمر مبارك أبو عرف ومجتبى عبد الرحمن، ومقدم الفعالية الإعلامي عبد اللطيف محجوب.

Email