فهد حسين: علينا التصدي لاستسهال الكتابة السردية في الخليج

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الناقد البحريني الدكتور فهد حسين، أن الطفرة الروائية في دول الخليج العربي خلال الألفية الثالثة، أمر لافت، وصل إلى درجة استسهال الكتابة السردية عامة، مؤكداً ضرورة التصدي لما يقدم، عن طريق التأويل والتقييم والتفكيك، حتى نستطيع أن نصل إلى نوعية معينة، وأوضح أن النص الروائي يجب أن يكون نصاً أدبياً ثقافياً.

جاء ذلك خلال الأمسية الافتراضية التي نظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبوظبي، مساء أول من أمس، بعنوان «الرواية الخليجية بين الواقع والمأمول»، وتابعها عدد كبير من الكتاب يتقدمهم الأديب حارب الظاهري، المسؤول الثقافي في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات رئيس الهيئة الإدارية لفرع أبوظبي.

البدايات

أشارت مقدمة الأمسية الناقدة د. مريم الهاشمي، إلى أن د. فهد حسين، عضو مجلس إدارة أسرة الكتاب والأدباء البحريني، حصل على عدة جوائز وحكّم في العديد من المسابقات وأصدر الكثير من الكتب، منها «إيقاعات الذات، أمام القنديل، في اتساع الأفق» وغيرها.

ليستهل من بعدها د. حسين الأمسية بالإشارة إلى أصول الرواية، فقال: بالنسبة لمكانية الرواية إن كانت مأخوذة من التراكمات من التراث إلى اليوم، أو أنها جنس مستخدم من الخارج على اعتبار كل نص يكتبه الإنسان لم يعد ملكاً لمنطقة معينة، بل يصبح نصاً إنسانياً يأخذه الجميع.

وأضاف: أنا أستفيد من النصوص كما استفاد الغرب من نصوص عربية سابقة كنصوص ابن رشد وابن سينا والغزالي وما شابه ذلك، وبنوا ثقافتهم على ثقافة عربية، لكنهم لم يقفوا على مسألة أن هذا عمل عربي وهذا عمل غير عربي.

وقال د. حسين: ظهرت الرواية بمنطقة الخليج مع بداية الثلاثينات من القرن، وأسهم ظهور النفط بتغيير البنية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بمنطقة الخليج وبظهور المؤسسات الأدبية والنسوية والجامعات.

وكل هذا التراكم حفز الكثير من الكتاب بصياغة نصوص سردية. وأضاف: ما لاحظناه بالخليج الاستسهال بالكتابة السردية، لذا علينا التصدي لما يقدم، ولكن ليس بالمنع من الكتابة لأنه لا يحق لأي إنسان أن يمنع الآخر، ولكن يجيب التأويل والتقييم والتفكيك حتى نستطيع أن نصل إلى نوعية معينة.

إشكاليات

وأشار د. فهد حسين إلى اتجاه الكثيرين لكتابة الرواية.. وقال: عند سؤال كتاب القصة عن دوافعهم لكتابة الرواية، أجابوا بأن الرواية تستطيع أن تمنحهم مساحة من الحرية الزمانية والمكانية.

وأضاف: حينما نسأل كتاب الأعمدة السياسية في الصحف لماذا اتجهت لكتابة الرواية يقول بعضهم بصريح العبارة «لم تعد الأعمدة تؤكل عيش، وأعتبر الرواية مصدر عيش». وتابع: مع العلم أن 90% من الكتاب في عالمنا العربي لا يعتاشون من إصدارتهم بل نصدر ونهدي، ولم أعرف كاتباً اغتنى من كتبه.

وذكر: لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً، وهناك عدد كبير من الكتاب في الإمارات عندما ينشرون خواطرهم على تويتر يحصل على تأييد ويوهم بأن هذه تصلح رواية. وقال حسين: هناك لوم على دور النشر في المنطقة، التي فتحت أذرعها لاستقبال أي كتاب يطبع المهم يدفع ولا تكترث بأن هذا النص لا يمثل أية علامة من علامات التقييم والتطور والنتاج الصحيح في المنطقة.

وأضاف: بدأت تكثر دور النشر لتصبح عملية تجارية بحتة، وهو ما أثر علينا بشكل كبير. وذكر حسين أن موضوعات الروايات الخليجية تنوعت في سرديات التاريخ، ثم الهويات الثقافية وعلاقة الإنسان بالآخر ومناقشة تطوير الذات والفنتازيا وغير ذلك.

Email