استطلاع «البيان» الإبداعات المتعلقة بـ «كورونا» لا تجذب الجمهور

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ ظهور جائحة «كورونا»، والناس تعيش الحدث بكل تفاصيل يومياتها من تغيير العادات، إلى الحذر الذي يصل إلى الخوف، إلى الأخبار التي سيطرت على الإعلام الذي ينقل كيف حصدت الجائحة الكثير من الأرواح، إلى جانب أن الجائحة ألقت بظلالها على الاقتصاد، وأسهمت في البطالة وحدت من السفر، والكثير من التفاصيل التي يمكن وصفها بالمأساوية أحياناً، فهل في ظل كل ما يتم معايشته يمكن أن تكون «كورونا» موضوعاً في حالة إبداعية ما.

لا يخفى على أحد أن ما يشابه مثل هذه التفاصيل اليومية، كانت ذات يوم موضوعاً لروايات وأفلام حققت انتشارها العالمي وهي تتناول الحربين العالميتين الأولى والثانية، أو تتناول وباء معيناً ضرب الأرض، ولكن هل هو الوقت المناسب لتجسيد وعرض جائحة «كورونا»، على الناس وهي ما زالت تعيش هذا الواقع؟

في استطلاع «البيان» الأسبوعي جاءت نتائج الإجابة على سؤال: «هل تميل إلى مشاهدة عمل درامي أو قراءة كتاب موضوعهما عن كورونا؟» متساوية بين لا ونعم بنسبة 50% على حساب البيان في «تويتر»، بينما ارتفعت نسبة المصوتين بـ (لا) إلى 76.6 % على الموقع الإلكتروني للصحيفة.

الخروج من الواقع

المخرج والمؤلف فاضل المهيري قال: إن فكرة الكتابة عن «كورونا» تتشابه مع فكرة الناس التي تعيش أجواء حروب، وتحاول أن تجد لنفسها مخرجاً من الأجواء التي تحيط بها. وأوضح: الناس التي تريد أن تذهب إلى السينما أو تشاهد عملاً درامياً تريد أن تجد من خلاله منفذاً لما تعيشه، أي الخروج من الواقع.

وأضاف المهيري: منذ انتشار (كوفيد 19) حدثت العديد من القصص الإنسانية، التي توحي للكاتب أو المخرج بقصص تصلح لأن تكون فيلماً سينمائياً. وتابع: قبل سنة ونصف من جائحة «كورونا» كنت أعمل على فكرة تتحدث عن نهاية العالم من خلال فيروس عالمي يضرب الجزيرة العربية، وهناك بطلة في الصحراء في تكوينها يوجد اللقاح.

وقال: عندما انتشر فيروس «كورونا» منحني الكثير من الأفكار التي أستطيع من خلالها أن أكمل موضوعي، فما يحدث مادة خصبة للأفكار الإبداعية، ومع ذلك شدد المهيري على أنه ما زال الوقت مبكراً لتناول جائحة «كورونا» في الدراما والأفلام.

نزعة إيجابية

وقال الشاعر والناقد سامح كعوش: يميل معظم الناس إلى تناسي الظروف الصعبة، التي تخلفها كارثة من الكوارث في حياتهم، أكانت طبيعية أم غيرها كحرب أو جائحة ووباء. وأضاف: وذلك عائد إلى نزعة فطرية لدى الإنسان بالتناسي والتغاضي والتجاوز، وهي نزعة إيجابية تنحو لاستمرار وبقاء على قيد الحياة. وأوضح: هنا تبدو جلية محاولة أغلبية البشر للقطيعة التامة مع عام 2020 باعتباره عام «كورونا»، والانطلاق نحو العام الجديد بآمال عظيمة لا سبب منطقياً لها سوى الأمل والتغاضي.

وتابع: الإنسان عادة يسعى إلى الحلم هرباً من الواقع، وهو يتجاوز بسرعة قياسية أزماته وأسوأ كوابيسه، وقلة قليلة من البشر يهمها أن تستعيد تفاصيل معاناتها درامياً كون الواقع الكارثي الذي عشناه في ظل تفشي (كوفيد 19) غير مسبوق ولم نشهد له مثيلاً طوال قرن تقريباً.

وذكر: سيكون أن يصور الأدب والفن هذه الجائحة، وأن يحولها المخرجون إلى دراما تلفزيونية وسينمائية ولكن بعد حين، وفقط حين تكتمل لدى الإنسان شروط خلاصه من الوباء وانطلاقه لعالم ما بعد «كورونا».

Email