دمشق تودع صباح فخري.. وحلب مثواه الأخير

ت + ت - الحجم الطبيعي

ودعت دمشق اليوم أيقونة الطرب السوري صباح فخري، قامة وجسداً للمرة الأخيرة، فيما كانت تصدح في أرجاء المدينة قدود وموشحات الفنان الكبير، الذي رحل أول من أمس عن 88 عاماً كلمات، «يا مال الشام» و«يا طيري يا حمامة وانزلي بدمر والهامة».

ومن مشفى الشامي بدمشق، حُمِل جثمان الفنان الكبير على الأكتاف، قبل أن يسجّى في سيارة إسعاف طافت فيه شوارع دمشق في الطريق إلى مسقط رأسه ومثواه الأخير في المقبرة الحديثة بمدينة حلب.

تشييع رسمي وشعبي
حضور رسمي وشعبي كبير شارك في تشييع الراحل من أمام المشفى، ممثل الرئيس السوري بشار الأسد وزير رئاسة الجمهورية منصور عزام، ووزراء الإعلام والثقافة، وحشد من الفنانين.

الموسيقار أمين الخياط رأى أن صباح فخري قامة فنية لن تتكرر، وسيبقى أبداً في الأسماع والوجدان.

وقال الخياط لـ«البيان»: إن رحيل صباح فخري أسدل الستارة على آخر عمالقة موسيقا الزمن الجميل / الذي لم يبق من أساطيره سوى السيدة فيروز أطال الله في عمرها /.

وتابع: لقد وهبه الله صوتاً جميلاً قل نظيره، ومنحه القدرة على الإبداع، ومع أن هناك من يحاول اليوم أن يغني الطرب الأصيل، إلا أنني أعتقد أن من الصعب أن تتكرر أصوات كأم كلثوم وعبد الوهاب ووديع الصافي وصباح فخري، لأن الله حباهم بهذه الأصوات الجميلة.

قامة عظيمة
الفنانة الكبيرة منى واصف، وصفت الراحل بالقامة العظيمة التي يعجز اللسان عن التعبير عن أهميتها، وقالت «نحن محظوظون أننا عشنا في زمن الأسطورة».

وتابعت: صباح فخري أكبر من كل الكلمات، فحلب ستحتضن قلعة أخرى إلى جانب قلعتها عندما يضم ثراها جثمان الراحل الكبير.

الفنان دريد لحام قال: صباح فخري لم يكن ظاهرة عابرة، كان حالة استثنائية لن تغيب عن الوجدان، خاصة لجهة العمل العظيم الذي أنجزه، وما تركه لنا من تراث عظيم، لولاه لما كنا تعرفنا وحافظنا عليه، ليستمر بعده عبر مدرسته التي تركها للمطربين الشباب.

نقلة نوعية
وأضاف: صباح فخري لم يكن مغنياً عادياً، هو من النوع المجتهد.. حفظ الموشحات والقدود بمجرد أن بدأ الغناء، خاصة بعد عودته منذ العام 1964، وقام بنقلة نوعية أعاد من خلالها للموسيقا العربية القها ورونقها.. بعد أن تراجع أو حتى «انقرض» من يؤدي الدور والموشح والقصيدة قبل الستينيات. وقد اقتفى أثره فيما بعد مطربون عرب وسوريون وحلبيون بشكل خاص، نهجوا نهجه في الموشحات والليالي والقصائد والقدود.

شهادات
وفي شهادات بالراحل الكبير رأى قائد الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية المايسترو عدنان فتح الله بين أن صباح فخري رفد المكتبة الموسيقية العربية بإرث سيبقى للأجيال القادمة.

الموسيقي هادي بقدونس أكد أن صباح فخري كان صاحب مدرسة، فاق أثرها كل من سبقه، إذ أسس لموسيقا ترتكز إلى التراث العريق، وكان صاحب فضل في إحياء هوية فنية عربية جامعة. فيما عزا المايسترو أندريه معلولي إلى الراحل فضل نشر الفن الحلبي والسوري والمحافظة عليه وإيصاله للجميع.

وبعد وزارتي الإعلام والثقافة، نعت وزارة الخارجية والمغتربين السورية الراحل، ووصفته بـ«قامة سورية استثنائية، وسفير الفن السوري الأصيل إلى العالم».

وجاء في بيان للوزارة على موقعها الإلكتروني اليوم "لقد غدا الراحل الكبير بأعماله الفنية على مدى أكثر من نصف قرن علامة فارقة، ورمزاً للأصالة في عالم الفن والموسيقى على مستوى العالم، فكان أيقونة سورية ترمز إلى حالة الإبداع والإرث الثقافي والفني.

سيرة
وصباح فخري أحد أعلام الغناء في سوريا، والوطن العربي، واسمه الأصلي صباح أبو قوس، ولد في الثاني من مايو 1933، في مدينة حلب، إحدى قلاع الموسيقى العربية، وكني بفخري تقديراً لفخري البارودي الذي رعى موهبته.

درس الغناء والموسيقى بسن مبكرة في معهد حلب للموسيقى. وتخرج في المعهد العالي للموسيقى الشرقية عام 1948 بدمشق.

ونال الراحل جائزة الغناء العربي من دولة الإمارات العربية المتحدة. كما نال العديد من الجوائز والأوسمة الأخرى. ولحّن وغنى باقات من القصائد العربية البديعة.

وضرب أكبر رقم قياسي بغنائه على المسرح مدّة تتجاوز 10 ساعات متواصلة دون استراحة بمدينة كاراكاس الفنزويلية عام 1968.

 

Email