نبيل هيلانة: هدفي إيصال العود لأبعد مكان

ت + ت - الحجم الطبيعي

يواصل عازف العود السوري، نبيل هيلانة، مسيرته الفنية في ألمانيا، ويجول بموسيقاه في أماكن لم يصلها عازف عربي قبله، نتج عن ذلك إقامة علاقات واسعة مع عازفين غربيين، وأعمال مشتركة وألبومات موسيقية، وافتتاحه رسمياً صفين لتعليم الموسيقى العربية والغناء الشرقي في برلين، يقوم بنفسه بتدريس مادة العود فيهما.

منذ وصوله إلى ألمانيا، بدأ بالعزف المنفرد على العود، كما أسس برنامجين، ثنائي عود وتشيللو «دمشق برلين»، مع ماريا مجدلينا فيسماير، وبرنامج ثلاثي أوغاريت مع عازفي ناي وبزق من أصدقائه السوريين، الذين درسوا معه.

أقام حفلات موسيقية كثيرة في عواصم وقرى ألمانية وأوروبية، بهدف إيصال العود لأبعد مكان، والغالبية منها من قصور أثرية وكنائس وكاتدرائيات عزف فيها أهم موسيقيي العالم، وهو أول عازف عربي عزف فيها، ويرى أن تلك الأمكنة مناسبة جداً لموسيقاه، بسبب جوها الصوفي الحاضن لموسيقاه الصوفية والمقامات، والاستماع لصوت الآلات الموسيقية الطبيعية، دون الحاجة لاستخدام مكبرات الصوت.

مسارح عديدة

ويقول: عزفت في مسارح عديدة، منها «بولي زال» في «فولكس بونه»، وفي حفل تكريم الراحل صادق جلال العظم في «قصر فايمر»، بناء على دعوة من البروفيسور الألماني المقيم على الحفل.

يعتبر هيلانة نفسه من سلسلة الموسيقيين الذين حظوا بالقدوم إلى أوروبا، وقدموا آلة العود والموسيقى العربية للغرب، على خطى عازف العود الراحل منير بشير، الذي ما زال يعرفه الألمان المعاصرون له، وأنه متأثر بموسيقاه وأسلوبه وعزفه، وبمنطقه في تقديم آلة العود والموسيقى العربية والتراث، لذلك، يعد نفسه متابعاً لما قدمه الفنان الراحل في ذلك الوقت.

وعن بصمته الخاصة في التدريب يضيف: ما زالت الدورات الخصوصية لتعليم الموسيقى العربية تقام في ألمانيا، لكني استطعت رسمياً منذ أربع سنوات، فتح صفين في مركزين تابعين للحكومة الألمانية لتعليم آلة العود في برلين، لتعليم الطلاب المبتدئين من مختلف الجنسيات والعازفين العرب والألمان، واللافت أن أول طالب سجل لدي، كان عمره وقتها 70 سنة، وهو يعزف الآن بطريقة جميلة جداً، ونقيم حفلاً سنوياً للطلاب على المسرح، من أجل تقديمهم للجمهور، وسوف نفتتح صفوف أخرى للموسيقى العربية والغناء الشرقي. كما نهيئ الطلاب للدراسة الأكاديمية، منهم الآن طالبة تدرس العود، وأخرى تدرس الغناء في أكاديمية «مان هايم».

عزف مشترك

أقام هيلانة علاقات مع الموسيقيين الألمان والأوروبيين، وعزف مع موسيقى باروك وميني انسابل، وسوف يقيم حفلاً مع عازف في الفرقة السمفونية في برلين، وهذا يؤكد من وجهة نظره، اهتمام الطرفين العربي والغربي للعزف معاً، وتوجه الموسيقيين الغربيين أيضاً لتأليف معزوفات لآلاتهم مع العود، باعتبارها قادرة على العزف مع أي آلة أخرى.

ويرى أن الجمهور الأوروبي، ومن بينه الألماني، تواق للاستماع إلى الجديد بالنسبة إليه، ومنفتح جداً على موسيقى الشعوب، ولديه مهرجانات خاصة بها، تستقطب العازفين من مختلف أنحاء العالم، والمميز حالياً، أن الموسيقى العربية بشكل خاص، تشهد إقبالاً كبيراً بسبب اتساع الجالية العربية، وزيادة نشاط العرب في المهاجر، حتى إن الكثير من الغربيين يقبلون على تعليم اللغة العربية.

تأليفات خاصة

بالنسبة لأعماله القادمة، يشير إلى أنه عرض له مؤخراً مقطوعة «سفر» في مهرجان أبوظبي للعود العالمي، الذي أقيم عبر المنصات الرقمية بسبب جائحة «كورونا»، ولديه تأليفاته الخاصة بالعود والتشيللو، للمزج بين المقامات العربية والسلالم الغربية، نتج عنها حتى الآن ألبومان مع عازفة التشيللو ماريا مجدلينا فيسمايا، منها مقطوعة باسم «حجاز كار» من الألبوم الأول، حازت على ربع مليون مشاهدة على اليوتيوب، وقد حصلا على منحة للألبوم الثاني لتأليف حوار موسيقي مع موسيقى باخ، ولديهما أيضاً حفل مشترك في شهر يونيو-تموز المقبل.

درس هيلانة في المعهد العالي للموسيقى في دمشق، وتخرج فيها بمرتبة الشرف، ثم تابع دراسته وتخرج في بيت العود في القاهرة. عمل مدرباً للعود، وحصل على جائزة في السابقة الدولية للعود العربي في 2009، وشارك في 2010 في مهرجان العود العربي في القاهرة، واستقر منذ 2014 في برلين في ألمانيا.

Email