راشد الحمادي: الكاتب طبيب مجتمعه

راشد الحمادي

ت + ت - الحجم الطبيعي

اختار الشاعر والباحث والكاتب الإماراتي المتخصص في مجال التنمية البشرية راشد الحمادي، أن ينقل في تجربته الأولى في عالم الكتابة خلاصة تجربته الحياتية وتجربة الكثيرين الذين قرأ وسمع عنهم واستمع إليهم، في كتابه الذي حمل عنوان «أبيض وأسود»، يقول عنه إنه يأتي محملاً بالقيم والمعاني الإنسانية وقصص المعاناة في عالمنا الواسع، حيث هناك مئات القصص والحكايات بعضها أسود وبعضها أبيض، لكنه ينصح القارئ بأن يختار بقعته الملونة ليتمكن من تلوين حياته وحياة الآخرين وملئها بالأمل والتفاؤل والمحبة والسعادة والعطاء. وأكد أن الكاتب كالطبيب يكشف المشكلة ويبحث عن العلاج.

بدأ راشد الحمادي حب القراءة منذ طفولته، حيث تشرب هذا الحب بفضل نشأته في أسرة محبة للقراءة والكتب والتميز، وكان يميل خلال فترة دراسته للغة العربية التي كان ينال فيها أعلى الدرجات، لا سيما في حصة التعبير، وكان محاطاً بأصدقاء يسعدون بأسلوبه في رواية القصص والحكايات، وأساتذته الذين شجعوه على الكتابة في مختلف مراحل دراسته للكتابة والنشر، لكن بسبب انشغاله بالدراسة تأخر هذا الحلم، وبعد الوظيفة وأشغاله التي تأخذ حيزاً كبيراً من وقته إلا أنه ارتأى أن يكتب بهدف إيصال رسائل للمجتمع بتسليط الضوء على عدد من القضايا التي يعاني منها المجتمع، مثل فوبيا الزواج والقلق والخوف والانفصال والأمراض النفسية وغيرها من القضايا المهمة.

ويتحدث راشد الحمادي عن والده ويصفه بأنه فصيح اللسان، يحمل في جعبته الكثير من المفردات، خصوصاً وأن لديه اهتمامات بالشعر والكتاب، وهو الذي شجعه على امتلاك مكتبة ضخمة بدأ من كتاب واحد في طفولته ليصل الآن عددها إلى عشرة آلاف كتاب بين النقد والرواية والقصة والشعر وكتب الإمارات، حيث تأثر بعدد من هذه الأسماء في مجال التأليف والكتابة، خصوصاً ما نقل وترجم للغة العربية من الأدب الإنجليزي، ويشكل الشعر أهمية كبرى لديه حيث يعتبر الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الأب والمربي والمعلم الذي أثر وتأثر به كثيراً. كما تشكل زيارة المكتبات واقتناء الكتب وكتابة الشعر جزءاً من اهتمامه وهواياته، إضافة إلى التصوير وجمع العملات والمسكوكات والسفر حول العالم واكتشاف أماكن جديدة وتجارب جديدة.

 

تحديات الكتابة

تحديات الكتابة أمام راشد الحمادي التي واجهها حتى يرى عمله هذا النور تمثلت في صعوبة نقل بعض القضايا وتحويلها إلى أفكار وموضوعات في ظل التحفظات كما فسرها الكاتب الحمادي، فالبعض يعتقد أن هناك بعض المبالغات عند الكتابة حول قضايا المجتمع، إلا أنه يرى أن جميع المجتمعات تعاني من مشكلات وقضايا تحتاج إلى رصدها وكشفها، فالكاتب هنا بمثابة الطبيب الذي يحاول تحليل المشكلة ليجد لها العلاج، تحدٍ آخر واجهه مع دور النشر الإماراتية التي رفضت نشر الكتاب نظراً لجرأته، لكنه يرى أن الكتابة وإن اختلفت أجناسها الأدبية تبقى رسالتها واحدة، فهي موجهة للقارئ الإنسان، وقد حقق كتابه نجاحاً كبيراً في معرض الشارقة الدولي للكتاب وكان من أكثر الكتب مبيعاً في دار جدل السعودية.

 

معارض الكتب

أكد الكاتب أن معارض الكتب تعد بمثابة احتفالية للكتاب والكاتب، فهي تقدم دعماً للكاتب الشاب، من خلال أمسيات تواقيع الكتب، وإشراكه في الفعاليات والندوات الثقافية، ومناقشة إصداراته وتبنيها من قبل المؤسسات الثقافية، وتعتبر المعارض أيضاً فرصة للالتقاء بأصدقاء الحرف والكلمة والانخراط في نقاشات تعنى بالأدب والفكر والإصدارات والجوائز الأدبية والثقافية وغيرها، كما أنها تعد فرصة لإثراء المكتبة بالكتب المعرفية والنقدية والفلسفية التي تساهم في نضج تجربته ككاتب، فهو مؤمن بأن في كل بيت حكاية تستحق أن تروى بكل حب وإنسانية، والكاتب هو الأقرب وقلمه الأسبق في نقل هذه القصص والحكايات.

يعمل راشد الحمادي حالياً على تأليف كتاب يحتوي قصائد نبطية تتناول مفردات الحياة الإماراتية البدوية وقيمها مثل الشجاعة والكرم والنخوة والحب والأصالة، إضافة إلى أنه يعكف على كتابة نص روائي يتناول قضايا اجتماعية تتناول المجتمع والوظيفة والأسرة، لطرحه في معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته المقبلة.

Email