موقع بريطاني يستعرض تجربته بمناسبة مرور أكثر من عام على افتتاحه

متحف المستقبل رؤية تفاؤلية وتجارب معرفية فريدة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

مضى عام على افتتاح متحف المستقبل بنجاح كبير، فالتذاكر تنفد كل يوم وقبل أكثر من شهر، وسرد القصص في المتحف يتردد صداه إيجابياً لدى غالبية الزوار الذين توافدوا من 163 دولة في استجابة مذهلة مع برامج المتحف وفعالياته.

وبالمناسبة، تحدث المدير التنفيذي للمتحف، لاث كارلسن، إلى موقع «بلولوب» البريطاني، عن الدروس المستفادة من العام الأول، في ظل إقبال واسع من الزوار على المتحف، تجلى في نفاد التذاكر بالكامل،

قال إن المتحف يتكيف مع حقيقة أنه مركز جذب يرتاده عدد هائل من الزوار، وهو قادر على استيعاب مليون ضيف كل عام بمعدل 12 ساعة عمل في اليوم، وقد باع تذكرته المليون في فبراير الماضي.

رؤية تفاؤلية

وعن رؤية المتحف، أفاد كارلسن أنها متجذرة في رؤية مفعمة بالأمل، وتصوير متفائل إلى حيث تتجه البشرية، ولكنه تصوير يرتكز على حقائق التحديات التي نواجهها، موضحاً: «نحن ننظر بشكل خاص إلى قضايا مثل تغير المناخ كموضوع أساسي، ولكننا نحاول تقديم استجابة متفائلة وخلاّقة لهذا التحدي. هذا هو الاتجاه الذي تمسكنا به وأعتقد أن هذا يفسر استجابة الناس الواسعة، حيث يقدرون حقاً هذا المنظور بعينه»، معرباً عن الأهمية المتزايدة في أن يكون هناك أشخاص يعارضون «السرد السهل» الأكثر قتامة للمستقبل.

جمالية مختلفة

وأوضح كارلسن أن السرد في المتحف غير مدفوع بالتكنولوجيا بل يحركه الإنسان، ولهذا يتردد صداه لدى غالبية الناس، لا سيما في ظل ابتكار جماليات مختلفة في المتحف، تمثل في اكتشاف الفضاء الخارجي، عبر مساحة تستجيب لجماليات الشرق الأوسط من جانب، وابتكار موقع أكثر إمتاعاً من محطة فضاء دولية حالية.

تسلية الضيوف

وقال كارلسن إن أحد التحديات التي واجهت المتحف كان إيجاد طرق للترفيه عن الناس. فباشر المتحف في وقت مبكر بتحليق حيوانات روبوتية قابلة للنفخ في الردهة حققت نجاحاً كبيراً، فتوسع المتحف وأدخل «الروبوت» كطريقة فعّالة لخلق تجربة مثيرة تفاعلية مع الناس. ومن الابتكارات الأخرى المثيرة، أضاف الكثير من البرامج العامة التي لاقت إقبالاً من القاطنين في دبي، وعقد مناسبات متعددة كل أسبوع. وفي المتحف اليوم، ورشة عمل للرسم التخطيطي ليتعلم الناس كيفية رسم مبنى المتحف الفريد من نوعه، وأشياء أكثر تقليدية مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد، وورش العمل عن طائرات الدرون، واستخدام الذكاء الاصطناعي في الفنون. وقد استضاف المتحف عدداً من المشاهير والمؤثرين وتمكن من تقديم وجهات نظر مختلفة لاقت رواجاً بين سكان المدينة.

جمهور دبي والعالم

وإلى جانب جمهور دبي، كان مدهشاً، في ظل تبوؤ دبي الوجهة الأولى على موقع «تريب ادفايزر» للسفر الدولي، رؤية اتساع نطاق المتحف عبر استضافته مليون زائر من ١٦٣ دولة في عامه الأول، حسب رئيس المتحف، في «وصول عالمي مذهل»، لافتاً إلى أن الفئة العمرية لرواد المتحف تراوحت بين 25 إلى 45 عاماً، وهي فئة عادة ما تغيب عن معظم المتاحف، إذ تميل متاحف الفن لجذب الفئات السكانية الأكبر سناً، بينما تحظى مراكز العلوم ومتاحف الأطفال على الفئة الأصغر سناً من المجموعة، وفي المقابل، يجلس متحف المستقبل في المنتصف تماماً مع انقسام متساو بين الجنسين.

وحتى الآن، زار 22 رئيس دولة المتحف وتفاعل أناس مع جميع المستويات معه وكانت الاستجابة مذهلة للغاية من حيث كافة المقاييس. كما كان التأثير المباشر للمتحف كمحرك اقتصادي في دبي رقماً بمئات الملايين، وهذا الرقم أكبر بكثير كتأثير كلي.

شراكات ومعارض جديدة

وبالنسبة إلى مشاريع التحديث، لفت إلى أن المتحف لن يحتاج إلى عملية تحديث سريعة، نظراً لامتلاكه فكرة عن المعارض الأساسية على مدى 50 عاماً في المستقبل، فيما معرض «غداً، اليوم» حول ما سيحدث في المستقبل القريب يجري كله في إطار شراكات، وهو نهج عمل ناجح لتطوير الخبرات.

دروس

وبالنسبة إلى دروس السنة الأولى، يباشر المتحف حالياً مرحلة البحث والتصميم لأول تحديث كامل لواحدة من التجارب الغامرة، وهذه العملية تجري بعد التعلم من التجربة ومعرفة ما هي توقعات الناس وتفاعلاتهم، فيما كان كل شيء تخمينياً في السابق.

Email