دول المغرب العربي تكثّف طلبها للقاحات لمواجهة «كورونا»

ت + ت - الحجم الطبيعي

زادت وتيرة استيراد اللقاحات المضادة لفيروس كورونا في الجزائر والمغرب وتونس وليبيا في ظل تفش واسع وسريع للفيروس.

وأعلن وزير الصحة الجزائري عبد الرحمن بن بو زيد، اليوم الاثنين، أنه سيتم توفير أكثر من 9 ملايين جرعة من اللقاح الصيني «سينوفاك» ولقاح «أسترازينيكا» المضادين لفيروس كورونا خلال الشهر الجاري، لتلقيح أكبر عدد ممكن من المواطنين الجزائريين، لا سيما في المناطق والقرى النائية والمعزولة.

ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن بو زيد قوله: «إنه على الرغم من الوضع الصحي الصعب والمقلق الذي تعيشه الجزائر حالياً بسبب انتشار وباء كورونا وارتفاع عدد الإصابات والوفيات، إلا أن الدولة الجزائرية تبذل كل جهودها من خلال المؤسسات الصحية والمجتمع المدني لتوفير مادة الأكسجين»، مشيراً في هذا الصدد إلى أن الجزائر على وشك استلام 6 آلاف مكثف جديد للأكسجين على الأقل، داعياً إلى العمل بقوة وبهدوء للخروج من هذه الأزمة بأقل خسائر بشرية ممكنة.

وأرجع الوزير الجزائري سبب ارتفاع عدد الوفيات في الآونة الأخيرة إلى ذهاب المصابين إلى المستشفيات وهم في حالة مستعصية ومتقدمة من المرض وليس بسبب النقص في مادة الأكسجين، كاشفاً عن تواصل العمل مع سفراء الجزائر في العديد من البلدان الأوروبية من أجل محاولة اقتناء مكثفات ومولدات الأكسجين لدى منتجي هذه المادة الحيوية في أقرب وقت ممكن.

تنويع المصادر

وفي إطار سياسة تنويع مصدر اللقاحات، اقتنت المملكة المغربية، حسب مصادر رسمية، مليوني جرعة من لقاح فايزر بايونتيك المضاد لفيروس كورونا، والذي يعتبر أكثر اللقاحات فعالية في العالم، كما نقل موقع «بوابة أفريقيا الإخبارية» التي أضافت إن الشحنة سيتوصل بها المغرب خلال الأيام القليلة المقبلة، وفي ذات الإطار ينتظر أن تصل خلال الساعات المقبلة شحنة لقاحات جديدة قادمة من الصين، ويتعلق الأمر بمليون جرعة جديدة من «سينوفارم».

ويأتي ذلك في وقت تصاعدت الإصابات اليومية، وتسارع الجهات الطبية لتلقيح أكبر عدد من المواطنين بوتيرة متسارعة.

وبلغ عدد الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح 13 مليوناً و672 ألفاً و764 شخصاً، فيما بلغ عدد الملقحين بالجرعة الثانية 10 ملايين و129 ألفاً و424 شخصاً.

 من إيطاليا

وتلقت تونس التي تواجه صعوبات في التصدي لارتفاع جديد في إصابات كورونا، الأحد، 1,5 مليون جرعة لقاح قدمتها إيطاليا، على ما أعلنت رئاسة الجمهورية. وحضر الرئيس التونسي قيس سعيد شخصياً تسلم الشحنة منتقداً بشدة كيفية إدارة وباء كورونا في ظل الحكومة السابقة. وقال «مرت أكثر من سنة والاجتماعات تلو الاجتماعات حتى صار الناس في المستشفيات يموتون كل يوم بالمئات، فضلاً عن انتشار العدوى».

ومع انتشار المتحورة دلتا ونقص الأكسحين في مستشفياتها، باتت تونس الآن في وضع صعب. ويسجل هذا البلد البالغ عدد سكانه 12 مليون نسمة تقريباً أحد أسوأ معدلات الوفيات الرسمية في العالم مع نحو 20 ألف وفاة على صلة بالفيروس.

سينوفارم لليبيا

وتلقّت ليبيا، التي تواجه طفرة في إصابات «كورونا»، مليوني جرعة من لقاح سينوفارم اليوم، وفق ما أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، داعياً إلى الإقبال على مراكز التلقيح. وأعلن الدبيبة أن دفعة ثانية من 1,5 مليون جرعة ستصل «خلال الأسابيع المقبلة»، من دون أن يحدد مصدرها. 

وقال أمام الصحافيين في مطار معيتيقة الدولي قرب طرابلس «اليوم، ندعو كل مواطنينا المقيمين إلى أن يذهبوا إلى مراكز التلقيح».

تعدّ هذه أكبر شحنة لقاحات تصل حتى الآن إلى ليبيا، التي يبلغ عدد سكانها قرابة سبعة ملايين نسمة.

وفيما كان عدد الحالات اليومية الجديدة لا يتجاوز 400 حالة منذ نهاية أبريل، تشهد ليبيا حالياً ارتفاعاً في الإصابات، جراء إجراء عدد أكبر من الفحوصات، وهو ما يفسّر تسجيل بضعة آلاف من الإصابات يومياً، في معدل قياسي، خلال الأيام القليلة الماضية.

Email