عشرينية فلسطينية تستثمر «كورونا» في مشروع احتكره الرجال

ت + ت - الحجم الطبيعي

أيقنت العشرينية روان فياض من مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، أن الشمس لا تنتظر استيقاظك لتمنحك النور، وأنها تسعد بالطموحين والمبادرين، فقررت أن تخوض ميدان تربية النحل وتفتتح مشروعها الخاص «شهد العسل»، بعد أن كان حكراً على الرجال، لما فيه من خطورة.

تخرجت روان من قسم هندسة الحاسوب عام 2018، لم يحالفها الحظ كغيرها من مئات الخريجين، بالحصول على فرصة عمل مناسبة، إلا أنها لم تقف مكتوفة الأيدي، فنفضت غبار البطالة عنها، وانطلقت تبحث عن فكرة لمشروع ريادي بعيداً عن النمطية السائدة، تتحدى به الظروف الاقتصادية الصعبة من جهة، وتواجه به فيروس «كورونا» من جهة أخرى، فاهتدت إلى فكرة إنتاج العسل وتعبئته وتغليفه بعبوات جاذبة وبطريقة لافتة، كون طرق تعبئته وتغليفه لا تزال بدائية، وبشيء من الحزم والعزم وضعت مشروعها البسيط موضع التنفيذ، بعد أن قدمت لها مؤسسة إنقاذ الطفل بالشراكة مع جمعية التنمية الزراعية الدعم والمساندة، ومكثت أسابيع عدة في إعداد دراسة جدوى وتفاصيل المشروع الدقيقة، والتعلم والبحث في عالم النحل وإنتاج العسل عبر الشبكة العنكبوتية لساعات طويلة، وقد ساندتها في إنجاح مشروعها شقيقتها التوأم المهندسة الزراعية رنين بخبرتها العلمية، وكان والدها الداعم الأول لها بخبرته العملية.

تقول الريادية روان لـ«البيان» إنها تقضي أوقاتاً طويلة داخل منحلها وهي ترتدي لباس النحل الواقي تجنباً للدغاته، ولتتمكن من الاعتناء به بشكل جيد وهادئ ولطيف. وعبرت روان عن رضاها التام عن مشروعها، الذي لم يتجاوز عمره عاماً واحداً، وحققت إقبالاً على شراء منتج العسل، بعد أن تزامن موعد قطفتها الأولى لخلايا العسل في أشهر فصل الربيع من العام الماضي مع تفشي فيروس كورونا، لما للعسل من أهمية في رفع مناعة الجسم للوقاية من الإصابة بفيروس «كورونا».

وتتابع روان، استهدفتُ فئة الأطفال بعمل عبوات خاصة لهم وبأحجام صغيرة، وأشكال جذابة لتشجيعهم على تناول العسل، واعتمدتُ على كثير من الأفكار والأشكال في عملية التغليف، وحتى في وضع اسم المنتج وإعداده كهدية لتقديمها، ولاقت الفكرة إقبالاً كبيراً، ما أضاف التميز لمشروعي الذي أطلقتُ عليه اسم «شهد العسل».

Email