«كوفيد 19» يوقع طلاباً أجانب ببريطانيا في براثن الفقر

ت + ت - الحجم الطبيعي

يشكو جاي باتيل من صعوبة شراء طعام، فالأسعار أعلى بكثير من الهند كما يقول، جاء جاي إلى المملكة المتحدة كأحد الطلاب الأجانب القادمين لتحقيق أحلامهم، إلّا أنّ جائحة كورونا حولتهم إلى فقراء فيها. ورغم المطر، يحتشد عشرات الشبان على غرار جاي باتيل أمام المركز الصغير التابع لجمعية نيوهام كوميونيتي بروجكت شرق لندن، للحصول على حصة من الأرز وبعض الخضار والمواد الغذائية.

ودون مساعدة هذا البنك الغذائي الذي يوزّع حزم المساعدات ثلاث ليال في الأسبوع، لكان الوضع صعباً للطالب والرفاق الذين يتقاسم معهم المسكن، ما بين الرسوم الجامعية الباهظة وكلفة المعيشة في لندن. يروي الطالب الهندي في جامعة غرينيتش: «كان الشرط حتى أغادر إلى المملكة المتحدة، ألا أطلب نقوداً من والديّ بعد وصولي إلى هنا، لم أخبر والديّ بوضعي لأن وطأة الوباء شديدة عليهم أيضاً».

وفي تحدٍ للبرد والمطر، يقف صف انتظار طوله 300 متر أمام مركز الجمعية ساعات طوال، فيما يحيّي المتطوعون الوجوه الأليفة للذين يأتون بانتظام لتلقي المساعدات. وفي داخل المكاتب، ينهمكون في توزيع الرزم بسرعة على الطلاب، متقاذفين أكياس الأرز، فيما تصطف على الأرض مئات أكياس الطعام المعدة مسبقاً بعناية، وهي تحوي على ما يكفي لإعداد وجبات نباتية أو حلال.

وبدأت الجمعية المحلية الخاصة بالجالية الهندية في شرق لندن، توزيع المساعدات الغذائية خلال أول حجر منزلي صادف مع بداية شهر رمضان. وأوضح رئيسها إلياس إسماعيل: «في البدء، كنا نوزع عشرين حزمة في اليوم، وخلال ثلاثة أسابيع، ارتفع العدد إلى ما يزيد عن 800 طالب، الحاجة هائلة، نقوم بهذا النشاط منذ عشرة أشهر، والعدد يزداد بشكل مستمر»، مقدراً عدد المستفيدين من مساعدات جمعيته بحوالي ألفي منزل في الأسبوع، بعضها مساكن مشترك يتكدّس فيها 15 طالباً لتقاسم بدلات الإيجار الباهظة في لندن.

وفي حي نيوهام، يشكل الهنود 99 في المئة من الذين يأتون لتلقي إعانات غذائية، وهم وفق إلياس طلاب فقراء اضطر أهلهم أحياناً لبيع مجوهرات عائلية لمساعدتهم على السفر.

ولفتت أمينة إسماعيل المتطوعة البالغة 21 عاماً، إلى أنه بسبب نوع تأشيرة الدخول الممنوحة لهم، لا يمكنهم الحصول على المساعدات المالية من الحكومة أو الجامعات، معتبرة أنّ على الحكومة القيام بشيء حيال هذه السياسة غير العادلة، مضيفة: «الأمر محزن فعلاً، قدموا أملاً بحياة أفضل، غير أن كوفيد حلّ فجأة وقضى على كل شيء».

ويساور الشعور نفسه ألبيف شيخ الذي قدم إلى المملكة المتحدة لتحقيق حلم والديه بأن يتلقى التعليم الحقيقي الذي لم يحصلا عليه. وبعد ستة أشهر على وصوله، فرض الحجر المنزلي.

ويقول طالب الماجستير في جامعة إيست لندن: «منذ ذلك الحين، والأمور في تدهور مستمر».

كلمات دالة:
  • فيروس كورونا ،
  • طلاب أجانب،
  • بريطانيا،
  • الفقر
Email