«فخر الوطن» يكرم ديفيد سيمون لجهوده أثناء الجائحة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يسطر أبطال خط الدفاع الأول في الإمارات يومياً العديد من البطولات التي كانت وما تزال سبباً في نجاحنا في مواجهة التحديات التي فرضتها الجائحة التي ضربت العالم بأكمله.

وكانت أعمالهم وأفعالهم سبباً مباشراً في رسم ملامح الحاضر والمستقبل مثلما فعل الدكتور ديفيد سيمون، اختصاصي الأمراض المعدية والحالات الحرجة منذ أكثر من 25 عاماً، إلا أن فيروس «كوفيد 19» شكل وضعاً جديداً كلياً لم يسبق للطبيب المتمرس، والبالغ من العمر 48 عاماً، التعامل معه من قبل، فضلاً عن تجربته الصعبة في الإصابة بالمرض أثناء إنقاذه حياة الآخرين.

يشغل الدكتور سيمون استشاري الرعاية الحرجة، وهو مجري الأصل، رئاسة وحدة العناية المركزة (ICU) في مستشفى ميديكلينيك العين منذ عام 2015، ويعد واحداً من آلاف الأبطال العاملين في الخطوط الأمامية الذين قام مكتب فخر الوطن بتكريمهم نظير الجهود الاستثنائية التي يبذلونها لحماية صحة الناس أثناء الجائحة.

خبرة

ومثّل الانتشار السريع للفيروس وحجم الإصابات صدمة للدكتور سيمون على الرغم من خبرته الواسعة في علاج مرضى الرعاية الحرجة إذ يقول: «كان «كوفيد 19» شيئاً جديداً وغير مسبوق على الإطلاق، ويعتبر اجتياح الفيروس العالم في أوائل عام 2020 كارثة بيولوجية بالمقاييس الطبية، وتكمن الصعوبة التي واجهناها في أن التعامل مع الفيروس بشكل استباقي غير ممكن، نحن نتعامل معه بعد حدوثه وانتشاره، ووقتها لم تكن لدينا أي وصفاتٍ طبيةٍ أو نهج معتمد للتعامل معه، ولم نكن مستعدين لتطبيق استراتيجيات التهوية وغيرها من العمليات الضرورية لاحتوائه».

ولكن سرعان ما طور الدكتور سيمون استراتيجية للتعامل مع العدد المتزايد من المرضى المحجوزين في وحدة العناية المركزة وعلاجهم، كما قام بمشاركة تجربته مع زملائه الأطباء في جميع أنحاء العالم، وأثنى على دائرة الصحة في أبوظبي لإرشادها ودعمها المستمر لهم.

وكان مرضى «كوفيد 19» قد خضعوا للعلاج في المستشفيات الحكومية في العين، في المراحل الأولى من الجائحة، ولكن مع زيادة الحالات، طُلب من باقي الفرق الطبية بمن فيها الدكتور سيمون تقديم الدعم، فقام في أبريل 2020 بتوسيع وحدة العناية المركزة التابعة له.

واتخذت مواجهة الدكتور سيمون للمرض منعطفاً جديداً في شهر مايو 2020، حينما تبدلت الأدوار وانقلب وضعه من طبيب إلى مريض. ويستطرد شارحاً كيف مر بهذا الوقت العصيب: «لم أتمكن من رؤية أبنائي وزوجتي التي تعمل طبيبة تخدير، كنت أتكلم معهم عبر الهاتف فقط».

ولحسن الحظ تعافى الدكتور سيمون بعد مرور أسبوعين على الحجر المنزلي، وتمكن من العودة للعمل، ويشير إلى أن خبرة المرض غيرت من تعامله مع المرضى فيقول: «جعلتني الإصابة بالمرض أكثر تعاطفاً مع المرضى أثناء تأدية عملي، أصبحت أتحدث إليهم مستشعراً ما يمرون به».

Email