بلدان بدأت في إعطاء اللقاحات ودول رائدة في المسار

تشرع الدول حول العالم في حملات تطعيم غير مسبوقة ضد وباء كوفيد-19، وكما تشير إحصائيات وبيانات مؤشر "أور وورلد إن داتا" التي تستقي أرقامها من مصادر حكومية رسمية، فإن أكثر من 50 دولة نشطة حالياً في تطعيم قطاعات من سكانها، بدءاً بدولة الإمارات ومملكة البحرين، وصولاً إلى الولايات المتحدة.

ووفقاً لموقع "نيوز هب" الإخباري النيوزلندي، فإن نيوزيلندا ومع ذلك ليست من بين تلك الدول ولن تبدأ على الأرجح في تلقي دفعات اللقاح حتى مارس المقبل.

 وبالعودة لمتتبع الرصد والبيانات "أور وورلد إن داتا"، فإنه يعمد لتقسيم البلدان حول العالم في فئات حسب توفر اللقاحات لسكانها. فعلى سبيل المثال، تقوم المملكة العربية السعودية وإيطاليا والمملكة المتحدة وكوستاريكا بإعطاء اللقاح للعمال الأساسيين والفئات المعرضة للخطر سريرياً وفئة كبار السن. في حين تُطعّم دول أخرى إما بجرعات تلقيح واحدة أو اثنتين، فضلاً عن دول أخرى لم تبدأ حملة التطعيم الخاصة بها على الإطلاق.

من حيث نسبة عدد السكان الذين تلقوا جرعة واحدة على الأقل من لقاح كوفيد-19 فإن إسرائيل تتقدم الصف، فوفقاً لبيانات المتتبع، اعتباراً من 18 يناير الماضي تلقى نحو 24.91% من سكان إسرائيل جرعة واحدة على الأقل. ومع ذلك، فإن تناول جرعة واحدة لا يعني تلقائياً أن الشخص قد تم تطعيمه بالكامل. فعل سبيل المثال، تستخدم إسرائيل شأن العديد من الدول لقاح "فايزر" الذي يتطلب الحصول على جرعتين. دول أخرى تستخدم لقاح "جونسون آند جونسون" الذي يتطلب من المرضى تلقي جرعة واحدة فقط.

يشرح موقع "نيوز هب" أن هنالك العديد من التفسيرات لحملات التطعيم الناجحة حتى الآن، مثل الحملات الإماراتية والإسرائيلية والبحرينية، كصغر حجم الدولة مما يجعل لوجستيات توزيع اللقاح أكثر وضوحاً وشبكة قطاع الصحة الرقمية.

 بعد إسرائيل، تمتلك دولة الإمارات العربية المتحدة أعلى نسبة من الأشخاص الذين تناولوا جرعة واحدة على الأقل، تليها البحرين وجبل طارق وإيرلندا الشمالية.

وعلى الصعيد الأوروبي، فيما يتعلق بالعدد الخام للأشخاص الذين تلقوا جرعة واحدة على الأقل، فإن المملكة المتحدة تتقدم بمقدار 4.06 مليون شخص، إذ كان هناك جهد متضافر من قبل البريطانيين لتطعيم جميع الفئات الضعيفة في أسرع وقت وذلك في ضوء المتغير "شدة العدوى" هناك أواخر العام الماضي.

 وبالاستفاضة في البيانات التي يصدها متتبع "أور وورلد إن داتا" OWID، فإنه يتتبع أيضاً نسبة السكان الذين "تلقوا جميع الجرعات المنصوص عليها في بروتوكول التطعيم"، فضلاً عن كونه لا يشمل البلدان التي لا تبلغ عن تفاصيل الجرعتين الأولى والثانية بشكل رسمي.

وبلغة الأرقام، تقف إسرائيل في أول المجموعة من حيث نسب التطعيم بنحو 4.52% من سكانها الذين تلقوا جميع الجرعات اللازمة. تليها دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.

وبشكل منطقي، يمكن القول أن ما يثير القلق بشكل خاص خلال حملة التطعيم العالمية يكمن في أن البلدان الأقل ثراءً قد تكون من بين آخر البلدان التي تحصل على اللقاح. سبق وحذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، من أن العالم على شفا "فشل أخلاقي كارثي" في مشاركة لقاحات "كوفيد-19" وحث الدول والشركات المصنعة على توزيع الجرعات بشكل أكثر عدالة في جميع أنحاء العالم.

وبالعودة لنيوزلندا، قال متحدث باسم وزارة الصحة النيوزيلندية إن هناك عدداً من العوامل التي قد تؤثر عندما تتلقى الدولة جرعاتها الأولى، قائلاً: "هناك مجموعة من المتغيرات التي يتعين علينا وعلى الشركات تقييمها وهي في الأساس تعكس الوضع العالمي، والسرعة التي يمكن للشركات إنتاج اللقاحات وتقديمها، وملف تعريف المخاطر لكل بلد، وعملية التنظيم في كل بلد والمعدل وشدة العدوى".

 بدأت العديد من البلدان التي تكافح الوباء حملات التطعيم الخاصة بها في ديسمبر عبر "أذونات الاستخدام الطارئة"، ومع ذلك فإن نيوزيلندا التي ليس لديها أي حالات مجتمعية لكوفيد-19، بمعنى عدد حالات إصابة عالية- لا يتاح لها الاستخدام الطارئ، وبدلاً من ذلك يمكنها اتباع "مسار الموافقة المؤقتة" الذي يضع حداً زمنياً ويسمح للسلطات الصحية بوضع شروط على الموافقة.