غرام ماركيز

ت + ت - الحجم الطبيعي

طيلة الأسبوع الماضي لم تنقطع الكتابة عن ماركيز، لم يكن ملهماً فحسب، كان ظاهرة، موضة ثقافية منحها السحر كل هذا البريق، وعربياً أصبح ماركيز الكاتب المفضل لدى جيل الثمانينات، خاصة أولئك الذين ذهبوا تواً إلى الجامعة، حيث كان يكفي أن تستعير رواية "مئة عام من العزلة" من مكتبة صديقك لتقع في غرامك بعض الفتيات الثوريات!

كان يكفي قراءة رواية واحدة لتناقش في المقهى مفهوم الواقعية السحرية، وتحلل شخصية العقيد أوريليانو بويندا في "مئة عام من العزلة"، أو سنتياغو نصار في رواية "قصة موت معلن" أو شخصية فلورنتينو اريثا في رواية "الحب في زمن الكوليرا"، وهذه الأخيرة تدفع للوقوع في الحب أو للإصابة بالكوليرا!

قراء أدب أميركا اللاتينية يعرفون أن ماركيز ليس أفضل روائيي الإسبانية، هناك عمالقة، مثل: بورخيس أو فوينتس أو فارغاس يوسا، وغيرهم. لكن ماركيز كان الأكثر حظاً في الشهرة، كما هي لمعة النجوم في السماء لمع ذات يوم، ولم يعد يتذكر الناس بقية النجوم الأخرى، وعندما اقترن ظهور رواية "الواقعية السحرية" بقارة أميركا اللاتينية، سارع الكاتب الكوبي اليغو كاربنتيير، إلى إطلاق اللقب على غابو ليصبح دون سواه أشهر كتاب الواقعية السحرية.

الذين كتبوا عن ماركيز طيلة الأسبوع الماضي أحبوه حقاً، لأنه أعطاهم معنى لأشياء كثيرة في حياتهم، وربما منحهم الشجاعة لفعل ما كانوا لا يجرؤون على فعله، لعله ألهمهم، فأخلصوا في حبهم كما "الحب في زمن الكوليرا"، أو لعله نقلهم من حياة التردد إلى حياة الفعل، هكذا الإبداع، يمنح الأمل لحياة أفضل أو للعيش بشكل أكثر سعادة. في سنوات الجامعة كان ماركيز ملهماً. ولم يكن مجرد صرعة شبابية تنتهي كما انتهت صرعات الثمانينيات الثورية، والدليل إلى ذلك أن رواياته اللاحقة حظيت بذات الأهمية الذي حظيت بها "مئة عام من العزلة".

Email