عمل يرفع القدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

جلس الحكيم كونفوشيوس يوماً ليرتاح، وسرعان ما التف حوله طلابه وشرعوا يسألونه.

- هل تمكنت من تفسير كل مشاعرك؟ لماذا لا تمضي إلى الامبراطور وتتحدث معه؟

الامبراطور بدوره يلقي خطباً عصماء، والخطب العصماء لا تعدو أن تكون مسألة أسلوب، فهي لا تحمل الفضيلة في طياتها.

- ابعث إليه إذاً بديوان شعره

كل القصائد الثلاثمائة التي يضمها هذا الديوان يمكن أن تختصر في جملة واحدة: فكر على الوجه الصحيح، هذا هو السر.

- ما يعنيه قولك (فكر على الوجه الصحيح)؟

إنه يعني استخدام الذهن والقلب الانضباط والشعور.. دع الشعور يمضي بك قدما. ولكن عليك بالانضباط لتواصل مسيرتك.

- هل تقوم بهذا؟

في الخامسة عشرة من عمري بدأت في تعلمه، وفي الثلاثين شرعت في التيقن من ما أريده، وفي الأربعين عادت إليّ شكوكي، وفي الخمسين اكتشفت أن السماء لها مشروع بالنسبة لي ولكل إنسان على البسيطة، وفي الستين فهمت المشروع ووجدت السكون الذي يليه، والآن في السبعين، يمكنني الاصغاء لفؤادي من غير أن يضلني.

- ما الذي تفعله إذاً بشكل مختلف عن البشر الآخرين، الذين يقبلون أيضاً إرادة السماء؟

أسعى الى مشاركة هذا الفهم معكم..وهذه هي خاصيتي الوحيدة، أي كوني معلماً جيداً.

ومن هو المعلم الجيد؟

شخص يصغي لما أقوله ويعجل في تعاليم تناسب حياته. ولكنه لا يتبعها حرفياً، وهو ليس شخصاً يبحث عن وظيفة، بل يبحث عن عمل ليرفع قدره. وليس شخصاً يسعى لأن يلاحظه الآخرون، وإنما إنسان يسعى إلى جعل شيء ما ملحوظاً.

Email