قصتان عن الجدل العائلي

ت + ت - الحجم الطبيعي

كانت زوجة الحكيم أياكوف تعتبر من جانب كل صديقتها امرأة صعبة المراس، حيث كانت على الدوام تشرع في نقاش غاضب لأي سبب يخطر على البال، غير أن زوجها أياكوف لم يستجب لاستفزازاتها قط.

استمر الأمر على هذال المنوال حتى يوم زفاف ابنهما، عندما مضى المئات من المدعوين يحتفون بمزيد من السعادة بهذه المناسبة، وشرع الحكيم أياكوف في مضايقة زوجته بطريقة استطاع كل من في الحفل ملاحظتها.

سأل أحد الأصدقاء أياكوف:" ما الذي جرى؟ لماذا تخليت عن عادتك في عدم الرد على استفزازاتها قط؟"

همس الحكيم أياكوف في أذن صديقه:" أنظر كم تبدو أكثر سعادة".

وفي حقيقة الأمر أن زوجته بدت الآن مستمتعة إلى حد كبير بحفل الزفاف وما يجري فيه.

قال الصديق:" لكنك تجادلت معها علناً، وأنا لا أفهم ردود فعليكما"؟

قال الحكيم أياكوف:" قبل يومين فقط، فهمت أن أقصى ما يضايق زوجتي يتمثل في الحقيقة القائلة إني قد لزمت الصمت من خلال التصرف بتلك الطريقة التي بدا أني أتجاهلها وأبعدها عني، وبالتالي جعلتها تشعر بأنها ضئيلة ومهمشة، ولما كنت أحبها حباً جماً فقد قررت أن أتظاهر بأنني فقدت قدرتي على التحكم في نفسي أمام الجميع، وقد أدركت أنني أتفهم مشاعرها وأنني مثلها لا أزال أرغب في مواصلة الحوار معها.

شجار القردة

جلس قرد وقردة على فرع شجرة وراحا يتأملان المغيب، وفي لحظة معينة قالت القردة: "ما الذي يجعل السماء تغير ألوانها عندما توغل الشمس في الأفق؟"

رد القرد: "لو أننا حاولنا تفسير كل شيء لتوقفنا عن الحياة، فالزمي الصمت واسمحي لقلبينا بأن تغمرهما السعادة بهذا الغروب الرومانسي".

غمر الضيق القردة، فصرخت في وجه القرد واتهمته بأنه لم يعد يهتم بالعقل والمنطق، وكل ما يرغب فيه هو التمتع بالحياة.

Email