وراء الجميل دائماً

الحياة والموت والأمل في أحياء بومباي الفقيرة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أمضت الصحافية الأميركية، الحائزة على جائزة بوليتزر للصحافة، كاترين بوو، أربع سنوات، في أحد الأحياء القصديرية الفقيرة، الواقعة على أطراف مدينة بومباي الهندية، وكتبت أثناءها العديد من المقالات والتحقيقات. وهي تقدم كتاباً، عن محصّلة تجربتها تلك، ترسم فيه ملامح معنى أن يكون المرء بائساً، ويعيش في حي قصديري، بعنوان: "وراء الجميل دائماً".

ويبحث في مسائل "الموت والحياة والأمل في حي قصديري في مدينة بومباي"، كما يقول عنوانه الفرعي. تجدر الإشارة أن عنوان هذا الكتاب مأخوذ، كما تشير المؤلفة، من شعار مرفوع على لوحة إعلان كبيرة على طريق مطار بومباي يحمل تعبير"الجميل دائماً".

والمقصود بـ "الجميل دائماً"، هو نوع من الرخام الذي تبيعه شركة شهيرة، تعمل في مجال بيع أدوات ومواد البناء. وعبارة "وراء الجميل دائماً"، بمعنى وراء السور الذي يحمل لوحة الإعلان، يوجد حي "اناوادي"، المقصود في هذا العمل.

تشرح المؤلفة في كتابها، الذي يمثل تحقيقاً صحافياً موسعاً، مبنياً على وثائق وبيانات متنوعة، كيف يعيش في هذا الحي: "دارافي"، أكثر من 3000 شخص، في داخل حوالي 300 كوخ، مربوطة بالأشرطة اللاصقة والحبال. وتشير المؤلفة إلى أن هذا الحي ليس الأكثر شهرة في بومباي. ولكنه، أي حي "اناوادي"، يعادل جميع الأحياء القصديرية المحيطة ببومباي، من حيث درجة بؤسه وقذارته ونمط عيش الذين فيه، وبالتالي يشكّل نموذجاً للأحياء القصديرية الهندية.

وتشرح المؤلفة جملة تفاصيل حول طبيعة الحياة في هذا الصدد.

وتبين المؤلفة أن الحي المقصود قريب جداً من مطار بومباي الدولي. والهدف الأول لساكنيه، يكمن، قبل كل شيء في البقاء، ثم في تحقيق حياة أفضل. فذلك ما قرأته المؤلفة في عيون أبناء الحي الذين تتحدّث عنهم في كتابها. وهؤلاء مثل: عبدول، والذي يمضي نهاره في جمع النفايات من الأحياء القريبة، وفي بيع ما أمكن منها، ويبقى يحلم بالعدالة وبقطعة أرض صغيرة.

وأولئك الذين عرفتهم المؤلفة في الحي القصديري، تصفهم بأنهم "شخصيات لا يمكن نسيانها". ويجمع بينها قاسم مشترك واحد، هو الأمل بعيش أفضل.

وتؤكّد كاترين بوو أنها لم تغيّر أي تفصيل أو مكان أو السياق الزمني الذي جرت فيه الأحداث. إنها لا تخترع العالم الذي تصفه، ففي حي "اناوادي" هناك عائلات كاملة تعيش في أكواخ مصنوعة من الورق المقوّى ـ الكرتون ـ وحيث البقايا البشرية تكنسها الأمطار والعواصف. هذا إذا لم تتحوّل الأمطار إلى سيول جارفة لكل شيء حتى البشر أحياناً، وإذا لم تكن العواصف قوية إلى درجة يمكن معها أن تقتلع الأكواخ من جذورها.

 أمّا التعليم فهو غائب، في غالبية الحالات بينما كل أشكال الفساد والتجارة الممنوعة، موجودة في كل مكان. والأمراض تزيد المشهد مأساوية حيث تعطّل العاهات المنتشرة بكثرة، المصابين بها من أي نشاط منتج.

ومن المشكلات الكبرى التي تؤكّد عليها المؤلفة في الأحياء البائسة في الهند عامّة، وفي حي "اناوادي" على محيط بومباي خاصّة، تلك التي تتعلّق بالصحّة العامّة، حيث المستشفيات ليست، كما تصفها المؤلفة، أكثر من جحور وسخة تفوح منها رائحة كريهة. وليس غريباً أن يترك شخص كُسرت ساقه ينزف على الرصيف لأيام عدة دون أن يسعفه أحد حتى موته.

ذلك في موقع قريب جداً من مطار بومباي الدولي وتحت ظلال الفنادق الفخمة.

وتبين المؤلفة أن قاطني الأحياء القصديرية في الهند، استفادوا من الازدهار الاقتصادي الذي عرفته الهند، خلال السنوات العشر الأخيرة. ذلك أن الشرائح الميسورة الجديدة، غدت أكثر سخاءَ في التخلّي عن الفوائض لديها.

 

المشرفان في سطور

 

كاترين بوو صحافية أميركية نالت شهرة كبيرة من خلال التحقيقات الجريئة التي قامت بها حول الذين يعيشون على هوامش الحياة الاجتماعية في جميع أنحاء العالم. حازت على جائزة "بوليتزر" الصحافية الشهيرة. تعمل الآن في صحيفة "نيويوركر" بعد أن عملت لسنوات في الـ "واشنطن بوست". "وراء الجميل دائماً" هو كتابها الأول.

 

 

 

الكتاب: وراء "الجميل دائماً" الحياة والموت والأمل في أحياء بومباي الفقيرة

المؤلف: تأليف: كاترين بوو

الناشر: الناشر: راندوم هاوس نيويورك 2012

الصفحات: الصفحات: 256 صفحة

القطع: المتوسط

 

 

Behid the beautiful forevers

Kathrine Boo

Random House

New York - 2012

256 pp

Email