الحياة التعليمية.. ليهود مصر في العصر الإسلامي

ت + ت - الحجم الطبيعي

في تتبع لسيرة اليهود في مصر، يقدم لنا كتاب «الحياة التعليمية ليهود مصر في العصر الإسلامي» للكاتب الدكتور عمر مصطفى لطف رصدًا دقيقًا، للنظام التعليمي والحياة الفكرية والثقافية لليهود المصريين خلال الفترة من العصر الفاطمي إلى العصر المملوكي وبداية العصر العثماني، وهي الفترة التي شهدت ثلاث دول مستقلة عن الخلافة العباسية في مصر؛ الدولة الفاطمية، الأيوبية، والمملوكية في الفترة من (923 م إلى 1517 م)، تلك الفترة التي سبقها تأسيس أول دولتين مستقلتين في مصر عن دار الخلافة في بغداد، وهما الدولة الطولونية، والدولة الإخشيدية.

إضاءة

ويسلط الكتاب الصادر حديثاً بالقاهرة، الضوء على العناية الخاصة التي حظي بها اليهود في مصر في أعقاب الفتح الإسلامي للبلاد المصرية، خاصة أنهم عانوا من اضطهاد إبان الحكم البيزنطي في مصر، ومن هنا بدأت الهجرات للأعراق المختلفة إلى مصر، ما عزز من التنوع العرقي والثقافي خلال هذه الفترة الذي انصهر في بوتقة الحضارة المصرية.

وخلال 200 صفحة، هم عدد صفحات الكتاب، ركّز الكاتب على مظاهر حياة اليهود المصريين، بداية من العصر الفاطمي؛ حيث مُنحوا خلاله مكانة رفيعة في بلاط الدولة، وعُينوا في أهم المناصب، ولم يختلف وضع اليهود كثيراً خلال العصر الأيوبي عمّا لاقوه في العصر الفاطمي من معاملة كريمة، خاصة أن صلاح الدين الأيوبي أتاح لليهود السكن في القدس خاصة، وفلسطين عامةّ بعدما طردهم الصليبيون منها، أمَّا العصر المملوكي فشهد بعض الحوادث العارضة، لكن بصفة عامة ظل وضع اليهود مستقراً، وتمكنوا من ممارستهم جميع أنشطة التجارة والحركة بحرية تامة.

فصول

الكتاب ينقسم إلى أربعة فصول، يتناول الفصل الأول منها الحياة الدينية والاجتماعية ليهود مصر خلال فترة الدراسة؛ موضحاً الفرق اليهودية بتنوعها، وأهم وظائف كل طائفة، ثم ينتقل بنا الفصل الثاني إلى النظام التعليمي الذي وضعه اليهود، وكان يغلب عليه التعليم الديني، بالإضافة إلى التعليم غير الديني، بينما تناول الفصل الثالث من الكتاب، المؤسسات التعليمية التي احتضنت النظام التعليمي اليهودي في مصر خلال هذه الحقبة، بينما اختتم المؤلف كتابه بالفصل الرابع الذي حلل فيه الفلسفة التربوية لأهم علماء مصر في العصر الإسلامي، وهما: سعيد الفيومي، وموسى بن ميمون.

المؤلف

ويذكر أن د.عمر مصطفى لطف باحث مختص بالتراث الإسلامي ولاحق في ابحاثه تعامل الإسلام والمجتمعات الإسلامية مع اليهود في حقب مختلفة. وقد سبق للمؤرخ د. عمر مصطفى لطف أن قدم ثلاث كتب تهتم عامةً بالتاريخ الإسلامى، وتدور خاصةً فى محور الآخر فى المجتمع الإسلامى، وهذه الكتب هى:

1- تاريخ الصقالبة فى الأندلس ....دراسة تاريخية جديدة، القاهرة، 2003

2- يهود مصر الأيوبية.. دراسة تاريخية جديدة، القاهرة، 2009

3- الآخر فى المجتمع الإسلامى... رؤى جديدة (الجزء الأول)، القاهرة، 2009

والكتاب الأخير يتكون من أربع دراسات، وهى: الأول «الصقالبة فى الدولة الفاطمية»، والثاني «يعقوب بن كلس والدولة الفاطمية»، والثالث «سعيد الفيومى» والرابع «سليمان بن جبرول».

Email