«سندباد».. رحلة في سيرة حسين فوزي

ت + ت - الحجم الطبيعي

ثمة شخصيات تسهم في تشكيل وعي ووجدان أهلها، وكل سكان البلاد بقدر كبير، ولكن بهدوء وصدق، من هؤلاء د. حسين فوزي، والذي يعتبر من جيل شباب ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، وهو الجيل الذي تناوله نجيب محفوظ في ثلاثيته، ورصده يحيى حقي برواية «قنديل أم هاشم».

وقد انتسب الكاتب لجماعة «المدرسة الحديثة»، التي انتسب ﺇليها أعلام الآداب في ما بعد، أمثال طه حسين وتلاميذه.

ويعد د. حسين فوزي ممن أسهموا ومثلوا هذا الجيل، حيث يرصد الكاتب عبد المنعم محمد سعيد، في كتابه «سندباد في رحلة الحياة»، تجارب فوزي الحياتية، وأهم الأحداث التي مرت على المنطقة، خاصة وأن بدايات القرن العشرين جاءت بكثير من الأحداث السياسية والثقافية ما الذي أفرز لنا جيلاً مختلفاً.

يعتبر هذا الكتاب شهادة لواحد من معاصري تلك الفترة، وسيلاحظ القارئ الكثير من الأسماء والأحداث، التي يجب على الباحثين إلقاء الضوء، عليها للتعريف بها، حيث أثروا الحياة الثقافية والأدبية والفكرية.

ولد حسين فوزي بحي الحسين الشعبي، عام 1900، والده المهندس عمل مع الأثري المصري علي بهجت الأثري في اكتشاف آثار الفسطاط، فأورث ابنه حب المعرفة والتاريخ والآثار.

حفظ الصغير حسين القرآن، وتركت نشأته أثرها عليه، حيث درس الأدب العربي صغيراً، واتسعت معارفه اللغوية باللغة الإنجليزية، وشاهد الفرق المسرحية لجورج أبيض في حينه. وفي المرحلة الجامعية تعرف على الفنون الموسيقية والبالية المتاحة في القاهرة.

التحق بكلية الطب عام 1917، وتعرف على محمود تيمور وقدمه ﺇلى الأب أحمد باشا تيمور، حيث المنتديات الثقافية لأعلام تلك الفترة التي يصفها فوزي، بالملحمة بين الطب والفنون. ومع أحداث 1919، التي أعتبرها انتفاضة اجتماعية وثقافية، أكثر من كونها سياسية، حيث بلورت، توجهات فوزي وجيله.

ويرصد لفوزي نشره لأول قصة قصيرة في جريدة «السفور»، ثم نشر أكثر من 25 قصة فيها، وذلك خلال الفترة من 1919 حتى 1925. وبعد ذلك اهتم وجيله بتصوير هموم المصريين وطموحاتهم.

عمل حسين فوزي طبيباً للعيون، وواصل دراسة الموسيقى، لم تطل فترة عمله طبيباً، وبدأ يتفرغ لدراسة الأحياء المائية وعلوم البحار، وهو ما يتناسب مع شغفه في السفر والترحال، ومنها كانت بعثته الدراسية، وكثيراً ما كان يشيد بدور البعثات ليس عليه فقط، بل على البلاد.

خمس سنوات من الدراسة والبحث في فرنسا امتدت من 1925 وحتى 1930، وهي فترة انتقال هامة في مجمل ثقافة وعقلية الشاب الذكي، ورغم كل عشقه لحياة الغرب والفنون بها، إلا أنه قرر العودة إلى بلاده، وعندما سئل عن السبب، قال إنه يفضل إفادة بلاده بما تعلمه.

حيث استلم آنذاك عمله في مصلحة خفر السواحل ومصايد الأسماك، وظل يعمل فيها حتى كلفه طه حسين بإنشاء كلية العلوم لجامعة الإسكندرية، حيث عمل فيها أستاذاً لعلم الحيوان، وأنشأ قسم علوم البحار ثم الكيمياء الصناعية، ضم فيما بعد لكلية الهندسة.

الكتاب: سندباد في رحلة الحياة

المؤلف: عبدالمنعم محمد سعيد

الناشر: هيئة قصور الثقافة- سلسلة «ذاكرة الكتابة»-القاهرة 2018

الصفحات:

222 صفحة

القطع: الكبير

Email