التدخين ورفقة السوء بوابة العبور إليها

نحو عالم آمن ونظيف..لا للمخدرات

نحو عالم آمن نظيف

ت + ت - الحجم الطبيعي

يؤكد كتاب «نحو عالم آمن ونظيف.. لا للمخدرات»، لمؤلفته د. غادة فتحي، الخطر الاجتماعي والأسري الكبير لظاهرة الإدمان، مشيرا إلى أنها من الظواهر السلبية المدمرة، خصوصا مع الشباب الذي يفقد صحته وتوجهه الحكيم من أجل حياة أفضل.. وبالتالي، ترى المؤلفة أن الدولة كلها تصاب بالعلة ويقل الإنتاج وتزداد الأمراض العضوية والنفسية والاجتماعية.

لعل أول ما يلفت انتباه مجموعات البحث العلمي في ظاهرة الإدمان، هي انشغال الأهل عن الأبناء، ربما من أجل المزيد من المال والحياة المترفة، ويصبح الآباء عند الأبناء خزينة للإنفاق وحسب، وهي بداية كل شرور الإدمان على المخدرات.

وتلفت غادة فتحي إلى أن التدخين يعتبر البوابة السوداء والمدخل الخطير إلى عالم المخدرات، وقديما لم ينتبه الناس إلى مضار التدخين، إلا أنه مع التقديم العلمي والبحوث الطبية، تأكد العديد من الأضرار الصحية، ولعل التدخين هو المسبب الأساسي لعدد من الأمراض.

كما ثبت ارتباط التدخين بأمراض الاختناق وأمراض الصدر وارتفاع ضغط الدم. وكذا: انسداد الشعيرات الدموية بالرئتين، أمراض اللثة والأسنان، قرحة المعدة والاثني عشر.. كما تأكد وجود 30 مادة كيماوية تسبب السرطان في السجائر.

وتستعرض فتحي خطر الهيروين، موضحة أنه مخدر يستخرج من زهرة تسمى «خشخاش الأفيون»، وهو نبات ينمو في العديد من الدول. والشائع هو تناوله بالحقن... وتشدد على أنه قاتل كبير.. أثبتت الأبحاث مآلاته البشعة على الصحة الجسدية والعقلية.

وتبين المؤلفة كيف أنه في تناوله للمرة الأولى يصاب الفرد بالصداع وربما يتقيأ، وسجلت حالات توفيت بعد تناوله لمرة واحدة.. وعندما يصبح مدمناً له لا حول له ولا قوة، يغدو أسيره نفسيا وجسميا، ثم يبدأ يفقد المدمن الشهية للأكل والرغبة في حياة نفسها.

أما بالنسبة للكوكايين، فتلفت المؤلفة إلى أن تناوله هو عن طريق الشم بالأنف، حيث يمتص من الشعيرات الدموية في الأنف. وتشير إلى أنه لاحظ البحث العلمي أن مدمن الكوكايين يشعر باليقظة الشديدة وأن لديه طاقة كبيرة. ولكن مع تكرار تناول المخدر يدخل في حالة من الإحباط والاكتئاب، مع رغبة شديدة بالنوم، ويشعر بالرغبة في معاودة تناول المخدر.. وهكذا حتى ينهار المدمن، صحيا ونفسيا بل واجتماعيا أيضا.

وتفسر لنا المؤلفة أنه لعل الأنواع السابقة هي الأكثر شيوعا بين المواد المخدرة، إلا أن هناك بعض الأنواع الأخرى، وهي على الترتيب:

«المستنشقات»، وهي تلك الغازات أو الأبخرة الكيماوية التي تصل إلى أنف الشخص من خلال جملة من المواد الثانوية والأدوات، وعادة ما يستخدمها الصبية الفقراء في المجتمعات المتنوعة. وخطورة تلك المواد أنها مواد كيماوية تضر الكبد والكلى والأنف والحلق والرئتين، وربما يصل الأمر إلى عدم قدرة الصبي على السير أو الوقوف مع الخمول والصداع، وأحيانا يؤدي إلى القيء والإسهال.

وفي ثاني أنواع هذه المواد، تذكر المؤلفة: «المهلوسات»، العقاقير التي تسبب للشخص عملية هلوسة، أي أنه يرى ويسمع ويشعر بأشياء غير حقيقية. كما يعتبر «الكافيين» من المواد الواجب الاحتراس من إدمانها، ويوجد في حبوب البن وأوراق الشاي..

وفي حبوب الكاكاو وجوزة الكولا.والكافيين منبه، وهو سر اليقظة بعد تناول فنجان القهوة أو الشاي حين الشعور بالخمول، وهذا هو المسموح به. لكن أما غير المسموح فهو تناول كميات كبيرة.

وفي نهاية أبحاث الكتاب، تشدد مؤلفته على أن تقوية العلاقات الأسرية وقرب الأهل من أبنائهم، أنجع أشكال المواجهة والحصانة من إدمان الأبناء على المخدرات.

أسباب وأساليب رادعة

تختم المؤلفة كتابها منبهة إلى أنه هناك العديد من المحاذير يجب مراعاتها والتعرف عليها في مسألة التعاطي ومقدماتها، مثل: أن رفيق السوء هو بداية كل شر..يفضي نحو، السيدات الحوامل أكثر عرضة لأضرار الدخان والروائح المخدرة.

كما يمكن تحديد بعض الخطوات التي تساعد على عملية التعافي من الإدمان، ومن بينها: الابتعاد عن رفقاء السوء، تحسين العلاقات الأسرية والاجتماعية، جلسات يومية مع المتخصصين، الابتعاد عن الأماكن التي تذكر المدمن بالإدمان، محاولة تقوية الوازع والإرادة الشخصية.

Email