شعوب الشعب اللبناني.. مدن الطوائف وتحولاتها في زمن الحرب السورية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعنى كتاب «شعوب الشعب اللبناني.. مدن الطوائف وتحولاتها في زمن الحرب السورية»، لمؤلفيه: حازم صاغية وبيسان الشيخ، في موضوع تعدد الطوائف والفئات والأيديولوجيات اللبنانية..

وشرح تفاصيل تتعلق بتحولات الهويات الفرعية في لبنان، وذلك عبر جولة إلى العديد من المناطق اللبنانية، بين أوائل 2013 وأواسط 2014، إذ أجرى المؤلفان جولة صحافية، وكانت انطلاقتها طرابلس ونهايتها مرجعيون. وفي غضون الجولة اكتشفا وجوهاً من ثقافات فرعية وأطلا على وجوه متنوعة من التواريخ المحلية.

يبدأ المؤلفان جولتهما من طرابلس، التي تتميز بتنوعها الطائفي مع وجود أغلبية سنية، كما أن التأزم السني العلوي، وما ينجر عنه من اشتباكات بين منطقتي باب التبانة السنية وجبل محسن العلوية، يشكل نقطة الانفجار المباشرة التي زادها الصراع في سوريا احتقاناً وخطورة.

ويشير المؤلفان إلى أنه ليس صدفة أن روائية من النبطية هي علوية صبح، كانت من سجل في روايتها «مريم الحكايا»، تدهور أحوال النساء في مناخات الحروب والتعبئة ونكوصهن نحو التدين والطائفية، وفي المقابل خفت بريق حزب الله في السنوات الأخيرة..

وتراجع بالتالي تعويضه الأخلاقي عن أشكال البؤس الواقعي، ففي حرب 2006 "لم يفقد أحد شيئاً من بيته.. لقد حافظوا على بيوتنا بينما كانوا يقاومون إسرائيل، ولكن مال التعويض المتدفق، ما لبث أن نما جمهور حزب الله.. بوصفه فئة تخضع السياسي للديني".

ويتطرق المؤلفان إلى الحديث عن جولتهما في منطقة بشري بالقول: والحق أن البشري التي ربما كانت من أصغر أقضية لبنان مارونياً، وأقلها انطواءً على الأقليات بما فيها المسيحية، لا تملك أية حدود مشتركة مع السنة، ويضيفان: أما الثورة السورية فالحديث عنها يرد قواتيي البشري إلى ذاكرة نزاعهم مع الجيش والأمن السوري.

أما عن الشوف، منطقة الدروز، فيستند المؤلفان إلى قول عادل عبد الصمد، النقابي السابق ومؤسس "المنتدى الأدبي" في عماطور: بدأ مسار جديد مع مقتل كمال جنبلاط في مارس 1977، ذلك أن القوات السورية قتلت "شخصية عالمية" هي موضع افتخار الدروز جميعاً، بمن فيهم من لم يؤيدوا جنبلاط. ويبين عبد الصمد أن واحدية الزعامة ولدت مع حرب الجبل الدرزية - المسيحية أوائل الثمانينات من القرن الـ20، فآنذاك شرع يختفي الانقسام اليزبكي - الجنبلاطي الضارب في الانشطار القيسي اليمني.

Email