مصرنا في سعيها نحو مستقبل أفضل

ت + ت - الحجم الطبيعي

يُقدّم كتاب «مصرنا في سعيها نحو مستقبل أفضل»، لمؤلفه د. مصطفى سويف، رؤية نقدية وتحليلية نفسية واجتماعية وافية لمشكلات مصر التعليمية والبحثية وكيفية تجاوزها، ذاك لتتطلع نحو مستقبل أفضل يليق بمكانتها بين دول العالم الحديث، وهي رؤية لا تقطع مع الماضي بل تأخذ أفضل ما فيه لتنطلق منه إلى حل مشكلات الوطن ووضعه على طريق المستقبل.

 ويؤكد د.سويف أن مجتمعنا هذا يعاني من مظاهر التخلف، وهذه المظاهر آخذة في الزيادة بدلا من أن تتناقص مع الأيام، وأن أعباء هذا التخلف تزداد خطرا على مستقبل الأمة، وأن معظم الإصلاح المنشود في هذا المجال لا يحتاج إلى نفقة مالية، ومن ثم فإن الاعتذار باضطراب أمور الاقتصاد غير وارد في شأنه..

كما أنه لا يحتاج إلى استيراد تكنولوجيا متقدمة، وبالتالي فلا عذر لنا أن نتقاعس عنه بحجة أن الغرب بما يملكه من تكنولوجيا متقدمة يبخل علينا بالمساعدة، كل ما يحتاج إليه الإصلاح المنشود هو تكاتف الإرادات الاجتماعية وتتبلور الإرادة السياسية فيصح العزم وينطلق العمل في الاتجاه الذي نرجوه.

ويعرف د.سويف التخلف الاجتماعي بأنه »ما يبدو تباطؤ شديد من جانب المجتمع، مؤسساته وما يرتبط به من وظائف وخدمات، عند مرحلة معينة من مراحل تغيره، سواء أكان ذلك فيما يتعلق بتنظيم المؤسسات أو فيما يخص ما يرتبط منها من وظائف وخدمات.

ويتساءل لماذا يعتبر هذا التوقف تخلفا؟ ويرى لسبب رئيسي مؤداه أن المؤسسات الاجتماعية وما تقتضيه من وظائف وخدمات إنما تنشأ أصلا للتعامل مع مطالب الحياة الإنسانية المختلفة.

ويحدد المؤلف خمسة أبعاد رئيسية للتخلف الاجتماعي أولها التمسك بالشكل على حساب الجوهر وثانيها التبسيط المخل للأفكار، وثالثها الإهدار، ورابعها اختزال الحياة الإنسانية بمعنى تضييق آفاقها وإمكاناتها وخامسها هبوط قيمة الكيف وصعود قيمة الكم.

ويناقش د.سويف مسؤولية تردي البحث العلمي.ومن بين المشكلات الصارخة التي يتوقف عندها د.سويف طويلا، العملية التعليمية إذ يؤكد أن العملية التعليمية تدهورت تدهورا كاد يبلغ تمامه، ويتمثل في أداء الطلاب والمعلمين، وفي أداء الأسرة للأدوار التي لابد من القيام بها مساندة لهذه العملية، وينسحب التدهور أيضا على الأدوات التعليمية وفي مقدمتها الكتاب، كما يمتد ليشمل المباني التي تحتوي هؤلاء جميعا.

Email