لخولة.. 365 أنشودة حب

ت + ت - الحجم الطبيعي

يهدي مؤلف كتاب «لخولة.. 365 أنشودة حب»، الشاعر محمد أحمد السويدي، نتاجه الأدبي هذا، إلى أولئك الذين عبّدوا دروب الحب منذ سالف القرون، من خلال إطلالة على الشعر العربي القديم، إلى طرفة الذي وقف ببرقة ثهمد يندب الطلول وإلى كل طرفة، إلى خولة وإلى كل من سكنت شغاف قلبه خولة...

يشتمل الكتاب، الذي صدر هدية مع عدد مجلة «تراث» الإماراتية الصادر في شهر أكتوبر 2013، على 365 أنشودة حب اختارها وقدم لها السويدي من عيون الشعر العربي القديم، مستحضراً صفحات مشرقة من تراثنا الشعري الثري في مراحله التاريخية المختلفة، على اختلاف أساليب تعبيره وتنوع مكاشفاته وتجسيداته لعلاقة الشاعر العاشق والمتيّم بمعشوقته..

إذ يستطيع القارئ أن يقطف ما يشاء من أزاهير تلك الحديقة الوارفة بعبق قلوب المحبين ونفحات أشواقهم ومكابدات عشقهم، بدءاً من أنشودة الحب الأولى التي ترددت على شفاه الشاعر الضلّيل امرئ القيس، وحتى آخر شعراء الغزل القدماء، مروراً بأبي نواس والمتنبي وجميل بثينة وابن زيدون وابن الفارض.

يستهل السويدي كتابه بكلمة تحت عنوان «أدين بدين الحب»، مشيراً إلى عبث الشاعر امرئ القيس قائلاً: «ما زال شعر الفتى المخاتل الذي خطف الثياب يوم الغدير يضج بالحياة». ويتابع الكاتب مع الشاعر علي بن الجهم: «وما زالت الرصافة والجسر ترددان أشعار من وقف يرقب عيون (المها) الحسان ويطوق أعناقهن بالياسمين». ويلتفت الشاعر السويدي بكلمته إلى فارس بني عبس وعاشق عبلة قائلاً: «وأما شعر الذي ود تقبيل السيوف في حومة الوغى لأنَّها لمعت كثغرها، فقد سار في الآفاق..».

وزع السويدي كتابه على عدد الأبراج الفلكية الإثني عشر، وضع في مطلع كل شهر صورة فنية جميلة ومعبرة عن ذلك البرج، لتشمل المختارات السنة بكاملها، يوماً بيوم. كما اختار هذه الأبراج كإطار فني واجتماعي لهذه اللوحات المرسومة بالكلمات، كما يقول نزار قباني. ومن يقلب صفحات الكتاب بحثاً عن يوم ميلاده، سيكتشف مع أي شاعر يصادف طالعه، وماذا يقول الشاعر في ذلك اليوم. وهذه الطريقة الفنية الجديدة في الكتاب تدعو القارئ للعودة إلى ينابيع الشعر والتراث.

لم يختر السويدي عنوان كتابه «لخولة» من باب المصادفة، فالعنوان المأخوذ من مطلع بيت شهير لطرفة بن العبد (لخولة أطلال ببرقة ثهمد...) لا يخفي معنى الحب الطللي الذي عرف به شعراء العرب القدامى، ولا ينأى عن البعد المأسوي لهذا الحب الذي برح جوارح الشعراء العشاق وأنهكهم وأذلهم في أحيان، حتى وإن كانوا من قامة أبي تمام الذي تحدث عن محنة العاشق في ذل الهوى. وأرفق السويدي العنوان الرئيس بعنوان آخر هو 365 أنشودة حب، في إشارة إلى أن المختارات التي وضعها تمثل أيام السنة، يوماً تلو يوم، ولكل يوم قصيدته التي هي قصيدة حب.

وتبدو المختارات الشعرية أشبه برزنامة عاطفية ملؤها قصائد حب تتوزع العصور العربية كافة. ووفّق السويدي بين سائر التجليات التي عرفها هذا الشعر: شعر الغزل وشعر الحب، الشعر الإباحي والشعر العذري، الشعر الصوفي والوجداني والشعر السافر والهاتك، شعر الشعراء وشعر الشاعرات.

المؤلف في سطور

 محمد أحمد السويدي. أديب إماراتي من مواليد أبوظبي. لديه إسهامات كثيرة في خدمة الثقافة العربية. من دواويـنه الشعرية: موانئ السحر، أحلام وردية. ومن نتاجه الأدبي: يوميات دير العاقول.. سيرة أبي الطيب المتنبي. ومن بين أعماله المترجمة: رحلة إلى شمال البلاد لباتشو، قصائد من العالم.. طاغور، أوفيد، لوركا وغيرهم، إخلاص لأوفيد.

 الكتاب: «لخولة».. 365 أنشودة حب

تأليف: محمد أحمد السويدي

الناشر: نادي تراث الإمارات - مجلة تراث كتاب تراث رقم 21 أبوظبي الإمارات العربية المتحدة - 2013

الصفحات: 197 صفحة

القطع: المتوسط

Email