رحلة ممتعة في عادات وتقاليد شعبية دمشقية

في العرس الشامي.. صفحات في التحاب والتعاضد

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يُقلّب كتاب "في العرس الشامي"، لمؤلفه منير كيال، صفحات من التحابّ والتعاضد، في دمشق، لصور طوتها الأيام أو تكاد، عبر ثلاثة أبواب حملت العناوين الرئيسة التالية: في التحابّ والتعاضد، الخطبة عادات وتقاليد، كتبوا الكتاب وعلقوا الجواب.

ويمثل الكتاب رحلة ممتعة في العادات والتقاليد الشعبيّة الشاميّة، لاسيّما العرس وطقوسه والأمثال والحكم والمأثورات التي تداولها الناس في حي شعبي دمشقي، خلال العقدين الثالث والرابع من القرن العشرين، حول طقوس العرس وحول أمور حياتيّة عــديدة، أبرزها وأهمها حالة تحابّ وتعاضــد أبناء هذا الحي، ووقوفهم مع بعضهم البعض، في الأفراح والأتراح.

فمثل هذه الصورة النبيلة، عاشتها المجتمعات الريفيّة أيضاً، حيث يبرز التعاون حاجة رئيسة للفلاحين، تتجلى في مناحٍ عديدة، منها: إشادة البيوت، المساعدة في الفلاحة والزراعة، جني المحصول، تجهيز المؤونة للشتاء الطويل القارص.

هذه المنظومة الاجتماعيّة في التحابّ والتعاضد والتشارك والتعاون وتحقيق العدل والأمان، كانت تُمارس بتلقائيّة في الريف والمدينة التي كانت تعيش يومها حالة تكوّنها الأول، ذلك لأنها كانت أقرب للريف منها للمدينة بمفهومها الحالي.

يسوق المؤلف في الباب الأول من الكتاب، عناوين رئيسة هي في غالبيتها أمثال شعبيّة، يلج من خلالها إلى تصوير مظاهر التحابّ والتعاضد بين الناس في الحي الشعبي الدمشقي. من هذه الأمثال: طولة البال بتهد الجبال، أول الرقص حنجلة.

أما الباب الثاني فيكرسه كيال لموضوع الخطبة، بدءاً من عملية البحث عن الفتاة المطلوبة، وفق معايير الجمال السائدة آنذاك والمتمثلة بالمنبت الصالح، والسمعة الحسنة، عملاً بالمثل القائل: (الأصل والجدود قبل حمرة الخدود). تشارك في عملية البحث عن هذه الفتاة (الخطابة) و(الداية) أي القابلة.

إضافة إلى (الجاهة) و(الأذن نامة). وهذه الأخيرة تتأكد من جواز الفتاة للشاب أو عدمه، لناحية الرضاع، وهي التي تنظم عملية تعدد الزوجات أيضاً، مع الأخذ بالاعتبار حق ابن العم بابنة عمه. ويسوق المؤلف العديد من الأمثال الخاصة بهذا الموضوع، كقولهم: (البنات أكثر من الهم على القلب) و(القالب غالب).

ويخصص المؤلف الباب الثالث والأخير من الكتاب، لموضوع عقد القران، وتأمين جهاز العرس، والإشكالات التي تحدث بين البائع والمشتري، وعملية نقل الجهاز إلى بيت الزوجيّة، وما يتبع ذلك من احتفالات وليال ملاح.

وفي العموم، يرسم المؤلف في صفحات كتابه، ماهية طقوس العرس الشامي المطبوع بعادات وتقاليد إنسان ذاك الزمن الجميل، مصوراً حالته المعاشة، المفعمة بالصدق والتواضع والتفاني والتعاون وتحابّ أفراد الأسرة وتعايشهم على السرّاء والضرّاء، خاصة في موضوع البحث عن الزوجة المثالية وما يرافق ذلك من طقوس تسهم فيها فعاليات اجتماعية عديدة،.

حيث كان شاب ذاك الزمن يريد العروس مطيعة له ومعينة لأمه ومُحبة لأخوته، سيّما وأنها ستعيش بينهم في بيت العائلة الكبير، على عادة أهل ذلك الزمن. ولتأكيد هذه الصور الاجتماعية الجميلة التي انحسرت أو تكاد من حياتنا المعاصرة، يسوق المؤلف، الحوارات التي كانت تجري بين الناس حول هذه الأمور.

 المؤلف في سطور

 منير كيال. كاتب وباحث سوري. من مواليد دمشق عام 1931. تعلم على يد مشايخ كتاتيبها ثم في مدارسها. تخصص في الحياة الشعبيّة الدمشقيّة. وأصدر حولها العديد من المؤلفات، منها: فنون وصناعات دمشقيّة، الحمامات الدمشقيّة وتقاليدها، حكايات دمشقيّة.

 الكتاب: الكتاب: في العرس الشامي

تأليف: تأليف: منير كيال

الناشر: الناشر: الهيئة العامة السورية للكتاب - دمشق 2012

الصفحات: الصفحات: 440 صفحة

القطع: القطع: المتوسط

Email