ماتيس.. سيد الألوان المتشبّع بإلهام الشرق

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يصنف الرسام الفرنسي هنري ماتيس (1869-1954)، بجانب بابلو بيكاسو، كونه أهم وأبرز فناني النصف الأول من القرن العشرين، لا بل ذهب البعض إلى اعتباره سيد الفن الحديث والألوان، وهذا مع أنه، أساساً، لم ينو أن يكون رساماً، وإنما هو ابن لتاجر حبوب مهيأ للحلول محله. ولم يظهر في البداية، أي نوع من النبوغ على ماتيس، خلافاً لبيكاسو (كان يصغر ماتيس باثني عشر عاماً).

إذ درس القانون لمدة سنتين في باريس، وفكّر ملياً بأن يصبح صيدلياً. وما يلفت في مسيرة ماتيس، أنه، ومن بين كثير من الرسامين المبرزين في الغرب، لم يخف الدور الفعال للشرق في إلهام المبدعين وصقل خبراتهم، إذ طالما قال: «الشرق أنقذنا.. الإلهام جاءني من الشرق».

ومن بين الأعمال المهمة التي رصدت حياة وإبداعات ماتيس، كتاب حوله أعده جورج مديك وأحمد راتب قبيعة، أحاط بتجربته مبيناً أنه في العام 1889 عمل مساعد محام، وفجأة اكتشف موهبته كرسام. وفي العام 1890 ألمّ به مرض أقعده في الفراش، ما دفع والدته لإعطائه علبة ألوان، كي يتسلى بها، وينسى آلام المرض..

وهنا اكتشف ماتيس أن الرسم هو طريقه..فاتخذ قراراً نهائياً بالمضي في هذه الطريق حتى النهاية. وهكذا بدأ أوائل العام 1891 دراسة الرسم في أكاديمية جوليان.ماتيس الانطباعي

في باريس، تعرّف ماتيس على الفنان ماركه، فدرسا معاً في معهد الفنون الزخرفيّة، وسجلا كطلاب لدى الرسام الرمزي غوستاف مورو، لأن أعمال هذا الرسام أثارت إعجابهما. وكان الرسام إميل ويري أحد جيران ماتيس، ومن خلاله تعرّف على الفنانين الانطباعيين، وعُرف عن ماتيس حماسه الشديد لألوان قوس قزح..

وفي العام 1898 ترك ماتيس معهد الفنون الجميلة، وفيه تزوج أميلا باريرا وسافر إلى لندن لمشاهدة لوحات الرسام الانجليزي جوزيف تيرنر، ثم عاد إلى باريس، وانتقل للعيش في جزيرة كورسيكا. وفي هذه الجزيرة رسم مجموعة لوحات، تناول فيها المناظر الطبيعيّة الخلويّة والطبيعة الصامتة. ثم قرر الاستقرار في مسقط رأس زوجته (تولوز).

عودة

في 1901 عاد ماتيس مع أفراد عائلته إلى باريس، حيث واجهته سنوات مالية صعبة.

انهمك في الرسم، وعملت زوجته لدى صانع قبعات. فقرر الالتحاق مجدداً بمعهد الفنون الجميلة، غير أن أستاذ الرسم اعترض على التحاقه بالمعهد كونه تجاوز ال30 «الحد الأقصى لقبول الطلاب»، ما دفع ماتيس للالتحاق بأكاديميّة جوليان، ثم انتقل إلى غيرها. واستمر خلال فترة دراسته في رسم لوحــــات الطبيعة الصامتة ومناظر باريس ووصنع تماثيل مختلفة، وكان لأعمال بول سيزان تأثير كبير عليه.

حياة التعب

لم يتمكن ماتيس وزوجته من العيش ببيع اللوحات والقبعات، فبدأ يقبل طلبات العمل، ولأن صحته لم تكن على ما يرام، فكر التخلي عن الرسم. وهذه الحالة من الإرهاق والتعب انعكست بوضوح في لوحته (ستوديو تحت الافريز)- 1903.

الشهرة والمجد

بعد مرحلة القلق والمرض والفاقة، بدأت حياة ماتيس بالاستقرار. وأخذت تنتشر شهرته كرسام بارع ومهم، ما دفع الناس للتهافت على شراء لوحاته، وأصبح عام 1909 رجلاً ثرياً. فتابع تجربته الفنيّة بثقة. واستمرت الأشكال الزخرفيّة والواقعيّة بالظهور في أعماله الفنيّة، وبقي موزعا بين التجريديّة والواقعيّة.

مبادئ وأفكار

هدف ماتيس إلى خلق التناغم من الأشياء التي اكتشفها، وعبّر عن موقفه في كتاب مذكراته. وعمل بجهد كبير على إنتاج اللوحات الجداريّة، والمشاريع الرئيسة التي طلبت منه. كذلك وضع رسومه التي بدأت بالترف، ضمن رؤية واضحة وبسيطة، مع ميل إلى تجريد اللون والتعلق بالشكل الفني العربي. ومن بين أشهر أقوال ماتيس:

إن لم يكن بإمكاني أن أذهب إلى الحديقة سأجعل الحديقة تأتي إليّ. أريد أن أصنع شيئاً أقرب إلى التجريديّة أريد أن أنقّي وأكثّف الصورة. عند النظر إلى الرسم عليك أن تقطع لسانك. لم أتوقف عن الرسم لمدة خمسين سنة متوالية.

زخارف «أوليس»

تعددت مواهب ماتيس الفنيّة: فله لوحات مطبوعة بوساطة الحجر (ليتوغراف) وأخرى بتقنية التحزيز بسن الإبرة، وغيرها بوساطة الخشب. كذلك زوّد بعض المؤلفات الشهيرة بالرسوم الإيضاحيّة، مثل: كتاب (أوليس) لجيمس جويس، ديوان شعر لمالارميه.

1941

عام 1941 كتب بيكاسو: إذا كانت هناك نقطة حمراء في إحدى لوحاتي فلن تُشكّل هذه النقطة لب العمل، لأني أكون قد رسمت اللوحة بدون أي اعتبار لهذه النقطة، ويمكنك إزالتها دون أن تتأثر اللوحة بسبب ذلك.

ويتابع: لكن في لوحات ماتيس، من غير المعقول أن تزيل هذه النقطة الحمراء مهما صغرت، لأنك بذلك تدمر اللوحة بأكملها.

Ⅶإن لم يكن بإمكاني أن أذهب إلى الحديقة سأجعلها تأتي إليّ

Ⅶ أريد أن أصنع شيئاً أقرب إلى التجريديّة.. أن أكثّف الصورة

Ⅶ عند النظر إلى اللوحة عليك أن تقطع لسانك

Ⅶ لم أتوقف عن الرسم لمدة خمسين سنة متتالية

في السينما

2011

فيلم "تحفة فنيّة"، تمثيل: آل باتشينو، إخراج: الهنديّة ديبا ميهتا، تأليف: دونالد مارتين.

0000

فيلم "ماتيس سيد الألوان الساطعة" للصحافي البريطاني أليستر سووك.

في التشكيل

2016

معرض "ماتيس في الفن التشكيلي" للفنانة التشكيليّة المصريّة لمياء السيد، أهدته بكامله لروح هذا الفنان، تقديراً منها له ولمدرسته الفنيّة.

في الأدب والصحافة

1857

أبدع ماتيس رسوم ديوان "أزهار الشر" للشاعر الفرنسي شارل بودلير.

1943

وضع رسوماً توضيحيّة لمجلة: فيرف «VERVE».

1944

أنجز رسوم ديوان "الحب" للشاعر الفرنسي بيار روسار.

1947

وضع رسوم لكتاب «جاز»: «JAZZ».

2010

معرض (الفنان ماتيس والكتاب المصوّر). أقيم في متحف المخطوطات بمون سان ميشال.

في المسرح

1944

أنجز ماتيس رسوماً لمسرحية "الملكة باسيفاتي"، للكاتب الفرنسي هنري دومونترلان.

معارض

2014

معرض في متحف تيت للفن الحديث بلندن، ضم 130 عملاً فنياً منفذاً بتقنية التلصيق (الكولاج)، أنجزها ماتيس ما بين عامي 1937 و1954.

Email