أكد الروائي والمهندس السعودي ياسر بهجت، صاحب رواية «يقطينيا..العالم القديم»، في حواره مع «البيان»، أن أدب الخيال العلمي في العالم العربي لا يزال يعاني الإهمال وهو ما يشكل خللاً كبيراً ويؤدي إلى نقطة ضعف لدينا في الحقل.

وبين أنه عمل دراسة حول العلاقة بين براءة الاختراع وكمية الاستهلاك المحلي للفرد من الخيال، ليصل إلى نتيجة مفادها أن العلاقة طردية، فكلما زاد الخيال العلمي في المنطقة زادت براءة الاختراعات للفرد، فالدول التي تكثر فيها الاختراعات هي التي يوجد بها الخيال أكثر، ومن هذه الدول أمريكا التي تشتهر بكثرة الإنتاج في مجال الخيال العلمي في مجالات الأفلام والمسلسلات، بينما تعد اليابان أكثر الدول إنتاجاً للقصص المصورة (المانجا)، أما الدول العربية هي أقل الدول إنتاجاً لقصص الخيال العلمي في الإنتاج الأدبي أو التلفزيوني، مما يدل على أن الخيال لديها محدود.

وأوضح بهجت أن نقاشاً علمياً فلسفياً في إحدى الجامعات المتخصصة في التقنيات المستقبلية، حول مصدر التقنية ونشأتها، دفعه لتأسيس شركته (يتخيلون) مع شريكه إبراهيم عباس صاحب الخبرة في مجال التسويق، حيث انقسم النقاش إلى مجموعتين، الأولى تقول إن العلماء والمهندسين في معاملهم المنتجة هم مصدر التقنية، بينما يرى الفريق الثاني أن المفكرين والأدباء الذين يكتبون قصص الخيال العلمي هم مصدر التقنية وبعدها يقوم العلماء بتصنيعها وجعلها حقيقية في مصانعهم.

حضور قليل

وعلى صعيد الأدب ومقارنةً بمجالات الأدب المختلفة، تعد فئة الخيال العلمي الأقل حضوراً حيث كان حصيلة الروايات العام الماضي 20 رواية في المنطقة، بينما أمريكا لوحدها تصدر ما يقارب 800 إلى 900 رواية إضافة إلى الأفلام والمسلسلات والبرامج.

أحد هذه الأسباب هي النظرة الدونية لهذا المجال حيث يعتبره البعض أدباً مرتبطاً بالأطفال والنشء.

وهذا أكد لدى ياسر وشريكه إبراهيم عباس طردية العلاقة بين استهلاك الخيال والإنتاج، فكلما زاد الخيال زاد الإنتاج في الإصدارات الأدبية أو التلفزيونية من أفلام وبرامج ومسلسلات.

فكانت فكرة توسيع آفاق الخيال في العالم العربي هو أحد الأسباب الأخرى التي أدت لوجود الشركة التي يبلغ عمرها 8 سنوات، ونشرت 5 روايات باللغة العربية، و6 روايات باللغة الأجنبية، وترجمت العربية إلى الإنجليزية لتعريف الغرب بثقافة المجتمع العربي من خلال الأعمال الروائية، ويعمل حالياً لتحويل رواية (ح و ج ن) إلى فيلم سينمائي مع تلفزيون الشرق الأوسط إم بي سي، وهناك مفاوضات أخرى أيضاً لتحويل رواية (يقطينيا) لمسلسل تلفزيوني.

الشغف بالخيال العلمي تولد لديه منذ طفولته، وحبه لجهاز الحاسب الآلي، والألعاب الالكترونية التي ارتبط غالبيتها بالخيال العلمي، وحبه لمشاهدة أفلام الكرتون المرتبطة بالفضاء وتحول بعد ذلك إلى القراءة ومتابعة الأفلام والمسلسلات، ولأنه ولد في الولايات المتحدة الأمريكية فعند عودته قرأ لنبيل فاروق وأحمد خالد توفيق التي أشبعت شغفه في هذا الجانب، ولأن أغلب القصص والروايات مستلهمة من الأجانب، وأشهر نتاج عربي هو (ألف ليلة وليلة).

ويحكي ياسر بهجت ل"البيان"، عن روايته "يقطينيا..العالم القديم"، موضحاً أنها تمثل سفراً معمقاً وصرياً في عوالم أدب الخيال. إذ تحاول أن تبني تاريخاً بديلاً مقنعاً وشيقاً. ونتبين أن تفاصيل عالمها صممها الكاتب بدقة هي وشخوصها وتاريخها وحتى خط سير اختراعاتها وأنماطها الحياتية.

ويرى نقاد كثر أنها تمثل بوابة جديدة نوعية في حقل أدب الخيال العلمي العربي، وربما أنها مدخل لسلسلة من الروايات والعوالم.

«تاريخ بديل»

التاريخ البديل هو أحد أساليب الكتابة في الخيال، عندما يقف الكاتب عند حدث تاريخي معين، ويتخيل تأثير هذا الحدث على العالم بشكل مغاير ومختلف لما حدث على أرض الواقع، وهذا الأسلوب موجود لدى العالم الغربي، وهي طريقة تسمح للكاتب بأن يكتب من وجهة نظر تاريخية وثقافية مختلفة، وتسمح للقراء من مختلف دول العالم التعرف على الثقافات الأخرى، وقد أصدرت دار (يتخيلون) رواية من التاريخ البديل اسمها (المتمغنطون)، تجمع شخصيات عربية معروفة في العالم العربي وهي جحا والجاحظ وأشعب الذين يتواجدون في قصر الخليفة المأمون فينهار القصر ليجدوا أنفسهم في إمارة أبوظبي في وقتها الحالي، وتعد هذه الرواية أول رواية عربية في التاريخ البديل.