أصدر الأرشيف الوطني كتاباً جديداً بعنوان: «هكذا تحدثت فاطمة بنت مبارك» لمؤلفته عبلة النويس.
تأتي أهمية هذا الكتاب من كونه استكمالاً لإصدارات الأرشيف الوطني التي توثّق ذاكرة الوطن، وترصد تفاصيل التاريخ الحديث لدولة الإمارات، والذي اتجهت فيه بنهضتها وتطورها لتكون دولة عصرية لها مكانتها بين دول العالم المتقدمة، ويهدف الأرشيف الوطني إلى أن يجعل من الكتاب بمحتواه الثري مرجعاً للفتاة والمرأة الإماراتية بشكلٍ خاص، وللأكاديميين والباحثين في تاريخ دولة الإمارات وتطورها بشكل عام؛ بما يحفل به هذا السِّفْر القيّم من خصال حميدة وصفات أصيلة اتسمت بها «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، ولأنها قدوة للمرأة -محلياً وعربياً وعالمياً- في العمل الوطني والإنساني الجاد والمخلص، ولأن سموها كانت رمزاً للعطاء البنّاء في جميع مراحل حياتها.
إن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رائدة العمل النسائي والإنساني بدولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها بما قدمته من دعم للمرأة من مبادرات ارتقت بها في جميع المجالات.
يسلط الكتاب الضوء على نشأة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، ثم إسهامها إلى جانب القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيّب الله ثراه- منذ قيام الاتحاد في تشجيع المرأة على التعليم والالتحاق بالعمل، وذلك مما ساعد القيادة السياسية في دولة الإمارات على تحقيق المنجزات التي تمتعت بها المرأة على كافة الصعد، وقد أدت سموها دوراً بارزاً في خدمة قضايا المرأة وخدمة أهداف المجتمع الإماراتي في كثير من الشؤون والقضايا المهمة.
ويشير الكتاب إلى أن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لم تنسَ مع كثرة مسؤولياتها مهمتها الأولى بأنها زوجة وأم، فقد كانت دائماً إلى جانب زوجها تسانده في كافة المواقف التي مرّ بها، وكانت أماً مثالية تحمل العبء الأكبر في تربية أبنائها وتنشئتهم على الأخلاق الحميدة والعادات والتقاليد الأصيلة.
ويستعرض الكتاب الحوارات الصحفية التي أجرتها أمّ الإمارات مع العديد من الصحف والمجلات، في قراءة واعية كشف فيها عن الركائز الأساسية التي استند إليها فكر سموها؛ فقد تجلى في حواراتها الشعور الدائم بالتفاؤل والأمل في المستقبل، وتقدير الأسرة، وإيمانها الدائم بأن الدور الأهم للمرأة هو الحفاظ على كيان الأسرة وتربية الأبناء، وقد وضعت التعليم في مقدمة أولوياتها.
وتتسم الحوارات الصحفية التي أُجريت مع سموها بالوضوح والصراحة، والتواضع والتلقائية، وقد كانت سموها تبدي اعتزازها بمسيرة العمل النسائي في الإمارات.
ويوثق الكتاب حوارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لما فيها من حكمة وأفكار مضيئة، ولما أبدته سموها من اهتمام بالمرأة الإماراتية والارتقاء بها؛ فيتوقف الكتاب عند فترة الثمانينيات أو مرحلة التأسيس، وفي ذلك الحين قالت سموها في أحد حواراتها إنها تتطلع إلى يوم تصل فيه نسبة الأمية في عالمنا العربي إلى الصفر، وبذلك بدأت سموها الحملة التنويرية والنهضة النسائية التي ارتقت بالمرأة الإماراتية إلى ما وصلت إليه اليوم.