يخوض الكثير من الشباب الإماراتيون تجربة الكتابة للتعبير عن شخصياتهم وإثبات أنفسهم، قد يستمر البعض، والبعض الآخر يتوقف في وسط زخم الإصدارات الجديدة التي تكون سنوية في بعض الأحيان، لكن الكاتب والإعلامي وليد المرزوقي أثبت جدارته عبر الإصدارات السنوية التي تحمل جزءاً من المعرفة والدعم للشباب.

كتب ومطالعة

رغم أنه لا يمكن أن نعود إلى الوراء لتغيير قراراتنا الخاطئة، إلا أننا يمكن أن نبدأ من الآن بصناعة بداية جديدة، إذا انتهى شيء ما، فلا تهدر وقتك في التمسك والتفكير فيه فترة طويلة، فالحياة أكبر من هدرها في الندم والتحسر على تجربة لم نوفق فيها، هذا ما تناوله الكاتب في إصداره الأخير بعنوان «فن النهوض»، وفي حديثه لـ«البيان» يقول الكاتب وليد المرزوقي وهو مقدم لبرنامج حواري أيضاً إن حبه وشغفه بالقراءة من الصغر شجعاه على تكوين شخصية محبة للمعرفة والقراءة فكان يكتب الخواطر وبعض المواضيع الخاصة بالأدب والثقافة، يقول: تطور لدي حسُّ القراءة من خلال والدي، فقد كنت أقرأ كتبه الكثيرة التي كان يحضرها إلى المنزل بين فترة وأخرى، وأجد نفسي أنجذب لأي مكان فيه كتب ومطالعة لأجلس وأتصفح الكتب وأستمتع بأجواء المكان؛ سواء كان ركن قراءة في مقهى أو مكتبة كبيرة في مركز للتسوق.

نعم نستطيع

ويتابع: «فن النهوض» هو إصداري الرابع وقد كان لي إصدارات أخرى تحمل عناوين مختلفة هي: «نعم نستطيع» وكان يجمع 25 شخصية تجمع خصال النجاح والتفوق. وكتاب آخر بعنوان «التفوق الإماراتي» ويتحدث عن تجربة الإمارات قبل الاتحاد وإلى الآن.

إضافة إلى كتاب «جرعات السعادة» الذي حقق نسباً كبيرة من المبيعات والانتشار والنجاح، أما إصداري الأخير «فن النهوض» فهو مجموعة خواطر ومواقف وتجارب أو قراءات مختلفة من التاريخ والفكر والفلسفة والثقافة، وجميعها تشجع على النهوض مرة أخرى لو وقعنا في أخطاء من خلال حياتنا وممارستنا اليومية، ويضم الكتاب 20 فصلاً و20 موضوعاً منوعاً، مثل التغلب على المرض والتعافي من الأمور العاطفية وغيرها من المواضيع التحفيزية المختلفة، وهو دعم للكثير من الشباب ليكونوا أكثر إيجابية، إضافة إلى أن الكتاب يحتوي على أفكار للتغيير وأن يبدأ الشخص حياته من جديد.

وعن رأيه في حرص الشباب على إنتاج إصدارات سنوية تشارك في معارض الكتاب بالدولة، قال: هي ظاهرة جيدة وإيجابية، فمن خلال هذا الزخم الكبير من الإصدارات والكتب ستنتج شخصيات قوية تكتب في الأدب مثل نجيب محفوظ والعقاد، حيث كان هؤلاء يصدرون كتباً كل 4 شهور تقريباً، وقد لا تكون كل الكتب ناجحة، ولكن الاستمرار في العطاء والإنتاج يخلق كتّاباً متمكنين.

جيل محظوظ

وأشار المرزوقي إلى أن جيل اليوم محظوظ جداً، فهناك دعم ثقافي وسط مشاريع ومبادرات ثقافية تتبنى الشباب فهو جيل ذهبي، لأنه خلق وسط حكومتنا الرشيدة التي تدعم دور النشر والتوجهات الثقافية، إضافة إلى الإعلام الذي يبرز الكُتَّاب الشباب ويتحاور معهم، وكذلك المؤسسات الحكومية التي تستضيف مجموعة من الكتاب بين فترة وأخرى لتعزز دورها الثقافي والمعرفي، فعلاً نحن نعيش العصر الذهبي، وذلك سينتج مجموعة من الكتاب والأدباء مستقبلاً.

برامج ملهمة

وعن هدفه من القراءة يقول: عندي مخزون ثقافي وعلمي ومعرفي وأحب أن أشارك فيه الناس، فالبعض قد لا يقرأ الكثير، ولكن تنوعي في القراءات في التاريخ والسياسة والفكر والأخلاق والقيم وتطوير الذات وأحاول أن أجمعها في مادة بسيطة تنزل في كتاب واحد، كما أنني أكتب لحبي للمشاركة مع الآخرين، والمعرفة التي اكتسبتها خلقت عندي مخزوناً ثقافياً ومعرفياً أسرد من خلاله التجارب والقصص الجميلة الملهمة والنموذجية لتعلم المزيد من القيم في الحياة.

وأكد المرزوقي أن حضوره في الإعلام المرئي هو تأكيد لدوره في الحياة، فالكاتب يعد راوياً ويتكرر هذا الدور مرة أخرى في وظيفته الإعلامية فهو أيضاً يروي بالصوت والصورة، وقد يجد نفسه مستقبلاً في تقديم برامج ملهمة فيها رواية أو تجربة أو قصة متميزة تروى بشكل شيق.