رواية تعبر حواجز التناقض في قصص الواقع

يعود الكاتب الإماراتي نوّاف المنصوري المولود بإمارة رأس الخيمة عبر روايته الجديدة تحت عنوان «لاخطاوينا» بحنين الإلهام إلى الماضي الجميل عقب روايته الشهيرة «مع رائحة المطر» وإصداره كتاب خواطر قصصية بعنوان «وآثرت الغياب»، مرتدياً بها ثوباً آخر من فصول الرواية الواقعية التي تحتضن الحنين والذكريات والحب بين حروفها المضيئة بصوت كاتب جريء في الطرح والأسلوب القصصي، ما يبشر بولادة نجم يبحث عن مكان له وسط زحام الروايات العتيقة وحديثة الطراز.

مشيراً إلى أن روايته الجديدة لم تخرج عن وحي روايته السابقة، التي استوحى أحداثها من الواقع، وإن لم تكن كلها من وحي الحقيقة؛ لأن الواقع يظل أغرب من الخيال - على حد وصفه -.

مزيج

وأوضح المنصوري في تصريح لـ«البيان» خلال توقيع الرواية أخيراً في معرض الشارقة الدولي للكتاب، أنه لم يقصد في أحداث قصته أشخاصاً أو مجتمعات أو مكاناً معيناً، ولكنه جمع مزيجاً متجانساً من التفاصيل الحقيقية بنسبة 100% لطرح أسمى وأقدس العلاقات الإنسانية، وهو الحب، عندما يعيش بين جنبات العنف والتنمر وآلام الفراق، حيث طرح عبر الأحداث تصارع هذه العاطفة، حينما نكتشف في كثير من الأحيان أن اتخاذ قرار في زمان ومكان ما قد يكون خاطئاً في نظر الكثيرين، ولكنه قد يكون في وقته الصحيح، ويظل أصعب قرار، وخصوصاً حينما لا تلتقي خطواتنا بمن نحب وما نرغبه، مؤكداً أن هذه المشاعر لا تتناقض أبداً في المحاولة الجادة لمعرفة أسرار الذات وخفاياها في الوصول إلى الراحة، وإن تم إدراك ذلك متأخراً.

وأشار إلى أن روايته الجديدة تتكلم عن قرار تتخذه امرأة تدعى «لولوة» تصطدم بمرآة الحياة التي أخذت منها الكثير بما فيه رفقة من تحب وكيف ستتحمل نتائج هذا القرار، لافتاً إلى أن الرسالة التي يحب إيصالها للقراء من الرواية أن الحب لا يموت مهما بلغ فينا من العمر ومهما مرت تلك الأيام التي قد جعلت من اللقاء به مستحيلاً، وأن الحب لا يكتمل في ارتباطنا بما نحبه ونرغبه في هذه الحياة، وإن كان هو السبيل لراحتنا الأبدية، فهو مؤمن بأن هذه الرواية تمس كل بيت وكل أسرة.

لغة

وما يجدر ذكره، أن الرواية كُتبت بأسلوب الفصحى السهلة بطريقة حوارية ممتزجة مع بعض العبارات الشعرية، مما يجعلها سهلة وقريبة إلى قلب من يقرأها.

وبيّن المنصوري أن الرواية عبارة عن تجربة عاطفية تجعلنا نحكي بلسان الأشخاص الذين نعيش معهم، والكاتب مهما ابتعد عما هو موجود في حياته لا بد أن يكون موجوداً في مكان ما مما يكتب، حيث حاول بهذه الطريقة أن يعود إلى الماضي لكل شخص من أشخاص الرواية، وفي الوقت نفسه وضع لمسات الواقعية بأسلوب فلسفة الحياة بعيداً عن التعقيد والجمود لكي تصل بسلاسة إلى قلب القارئ، بحيث يشعر بمجرد قراءتها كأنها جزء منه قبل أن تكون مجرد قصة فقط.

كاشفاً عن خطة مستقبلية لكتابة روايات أخرى وخصوصاً إن كان يملك فكرة أو قضية يرغب في مناقشتها من خلال كتاباته بطريقة روائية أو على شكل خواطر.

قيمة

ومن جانب آخر، أكد قائلاً: «أنا كاتب ما بين جيلين يجمع ما بين المشاعر القديمة وأسلوب الكتابة العصرية، حيث إنه يمكن القول إن الماضي أفضل، فربما الجيل القادم يقول عنا بأننا أفضل منهم وهكذا، لذا يجب إعطاء كل فترة تاريخية حقها، فأنا أتمنى أن ينظر إلى القيمة الفنية لإنتاج الكتاب وبالتحديد المبتدئين دون التركيز فقط على آلية ومواقع الترويج له».

الأكثر مشاركة