الأدوية المضادة لعوامل النخرAnti-TNFα (الأدوية البيولوجية)

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بقلم الدكتور وليد الشحي استشاري أمراض الروماتيزم في دبي

الأدوية المضادة لعوامل النخر(ANTI-TNFα) هي فئة من الأدوية التي يتم استخدامها منذ أكثر من 16 عاماً في علاج أمراض التهابات المفاصل. فهي تستخدم في جميع أنحاء العالم لعلاج حالات مثل التهاب المفاصل الروماتيزمي (الرثوي)، التهاب المفاصل الصدفي، التهابات المفاصل لدى الأطفال،التهاب القولون كرون، التهاب الفقار اللاصق ومرض الصدفية. هذه الأدوية فعالة و قادرة على تقليل حدّة الالتهاب ووقف تطور المرض.

تكافح هذه الأدوية المواد المستهدفة للمفاصل(TNFα)  والتي تسبب نخراً في المفاصل والغضاريف وبتجمعها المتزايد في المفصل قد تسبب ورماً واضحا ًفي المفصل المستهدف, أو ازدياد الطفح الجلدي وانتشاره كما يحدث في مرضى الصدفية أو تقوم بمهاجمة الأمعاء الدقيقة كما يحدث في مرض كرون أو ازدياد آلام الظهر والمفاصل في التهاب الفقار اللاصق.

أنواعها

خلال ال16 سنة الماضية قامت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ووكالة الأدوية الأوروبية بالموافقة على ترخيص خمسة أنواع مختلفة من العقاقير المضادة لعوامل النخر لعلاج التهاب المفاصل الروماتيزمي والتهابات أخرى و التي لم تستجب إلى واحد أو أكثر من العقاقير التقليدية المضادة للروماتيزم.

ويجب الإشاره أنه يتم علاج معظم المرضى الذين يعانون من مرض ذو النشاط الخفيف أو المتوسط بعقار الميثوتركسات قبل إضافة أو التحول إلى الأدوية المضاده لعوامل النخر.

قد يقوم طبيبك في بعض الأحيان بتجربة عدّة أدوية تقليدية في نفس الوقت أو كل على حدا قبل الانتقال لمرحلة العلاج بالأدوية البيولوجية. وقد أشارت جمعية المفاصل الأوروبية بأنه بامكان طبيبك إضافة دواء الكورتيزون في بداية العلاج للوصول لتحسن سريع وتحكّم أفضل بحدّة الالتهاب.

كما قد يقوم طبيبك بأعطائك حقن كورتيزون موضعية أو مفصلية أو عضلية أذا تطلب الأمر ذلك. وقد أجمعت الدراسات أن الجمع بين الدواء التقليدي والدواء البيولوجي يؤدي لنتائج أكثر أيجابية من أخذ كل منهما على حدا.

ويجب الإشارة  أن هذه الأدوية قد تعالج المرض بنجاح ولكن لا تشفي من المرض بشكل نهائي. هذه الأدوية هي : أنبريل, هيوميرا, ريميكيد, سيمبوني و سيمزيا

مكوناتها

مواد نخر المفصل هي مواد تنتج من قبل النظام المناعي للمريض المصاب ممن ما ينتج عنه التهاباً في الجسم. في حال الأفراد الأصحاء، يتم حظر الزائد من هذه المواد في الدم بشكل طبيعي، ولكن في أولئك الذين لديهم أمراض مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، تكون مستويات هذه المواد أعلى من المستوى الطبيعي في الدم ويؤدي ذلك إلى ظهور أعراض الالتهاب واستمرار الأعراض بشكل مستمر.

كيفية أخذ هذه الأدوية؟

هناك طريقتان رئيسيتان لأخذ هذه الأدوية في الوقت الراهن, أما عن طريق الحقن تحت الجلد كما هو الحال مع الأنبريل والهيوميرا والسيمبوني والسيمزيا

الدواء

كيفية أخذه

عدد مرات حقنة في مرضى الروماتويد

متى يتوقع التحسن

ملاحظات عامة

الأنبريل

تحت الجلد

50 ملجم مره في الأسبوع

خلال أسبوعين الى3 أسابيع

قد تزيد الجرعه في مرضى الصدفية

الهيوميرا

تحت الجلد

40 ملجم كل أسبوعين مره

خلال أسبوعين الى3 أسابيع

قد تزيد الجرعه في مرضى الصدفية والتهابات الأمعاء

السيمبوني

تحت الجلد

50 ملجم مره كل 4 أسابيع

خلال أسبوع الى أسبوعين

 

السيمزيا

تحت الجلد

200 ملجم كل أسبوعين مره

خلال أسبوع الى أسبوعين

 

الريميكيد*

في الوريد

3 ملجم لكل كلجم كل شهرين مره

خلال أسبوعين الى3 أسابيع

في بعض الحالات قد تزيد الجرعة الى 5-10 ملجم/ كجم



*يعطى دواء الريميكيد في البداية في اليوم الأول ثم بعد مرور أسبوعين والجرعه الثالثة بعد 4 أسابيع من الجرعه الثانية(0,2, 6), ويعطى بعد ذلك كل 8 أسابيع. بامكان الطبيب زيادة الجرعة حسب حاجة المريض, كما أن بامكانه تقريب الجرعات أي: كل 7 أو 6 أو 5 أو 4 أسابيع حسب ما تتطلبه الحالة.

المضاعفات المحتملة

 

أكثر المضاعفات حدوثاً هي حساسية الجلد الموضعية مكان حقن الدواء, وقد يشكو المريض من حساسية موضعية وحكة وأحمرار. قد تدوم هذه الحساسية لأسبوع في المتوسط, ولكن بعض المرضى الذين يأخذون دواء الريميكيد قد يصل الحال الى تورم الشفتين وصعوبه في التنفس وانخفاضاً في ضغط الدم.

ولكن أكثر المضاعفات الجانبية أهمية, هي زياده نسبية في حدوث الالتهابات الفيروسية البكتيرية وأهمها مرض السل (الدرن) والالتهابات الفطرية. في بعض الأحيان تكون هذه الالتهابات شديدة الحدّة. في الجانب الأخر, وجب التأكيد أن نسبة حصول هذه المضاعفات قليلة بنسبة تتراوح بين 0.0006 الى 0.01 في المائة.

لذلك يتم فحص المريض عن مرض السل بفحص الدم Quantiferon  و أحياناً قد يضيف طبيبك أشعة الصدر وفحص الجلد. واذا كانت نتيجة الفحص إيجابية, فلا يعني ذلك أن المريض مصاب بالسل, ولكن في أغلب الأحيان تعني أنه حامل لمضادات المرض وأنه لايعدي من حوله. وقد يكون قد أصيب به في سفره أو بوجوده بمكان مغلق مثلا.

ان تم اكتشاف احتمال وجود مرض السل من النوع الخامل, سيقوم طبيبك باعطائك دواء آيسونازايد وفيتامين ب6.يجب الاشارة كذلك  أنه يتم فحص مضادات التهاب الكبد الوبائي ب قبل البدء بالعلاج كإجراء روتيني.

يجب عدم أخذ الدواء البيولوجي إذا كان المريض يعاني من حمى أو التهاب بكتيري أو فيروسي. يجب أخذ العلاج المناسب حتى الشفاء من الحمى أو الالتهاب البكتيري قبل البدء في الدواء البيولوجي مرة أخرى.

موانع الاستعمال

يمنع أخذ الأدوية البيولوجية في حال:

1.هناك تاريخ شخصي أو عائلي بالأمراض الخبيثة

2.تاريخ شخصي أو عائلي بمرض التصلّب اللويحي العصبي

3.الأشخاص اللذين يعانون من فشل في القلب

4. كان هناك التهاب بكتيري مزمن نشط

5.إذا كنت تعاني من تليف رئوي

6.أخبري طبيبك عند وجود حمل

هل هناك فحوصات دورية؟

زيارة أخصائي المفاصل بشكل مستمر حتى عند عدم الإحساس بألم ضرورية. وقد تكون هذه الزيارات كل شهر أو 3 أشهر أو أكثر, وسيحدد طبيبك الموعد القادم المطلوب حسب حاجة الحالة مع طلب فحوصات دورية للدم والكبد والكلى ومؤشرات نشاط المرض بجانب الفحص الأكلينيكي.

الملخص

الأدوية المضادة لعوامل النخر هي أدوية حديثة ومتطورة تستخدم لعلاج أمراض التهابات المفاصل وبعض أمراض التهابات الأمعاء. هذه الأدوية لا تؤدي لشفاء تام من المرض ولكنها الأفضل في الوصول لنتائج سريعة وتحكم جيد بالأعراض.

يجب أخذ الحيطة أن هناك موانع من استعمالها في بعض الأحيان, ولا تتأخر في أخبار طبيبك بأي أعراض حمى أو التهاب بكتيري خلال فترة استعمال هذه الأدوية. راجع طبيبك أيضاً لاجراء أي جراحة أو قبل أخذ أي تطعيم لكي يحدد لك إن كان أخذه آمناً خلال فترة العلاج. مراجعة طبيب المفاصل الدورية والالتزام بها يعتبر من أهم أسباب النجاح خلال رحلة العلاج.
 

Email