الاندومتريوز أو بطانة الرحم الهاجرة أو داء الإنتباذ البطاني هو عباره عن تواجد للخلايا المشابهة للخلايا الموجودة في بطانة الرحم خارج جوف الرحم وتتأثر بالهرمونات المبيضية كما الموجودة في بطانة الرحم.
الدكتور عبد الرحمن الجابي اختصاصي الأمراض النسائية والولادة والعقم في مجمع نايس كير الطبي في دبي يجيب عن هذه الأسئلة:
أماكن التواجد:
بشكل عام أكثر المناطق تواجداً في الأماكن القريبة من الرحم:
المبيضيين -البوقين-جدار الرحم الأمامي والخلفي -جدار المثانة -جدار المستقيم ....
كما تشاهد أحياناً في أماكن بعيدة:
كالسرة -الكبد - ندبات العمليات النسائية السابقة كالقيصرية واستئصال الأورام الليفية - كما تتواجد نادراً في أماكن بعيدة
جداً كمخاطية الانف أو البلعوم الأنفي ...
الأعراض:
العرض الأول: رغم أن بعض حالات الاندومتريوز تكون لا عرضية فإن العرض الرئيسي والموجه نحو التشخيص هو الألم الحوضي والذي يكون غالبا مترافقاً مع اليوم الأول والثاني للدورة ويظهر هذا الألم بعد فترة من الزمن قد تكون لسنوات بعد مرحلة البلوغ وقد يكون هذا الألم على شكل آلام حوضية مستمرة ومترافقة مع ألم عميق أثناء العلاقة الزوجية وذلك في الحالات المتقدمة مع تشكل التصاقات حوضية شديدة.
العرض الثاني: الذي يساعد في التوجه نحو تشخيص الاندومتريوز هو تأخر حدوث الحمل او العقم المترافق مع ألم أثناء الدورة
حيث أن الاندومتريوز بإحداثه للالتصاقات حول البوقين يمنع وصول البيضة للرحم وقد يؤدي بالحالات الشديدة إلى انسداد كامل
في البوقين إضافة إلى تأثيره بآلية هرمونية مناعية على منع تعشيش البيضة الملقحة حتى في حالات طفل الأنبوب والتي نتجاوز فيها العائق البوقي.
كيف يتم التشخيص؟
إن الاستجواب الدقيق والفحص السريري غالباً ما يؤدي إلى التوجه نحو تشخيص الاندومتريوز ومن الوسائل الأخرى المساعدة
الفحص بالأمواج فوق صوتية التي تكشف ما يعرف بالكيسات الشوكولاتية وهي من الصفات المميزة لكيسات المبيض الاندومتريوزية.
ومن الوسائل الاخرى المساعدة إجراء الفحص المخبري للواسم الورمي CA-125 الذي يرتفع في حالات الاندومتريوز كما يرتفع في بعض الحالات المرضية الأخرى والذي له أهمية خاصة في متابعة تطور الحالة والاستجابة للمعالجة.
لكن التشخيص الأكيد والمثبت لا يتم إلا بالرؤية المباشرة سواء اثناء التنظير البطني لكشف أسباب العقم او أثناء الجراحات العادية وتأكيد التشخيص بالفحص النسيجي لهذه الآفات.
ما هي طرق العلاج؟
طرق العلاج مختلفة وذلك حسب حالة وعمر المريضة وشدة الحالة ورغبتها بالإنجاب.
العلاج المحافظ:
- العلاج المحافظ بعدم إعطاء أي علاج وذلك في الحالات الخفيفة حيث ثبت بالدراسات أن نسبة حدوث الحمل بدون علاج ٧٢٪ من المعالجات الاخرى المحافظة.
- العلاج المحافظ الدوائي:
ويقوم بإعطاء أدوية تقوم بإيقاف الدورة الطمثية لمدة ٦-١٢ شهر وذلك بإحداث حالة من الضمور والتليف في المناطق الاندومتريوز ويتم ذلك بإعطاء مانعات الحمل الهرمونية بشكل متواصل او بإعطاء مركبات البروجسترون سواء عن طريق الفم أو الحقن العضلية المديدة التأثير، أو بإعطاء مثبطات الغدة النخامية، ولكل من هذه المعالجات تأثيراتها الجانبية والتي تختلف من حالة الى أخرى.
- العلاج المحافظ الجراحي:
وذلك في الحالات الخفيفة وحين الرغبة بالحمل حيث يتم كي أو تخثير البقع الاندومتريوزية وفك الالتصاقات واستئصال الكيسات الشوكولاتة.
- العلاج الجذري الجراحي:
وذلك في حالة كبر سن المريضة وعدم رغبتها بالإنجاب وذلك باستئصال الرحم والملحقات كاملة.
هل هناك مضاعفات؟
رغم أن هناك حالات لا تستدعي المعالجة فإن إهمال الحالة قد يؤدي إلى زيادة نسبة الاختلاطات وتفاقم الحالة وتقل نسبة نجاح العلاج وخاصة بالنسبة لموضوع الحمل حيث أن المعالجة المناسبة تؤدي بشكل عام إلى تحسن فرص الحمل بين ٢٥ -٥٠ ٪.
هل يمكن ان تعود الحالة بعد علاجها؟
نعم حيث ان النكس وارد في حالات الاندومتريوز بسبب:
إن المعالجة الدوائية غير فعالة أو غير كافية أو بسبب وجود بعض البؤر الغير مرئية أثناء المعالجة الجراحية تنشط مجدداً لذا نقوم بإعطاء علاج يوقف الدورة الطمثية لمدة ٤ - ٦ اشهر بعد الجراحة.
هل هناك أي علاقة بين الاندومتريوز والبدانة؟
ليس هناك أي علاقة بين الاندومتريوز والبدانة فأسباب الاندومتريوز لا تزال غير واضحة تماماً فمعظم الاسباب خلقية لها علاقة بالتطور الجيني كما أن هناك علاقة لانقلاب الرحم الخلفي بتسببه بإحداث نوع من العود الطمثي الراجع كذلك فإن هناك بعض الحالات المكتسبة بعد العمليات الجراحية النسائية.
كلمة أخيرة:
إن حالة الاندومتريوز هي حالة سليمة تماماً ولكن تميل للنكس.
إن المراجعة المبكرة والتشخيص وإعطاء العلاج المناسب والفعال يؤدي إلى أحسن النتائج.
ليس هناك طرق للوقاية وإنما المراجعة المبكرة للطبيب عند ظهور الأعراض يساعد على العلاج بسهولة.