الورم الليفي الرحمي هو أكثر الأورام الحميدة أو السليمة عند النساء حيث تصل نسبة حدوثه الى ما يقارب ال ٢٥-٣٠ ٪ من النساء بعد سن ال٣٥ سنه وهي نسبه عالية ، مع ذلك فإن كثيراً من النساء يشعرن بالخوف والقلق الشديد لمجرد ذكر كلمة ورم ليفي أو وجود ليف على الرحم حيث يتبادر الى الذهن الخوف من الامراض الخبيثه أو الخطيرة أو الحاجة إلى استئصال الرحم مباشرة .
هنا تأتي مهمة الطبيب في شرح ماهي طبيعة الورم الليفي كما أن نسبة الخباثه نادره جداً وليس من الضروره دائما اللجوء إلى عملية استئصال الرحم .

وفيما يلي اجابات شافية لتساؤلات هامة يجيب عنها الدكتور عبد الرحمن الجابي اختصاصي امراض النساء والتوليد والعقم عند النساء في مجمع نايس كير الطبي بدبي :

ماهي الأعراض والمظاهر السريريه للأورام الليفيه ؟
تتباين الاعراض والمظاهر السريرية كثيراً وذلك حسب حجم أو موقع أو عدد الأورام الليفية...
ففي كثير من الحالات قد يكون الورم الليفي لا عرضي يكشف بالصدفة لدى استقصاء بعض الحالات سواء النسائية أو غير النسائية.
النزف الطمثي هو العرض الأول والأهم سريرياً والمقصود هو زيادة كمية الدم المفقود أثناء الدورة الطمثيه ، وغالبا ما تكون هذه الزياده تدريجيه وهنا تكمن المشكله حيث يعتبرها كثير من النساء حاله طبيعيه الى أن تصل درجه كبيره أحيانا من فقر الدم وما يرافق ذلك عادة من مظاهر التعب والإرهاق وتسرع القلب . يكون النزف غالبا أكثر غزارة في اليوم الثاني والثالث ويرافقه أحيانا آلام بطنيه مع خروج خثرات دمويه كبيره .
أما في حالة وجود ورم ليفي قريباً من جوف الرحم ولو كان صغير الحجم فقد يؤدي الى حدوث نزف خفيف
في الفترات بين الطموث وخاصة اثناء الجهد .

العرض الثاني هو الألم :
إن الأورام الليفيه التي تكون على سطح الرحم أو ما تسمى بالأورام تحت المصليه قد تصل لأحجام كبيره دون أن تنتبه إليها السيدة والتي قد تعزى الى نوع من البدانة قد تكشف عرضاً عندما تراجع السيده لشعورامتلاء بالبطن أو بسبب الالم الناجم عن أعراض ضغط الورم على الاعضاء المجاوره والتي تتظاهر حسب مكان الانضغاط :

آلام اسفل الظهر بسبب الضغط على الاعصاب الحوضيه.
تعدد بيلات اواحتباس بولي أحياناً او آلام كلويه بسبب الضغط او إعاقة مرور البول عبر الحالبين .
تورم في أحد الطرفين السفليين او الإثنين معاً بسبب الضغط على الأورده الدموية العائده من الطرفين السفليين .

ولكن في بعض الاحيان قد يكشف الورم الليفي عرضاً خلال الإستقصاءات المجراة لتأخر الحمل اوالإنجاب وهنا أحب أن أنوه إلى أن الورم الليفي له عدة تأثيرات على الحمل وحدوثه فقد يمنع الحمل وذلك بإغلاقه للبوقين عن طريق الضغط أو بتغيير الوضع التشريحي للبوقين فيمنع بذلك وصول البيضه إلى الرحم ، وقد يلعب الورم الليفي أيضاً دوراً في منع تعشيش البيضة الملقحة كما قد يلعب دوراً في حدوث الإسقاطات في الأشهر الأولى للحمل .
ومن التأثيرات الاخرى للأورام الليفيه على الحمل أنه قد يعيق الولاده الطبيعيه اذا كان توضعه في القسم الاسفل للرحم كما وقد يكون سبباً لبعض حالات النزف بعد الولاده.

ماهي طرق معالجة الأورام الليفيه الرحميه ؟
في كثير من الاحيان لا يحتاج الورم الليفي لأي معالجه ويكتفى فقط بالمتابعه والمراقبه ولكن عندما يصبح عرضياً ويشكل مشكله للسيدة عندها نلجأ للمعالجه والتي هي جراحيه بالدرجه الأولى سواء بالتنظير أو طرق الجراحه العاديه حسب خبرة الطبيب وهنا أحب ان أؤكد أنه ليس بالضرورة أن تكون المعالجه باستئصال الرحم .
أما المعالجات الدوائيه فهي مؤقتة حيث تقوم بإحداث نوع من الإنكماش في الورم أو الحد من انكماشه .
إحدى طرق المعالجه الحديثه هي المعالجه بالتصميم وتكون في حال وجود ورم وحيد وتتم فقط في مراكز متخصصه خاصه حيث يتم منع الترويه الدمويه عن الورم وذلك باطلاق صمامات صنعيه عبر قثاطر خاصه تصل إلى الشريان المغذي للورم.

ماهي النصائح التي نقدمها للسيدات ؟
تعتبر الوقايه والكشف المبكر من أهم أسباب نجاح العلاج في كافة الإختصاصات الطبية
 تنصح السيدات بمراجعة طبيب النسائية في حال حدوث اي اضطراب فينظام الدوره أوحدوث زياده في كمية الدم الطمثي أو نزف تناسلي خارج أوقات الدوره أو حدوث أي ألم حوضي أو بطني خاصة إذا كان له علاقة بالدوره الطمثية .
كما تنصح السيدات وخاصة من تجاوزت سن ال ٣٥ سنه بإجراء زيارة دوريه على الأقل مرة واحده في حتى وإن كانت لا تشكو من أية أعراض .