موسيقي أميركي وجد غذاءه الروحي في الإسلام

كنت مسيحيًّا. هذا صحيح. نشأت في طفولتي وسط نظام يشبه النظام العنصري في جنوب إفريقيا، فكان هناك عنصرية في أميركا وفصل للأجناس، وعلى الرغم من أنني كنت مسيحيًّا كان يحدث في الكنيسة يوم الأحد تفريق، فكان يجلس البيض في مكان والسود في مكان، ولا يتقبلون المسيحيين السود.

هذا ما يتحدث به مهدي براي القيادي والناشط في الولايات المتحدة والذي اعتنق الإسلام قبل أربعين عاماً، وهو المولود في العام 1950م.

العدالة الاجتماعية

ويروي براي قصة إسلامه، بعد أن عاش محاكاة عقلية، كمن يبحث عن الحقيقة لسنوات طوال، فيقول: هذه العنصرية كان لها تأثير كبير عليَّ كطفل، وكان يتم قذف منزلي بالحجارة من قبل جماعة عنصرية لم تكن ترغب في تواجد السود في المنطقة، فأصبحت طوال حياتي مهتماً بالعدالة الاجتماعية، وذهبت إلى كثير من الأماكن في رحلتي للبحث عن العدالة؛ حركة الحقوق المدنية في الكنيسة، الحركة الوطنية في إفريقيا، والحركات اليسارية الاشتراكية وغيرها، وأخيرًا فكرت في الرأسمالية عندما بدأت عملي في موسيقى الروك أند رول.

تعلمت الكثير من الأشياء من خلال الدخول في هذه الحركات، على الرغم من هذا شعرت أنه ما زال هناك فراغ في قلبي، وعندما عملت في موسيقى الروك أند رول مع نجوم الروك، صار لدي الكثير من المال وثروة كبيرة وطائلة، لكن على الرغم من ذلك قلبي كان لا يزال فارغًا.

الكتاب

وفي أيام دراستي في الكلية أعطاني صديق باكستاني نسخة من المصحف الشريف مترجمة معانيه إلى الإنجليزية، كانت مغطاة بكيس من البلاستيك، وقال لي: "سوف يساعدك هذا الكتاب. سأعطيه لك، لكن عدني بشيء، اغسلْ يديك قبل القراءة فيه، وضعه في مكان نظيف، لا تدخل به الحمام، ولا تتركه أو تضعه على الأرض". وقد وعدته هذا الوعد، وأعطاني ترجمة "يوسف علي" لمعاني القرآن، وحملته معي لكل مكان ذهبت إليه لمدة سبع سنوات، وعندما كنت في مهنة الروك أند رول كنت أقرؤه من وقت لآخر، لكن لم تدخل الكلمات قلبي بعد. وفي أحد أيام عام 1972م، وقفت أمام المرآة، وأخذت أنظر وأتذكر نفسي وأنا ذلك الطفل الصغير، وبدأت أفكر فيما علّمه لي والدي وأمي: الصدق، النزاهة، احترام المرأة، الحياء. كل هذا قد ذهب مني. كان قلبي فارغًا، ولكنه كان يشتاق إلى شيء ما.

لذلك فتحت نسخة يوسف علي لمعاني القرآن، وفتحت السورة رقم 55 وهي سورة الرحمن، وهناك قرأت الآية السابعة التي تقول: إن الله وضع الميزان الذي لا يتعدى عليه {وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ} [الرحمن: 7]، شعرتُ بأن صخورًا تقع على رأسي. هنا عرفت أن العدالة لا تأتي من مارتن لوثر كنج، ولا تشي جيفارا، ولا مالكوم اكس، أو أيٍّ من هؤلاء. العدالة تأتي من الله. وأردت أن أكون ضمن هذه العدالة، وهربت بنفسي إلى الله الغفور، لم أكن أعرف كيف أقول: "لا إله إلا الله"، فقط قلت: يا الله، أريد أن أكون مسلمًا. لذلك أكملت قراءتي لسورة الرحمن، ووجدت فيها نعم الله علينا كيف نشكر هذه النعم، وبدأت أبكي ليس لأني ما زلت حزينًا، ولكن لأني وجدت شيئًا رائعًا، فقد وجدت الإسلام، وأنا الآن مسلم منذ عقود.

فأنا لم أجد الإسلام، الله هو الذي أرشدني إلى الإسلام، ولم يكن هناك مكان في أميركا يمكنني أن أدرس فيه الإسلام؛ لأنه كان لا يزال صغيرًا هناك، ولم يكن هناك مسجد. فبدأت في قراءة الكتب، وكنت في البداية أقلب الحروف العربية إلى الإنجليزية، فعندما كنت أقول: "أستغفر الله" كنت أنطقها "أستغفرولاها".

وفي النهاية ذهبت إلى المركز الإسلامي بواشنطن المسجد الأكبر هناك، وكان يوم عيد الفطر، لم أكن أعلم معنى كلمة "عيد"، وكان الجميع يهتفون: "عيد مبارك". فظننتُ أنهم يقولون: "Eeat Mubarak"، لم أكن أفهم ما يقولونه ففهمت أنهم يقولون: "طعام مبارك"، وكانت هذه قصتي مع الإسلام.