يطرح أفكاراً إبداعية لمعالجة القضايا البيئية

«المجلس الأخضر».. منبر الشباب لمستقبل مستدام

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

«كن عامل التغيير في مجتمعك.. لغد بيئي مستدام» شعار يحمله 355 من طلاب الجامعات في الإمارات تحت اسم «المجلس الأخضر للشباب»، الذي برز أخيراً باعتباره منصة لطلاب الجامعات في الدولة، يجتمعون شهرياً لمناقشة ممارسات وأفكار الاستدامة، في إطار مبادرة الجامعات المستدامة، علماً بأن المشاركة في المجلس مفتوحة لكل طالب يدرس في جامعات الدولة.

وما يميز المجلس أنه يشرف عليه الشباب بدعم من هيئة البيئة - أبوظبي وتمتد أنشطته وفعالياته على مستوى الدولة، ومنها المناقشات حول القضايا البيئية في الإمارات والعالم، ومشاريع الاستدامة، وغيرها من الأنشطة التي تستضيفها هذه المنصة التي يقودها الشباب.

ويوفر أعضاء المجلس جزءاً من وقتهم المزدحم بالجداول الأكاديمية مرة واحدة كل شهر لحضور دورات تدريبية والتفاعل مع بعضهم بعضاً إلى أن أصبحوا الآن بمنزلة عائلة متماسكة ومترابطة.

الجامعات المستدامة

وقالت رشا المدفعي، مديرة قسم المدارس المستدامة بيئياً في هيئة البيئة - أبوظبي، إن المجلس الأخضر للشباب يأتي ضمن إطار مبادرة الجامعات المستدامة برعاية شركة أبوظبي للدائن البلاستيكية المحدودة (بروج)، ويضم مجموعة من طلبة الجامعات في مختلف أنحاء الإمارات، يجتمعون معاً ليكونوا أحد عوامل التغيير الرئيسة لتعزيز استدامة المجتمع من أجل مستقبل مستدام.

وأكدت المدفعي أن المجلس يهدف إلى توفير منصة لتبادل الأفكار والآراء ودعم جهود طلبة الجامعات في دولة الإمارات وتشجيعهم على تحمل مسؤولية البصمة البيئية لجامعاتهم، ومن خلال هذا المجلس تتاح الفرصة للشباب، وبدعم من هيئة البيئة - أبوظبي، لتطوير أساليب مشاركتهم الإيجابية في معالجة قضايا المجتمع البيئية، وفتح قنوات التواصل بينهم وتحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم فيما يخص الشأن البيئي، إضافة إلى الإسهام في إعداد وتأهيل القيادات والكوادر المستقبلية الواعدة لمواصلة مسيرة التنمية البيئية المستدامة.

وعي بيئي

وأشارت المدفعي إلى أن الطلاب المشاركين في المجلس ينتمون إلى 13 جامعة في الإمارات للعمل على إيجاد مجتمع فعال وملتزم ويتمتع بوعي بيئي يترجمه لسلوك إيجابي يسهم فعلياً في المحافظة على البيئة من أجل مستقبل مستدام.

وتابعت: «كما يعمل أعضاء المجلس الأخضر للشباب على المشاركة الفاعلة مع كل الشركاء والتواصل المبدع باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى ممارسة الأنشطة البيئية وتحويل الأفكار إلى أفعال إيجابية».

تعهد

وأوضحت المدفعي أن هناك تعهداً لأعضاء المجلس نصه «كعضو في المجلس الأخضر للشباب، سأسعى لأن أكون مستداماً في جميع أنشطتي وأفكاري، وأثناء القيام بأي نشاط مع الشركاء، سأعبر عن فخري بعضوية المجلس الأخضر للشباب».

وأضافت: «بما أنه مجلس للشباب، فإنه يستند أيضاً إلى تقديم أفكار ابداعية تهم الشباب وتجذبهم، وتتم المشاركة بمشروع مجتمعي أو حملة تنظيف واحدة على الأقل خلال سنة وإنشاء لجنة مناسبة لوضع استراتيجيات مبتكرة باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك، وتويتر أو التواصل الداخلي، إضافة إلى توعية الشباب».

وذكرت أن من مهام الأعضاء أيضاً إنشاء حساب إنستغرام لتعزيز الطبيعة المتميزة في دولة الإمارات، وإنشاء مدونات خاصة بقضايا بيئية مهمة مثل التغير المناخي والنفايات والمياه وما إلى ذلك، إضافة إلى تعزيز المعرفة والتوعية من خلال محاضرات للخبراء والمناقشات والمشاركة في الاجتماعات والمؤتمرات المحلية والدولية، كما يتولى المجلس إصدار نشرة صحفية شهرية.

ولفتت إلى أن المجلس الأخضر للشباب عقد 16 اجتماعاً حتى الآن، وكان واحداً من المكونات الأكثر شعبية في مبادرة الجامعات المستدامة منذ انطلاقه في 2015، كما نفذ الأعضاء العديد من مشاريع الاستدامة التي دفعت العديد من الأصدقاء والزملاء إلى الاقتداء بهم والإسهام في إنجاز مشاريع مماثلة.

مشروع جديد

وقالت المدفعي: «بجهود أعضاء المجلس الأخضر للشباب، سيتم قريباً إطلاق مشروع جديد في جامعات مختارة بهدف استخدام المياه المتبقية في الزجاجات لإرواء عطش الحيوانات والطيور، ويتم ذلك بواسطة جهاز بسيط سيتم تركيبه في مناطق معينة بالجامعات تتردد عليها الحيوانات والطيور، حيث يقوم الطلاب بتفريغ المياه المتبقية في الزجاجات في أماكن محددة قبل رميها في سلة المهملات، ومن ثم ترسل هذه الزجاجات لإعادة التدوير كلما امتلأت السلة».

استهلك بعناية

وأكدت المدفعي أن مبادرة «استهلك بعناية» كانت أولى مبادرات المجلس الأخضر للشباب في عام 2015، واستهدفت الحد من النفايات الغذائية خلال شهر رمضان المبارك، حيث تم جمع الخبز غير المستخدم من العديد من الفنادق في جميع أنحاء أبوظبي ونقله إلى بعض المزارع على مشارف المدينة لتحويله إلى علف للحيوانات.

وزادت: «وسع المجلس نطاق الحملة لتصل إلى دبي والشارقة، كما شملت أيضاً تحضير السماد من فضلات الطعام، إضافة إلى الإسهام في توفير العلف للماشية، كما تم جمع نحو 160 كيلوغراماً من فضلات الطعام من الفنادق، ونقلها لتسميد حدائق الجامعات في أبوظبي والجامعة الأميركية في الشارقة».

التغير المناخي

ونفذ أعضاء المجلس الأخضر للشباب مسحاً في دولة الإمارات باستخدام المنصة الدولية لتحليل البيانات لرسم الخرائط والتخطيط التشاركي، وتم تنفيذ المسح في بعض مناطق أبوظبي وتقديمه إلى مبادرة بناة المدن البيئية في مؤتمر القمة العالمية للمدن البيئية في أكتوبر عام 2015، كما شاركت مجموعة من عشاق التنوع البيولوجي من أعضاء المجلس الأخضر للشباب في بحث لتقييم التغير المناخي مع الصندوق العالمي لصون الطبيعة (WWF) لدراسة بيئات أبقار البحر في أبوظبي، واستمر هذا البحث مدة شهر، حيث قضى أفراد المجموعة وقتاً حافلاً بالعمل والنشاط في دراسة البيئات الطبيعية ودورات الحياة والجوانب الأخرى ذات العلاقة بأبقار البحر.

وكان الاجتماع الثالث عشر للمجلس الأخضر للشباب يوماً خاصاً للأعضاء، فقد انضم طلاب من مختلف أنحاء الإمارات للدورة التدريبية التي عقدها المجلس، والتي أعقبتها رحلة للتجديف في القرم الشرقي، كما يحرص أعضاء المجلس الأخضر للشباب على المشاركة في احتفالات ساعة الأرض في الدولة.

نشر الوعي

قالت الدكتورة فاتن سمارة، من الجامعة الأميركية في الشارقة، التي كان لها دور أساسي في تركيب آلة تحضير السماد في الجامعة: «عندما طلب مني عضو في المجلس الأخضر للشباب المساعدة في المشروع، كنت سعيدة للغاية لرؤية كيف تم تشجيع الطلاب على العمل نحو تحقيق الاستدامة البيئية، هذه الحملة مهمة جداً، لأنها سوف تنشر الوعي بطريقة سهلة ومفيدة لتركيب وتشغيل آلات تحضير السماد من النفايات».

Email